ألترا صوت - فريق التحرير
من المعروف أن شركة سوبارو لم تدخل حتى الآن سوق السيارات الكهربائية، بالرغم من أن جزءًا من جهودها لتسويق سياراتها ينصب على التأكيد على حرص الشركة على الحفاظ على البيئة في عمليات التصنيع، وعدم الإلقاء بالنفايات الصلبة في الطبيعة، والتأكيد على أنها ملتزمة بعمليات التدوير إلى أقصى حد ممكن، مع أنها تنتج مليون سيارة سنويًا، وهذا رغم صعب ويفرض الكثير من التحديات المتعلقة بالتدوير وسلامة البيئة.
تعد شركة سوبارو واحدة من الشركات القليلة التي لا تزال يغر متحمسة للدخول في سباق تصنيع السيارات الكهربائية
إلا أن ذلك لم يدفعها حتى الآن للدخول في عالم السيارات الكهربائية، ولو على سبيل التجربة. في هذه المقادة المترجمة بتصرف عن بلومبيرغ، نشرح الأسباب التي تجعل سوبارو راضية بأن تصل متأخرة إلى نادي السيارات الكهربائية.
حتى اليوم، تعتمد سيارات سوبارو على الوقود الأحفوري، وهنالك خطة لدى الشركة تم الإعلان عنها مؤخرًا بأنها ستنتج سيارة هايبرد تعتمد على الشحن الكهربائي، حيث قد يبدأ إنتاج نسخة الهايبرد من سيارة سوبارو كروستريك نهاية العام الجاري. أما سيارة سوبارو الكهربائية فما تزال تحتاج إلى سنوات قبل أن تظهر في الأسواق.
اقرأ/ي أيضًا: 5 حقائق فريدة عن السيارات الكهربائية
يقول الرئيس التنفيذي لشركة سوبارو في الولايات المتحدة الأمريكية، توم دول: "لو أنتجنا سيارة كهربائية اليوم فإننا سندخل في منافسة مع الجميع. لكننا سننتظر قليلًا حتى تستقر الأمور في هذا السوق، وبعدها سننضم إلى السباق".
وتعد شركة سوبارو واحدة من بين القليل من الشركات التي لا تزال غير متحمسة للدخول في السباق العالمي على تصنيع السيارات الكهربائية، فشركة مازدا مثلًا مثال آخر على هذه الشركات، والتي قد تطرح سيارة كهربائية لأول مرة بعد سنتين على الأقل. وهنالك أيضًا شركة فيات كرايسلر، والتي لم تطرح سوى سيارتين تعملان على تكنولوجيا البطارية الكهربائية، وهما سيارة كرايسلر باسيفيكا هايبرد، وسيارة فيات 500 إي الكهربائية بشكل كامل.
ويبدو أن هذه الشركات ترغب في الاستمرار بجهود البحث والتطوير من أجل الدخول إلى السوق بخيارات أقوى من السيارات المتوفرة حاليًا، وفي غضون ذلك سيكون الطلب على السيارات الكهربائية قد تزايد عالميًا. فمن المعروف أن الطلب على السيارات الكهربائية خارج الصين ما يزال ضعيفًا، فهنالك سيارة كهربائية واحدة فقط يتم بيعها مقابل 50 سيارة تقليدية عالميًا.
كما أن تكنولوجيا البطاريات ما تزال مكلفة، عدا عن أن البنية التحتية الخاصة بتوفير محطات الشحن الكهربائي ما تزال ضعيفة في العديد من أجزاء العالم. إضافة إلى ذلك كله فإنه من الصعب العثور على أمثلة لشركات قد حققت أرباحًا حقيقية من الاعتماد على بيع السيارات الكهربائية حتى الآن.
ثمة شركات أخرى في المقابل لم تكترت بالمبيعات القليلة من السيارات الكهربائية، وأصرت على المضي قدمًا في تطوير هذا النوع من السيارات. ولعل شركة فولكسفاجن هي واحدة من الشركات الرائدة في هذا المضمار، فلديها 17 نموذجًا من السيارات التي تعتمد على البطاريات الكهربائية، وحتى صناع السيارات الأمريكية الأكثر تحوطًا في هذا المجال، مثل شركة جنرال موتورز، قد أعلنت عن عزمها على تصنيع 20 نموذجًا لسيارات كهربائية كليًا بحلول العام 2023، منها سيارات "SUV".
ومع أنه قد يكون من الحكمة عدم التسرع في الانخراط في عالم السيارات الكهربائية، إلا أن هنالك مخاطر أيضًا للتأخر في ذلك؛ فقد تخسر شركة سوبارو مثلًا شيئًا من سمعتها بين الزبائن الذين لديهم حساسية تجاه قضايا البيئة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والذين باتوا يتجهون الآن نحو سيارات تيسلا الكهربائية. كما أن الوصول متأخرًا إلى ميدان تصنيع السيارات الكهربائية، قد يفقد الشركة القدرة على توظيف أفضل المهندسين الذين باتوا يمتلكون خبرات لا غنى عنها لتصنيع هذه السيارات وتطويرها.
لقد تراجعت أسعار البطاريات بحوالي 79% في الأعوام السبعة الماضية، مما سيجعل السيارات الكهربائية أكثر قدرة على المنافسة مع السيارات التي تعتمد على الوقود بشكل أكبر بحلول العام 2024. وإلى ذلك الحين، فإن الأمور قد تتغير بشكل متسارع، وستكون هنالك فرصة أكبر للشركات لتحقيق أرباح من مبيعات السيارات الكهربائية.
تراجعت أسعار البطاريات بحوالي 79% في الأعوام الماضية ما يجعل السيارات الكهربائية أكثر قدرة على المنافسة مع سيارات الوقود الأحفوري
أما شركة سوبارو فيبدو أنها ستضع أول قدم في مجال تصنيع السيارات الكهربائية عبر الاستفادة من تكنولوجيا السيارات الهايبرد من تويوتا، والتي تملك 17% من الأسهم في الشركة. هذه الشراكة بين تويوتا وسوبارو، قد تكون السر الذي يجعل الأخيرة مطمئنة إلى قدرتها على الانتظار دون أن تخسر الكثير. يقول توم دول من شركة سوبارو: "لا بأس في أن نكون الأخيرين ولكن الأفضل".
اقرأ/ي أيضًا: