يترقّب مشجعو مانشستر يونايتد الإنجليزي ومحبو النجم كريستيانو رونالدو معرفة مصيره مع الفريق، بعد الخبر المفاجئ بقراره الرحيل عن النادي بحثًا عن آخر يلعب معه في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، لعدم تأهل اليونايتد للعب فيه بعد حلوله سادسًا في الدوري الإنجليزي الموسم المنصرم.
ورغم أن المدرب الجديد للفريق الهولندي تين هاغ أكّد أهمية وجود المهاجم البرتغالي في الفريق، ونفى رغبة النادي ببيعه، حيث ينتهي عقده في صيف 2023، إلا أن عدم مرافقته للفريق في جولته التحضيرية في تايلاند يوضّح الخلاف بين الطرفين، رغم تبرير ذلك بوجود ظروف عائلية منعت رونالدو من مرافقة ناديه.
خيارات رونالدو
ارتبط اسم رونالدو مع عدة أندية على مدى الأسابيع الماضية، كان أبرزها بايرن ميونخ الألماني، خصوصًا مع رغبة نجمه البولندي روبرت ليفاندوفيسكي الرحيل إلى برشلونة الإسباني.
رحيل ليفاندوفسكي يبدو قريبًا فعلًا رغم تعثر المفاوضات بين الناديين حتى الآن، ولكن إدارة النادي البافاري نفت رغبتها بالتعاقد مع كريستيانو، حيث جاء ذلك على لسان المدير الرياضي للفريق حسن صالح حميديتش والمدير التنفيذي أوليفر كان، فقال الأخير بحسب صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية: "أقدّر كريستيانو رونالدو كونه أحد أعظم اللاعبين في العالم، ولكن للأسف لسنا مهتمين بضمه فهو غير مناسب لفلسفتنا".
النادي الثاني الذي جرى الحديث أيضًا عن احتمالية انتقال رونالدو إليه، هو تشيلسي الإنجليزي هذه المرة، خاصة أن النادي يفتقد إلى مركز رأس الحربة بعد إعارة مهاجمه البلجيكي لوكاكو إلى إنتر ميلان، ووضعية الفريق المريحة بوجود إدارة جديدة ومدرب محنّك وفريق مرشح للمنافسة على البطولات، وهو ما يسعى إليه رونالدو دائمًا.
في ظل هذه الظروف يبدو التعاقد منطقيًا لكلا الطرفين، ولكن النادي اللندني حسم الأمر حسب صحيفة "ديلي ميل" البريطاني بنفي التعاقد معه لعدم رغبة المدرب الألماني توخيل بذلك، مفضّلًا التركيز على صفقات أخرى، خصوصًا بعد التعاقد مع المهاجم الإنجليزي رحيم ستيرلينغ قادمًا من مانشستر سيتي مؤخرًا.
لم يقتصر ربط كريستيانو ببايرن ميونيخ وتشيلسي، حيث رُبط اسمه أيضا بأندية باريس سان جيرمان وروما وبرشلونة، وهي احتمالات تبدو ضعيفة وغير منطقية، خصوصًا أن روما الإيطالي لن يلعب الموسم المقبل في دوري الأبطال، وباريس سان جيرمان متخم بالمهاجمين بوجود ميسي ومبابي ونيمار وإيكاردي وغيرهم، ومن غير المعقول أن ينتقل نجم ريال مدريد الأول سابقًا ليلعب بصفوف غريمه التقليدي، غير مكترث بمشاعر جماهير الملكي التي تحتفظ بمكانة كبيرة له في قلوبها حتى الآن، رغم رحيله عن الفريق، إضافة للأزمة المالية التي يعيشها برشلونة والتي تصعّب على النادي دفع راتب لاعب كرونالدو.
مكانة رونالدو في مانشستر يونايتد
قد يبدو وضع مانشستر يونايتد غير مريح ولا يناسب لاعب لا يمل البحث عن بطولات جديدة ولا يقبل إلا بالألقاب، إلا أنه بحقيقة الأمر وضع مناسب جدًا للاعب البرتغالي، فعودة يونايتد إن حدثت ستظهر رونالدو بطلًا مخلصًا، بالمقابل عدم تحقيق ألقاب الموسم القادم على الأقل لن يشكل ضغطًا عليه ولن يُلام لوحده فالفريق كاملًا فيه مكامن ضعف كثيرة ويحتاج لإعادة بناء، وهو أمر معاكس لوضع تشيلسي مثلًا، فانتقال رونالدو إليهم سيرفع من سقف توقعات جماهيره ويكون الضغط عليه بالتالي كبيرًا لجلب الألقاب للنادي مع قدومه.
رحل رونالدو عن ناديه الذي لمع نجمه معه وهو في القمة عام 2009 حيث تأهل لنهائي "التشامبيونزليغ" وكان قد نال اللقب قبلها بعام، عام نال فيه كريستيانو الكرة الذهبية للمرة الأولى في مسيرته.
وسط هذه الظروف انتقل المهاجم البرتغالي إلى النادي الملكي ريال مدريد باحثًا عن المجد والألقاب الفردية والجماعية وهو ما حققه فعلًا، الانتقال هذا الذي أسعد جماهير الميرغني لسنوات، فطر قلوب مشجعي الشياطين الحمر بالمقابل، ومع ذلك بقيت جماهير اليونايتد تنظر له بعين الفخر والتقدير والحب.
هذه المكانة زادت في قلوب جماهير اليونايتد عندما عاد إليهم مفضلًا ناديه الإنجليزي الأم على جاره اللدود مانشستر سيتي، فلماذا يقلل من أهمية هذا الأمر ويظهر بثوب المتخلي عن الفريق، وهو يحاول العودة إلى المنافسة محليًا وأوروبيًا من جديد؟
