18-مارس-2018

ازدحام إسطنبول

يتعرض سائقو "أوبر" في تركيا للعنف من قبل سائق سيارات التاكسي الصفراء، الذين يطالبون بحظر شركات تأجير السيارات لأنها تضر بمصالحهم. المزيد من المعلومات في المادة المترجمة عن موقع Bloomberg


يحتفظ سائق أوبر بقضيب حديدي في متناول يده خلال جولات عمله اليومية في مدينة إسطنبول.

 أكثر من 5000 سائق أوبر يعملون في إسطنبول، التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة

يقول ليفينت الذي أفزعته الهجمات العنيفة في الأسابيع الأخيرة والتي يُزعم أنها شنت من قبل سائقي سيارات الأجرة الصفراء الغاضبين الذين يريدون أن تحظر تركيا شركات تأجير السيارات، إنه يفكر حتى في امتلاك مسدس وطلب عدم ذكر اسمه بالكامل لأسباب السلامة الشخصية.

اقرأ/ي أيضًا: 3 أفكار مشاريع صغيرة في تركيا

وقال وهو يجلس بداخل السيارة الفان التي يقودها، وهي من مرسيدس بنز فيتو التي تحظى بشعبية لدى سائقي أوبر في إسطنبول "أعمل وأنا أخشى أن أتعرض للإيذاء الجسدي من قبل سائق التاكسي كل يوم".

ليفينت هو واحد من أكثر من 5000 سائق أوبر يعملون في المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 15 مليون نسمة منتظرين معرفة مصيرهم، حيث تنظر محكمة إسطنبول قضيتين قانونيتين حررتها جمعيات سائقي التاكسي تتهم الخدمات القائمة على تطبيقات الهواتف المحمولة بأنها تهدد المنافسة وتخرق القانون.

ومع ذلك، في الوقت الذي تحاول فيه أوبر النجاة في مدن مثل لندن، التي ألغت رخصتها العام الماضي، نادرًا ما اتخذ السخط ضدها منحى عنيفًا كما هو الحال في أكبر مدن تركيا.

ففي العاشر من آذار/مارس، أطلق النار على سيارة أوبر كانت في طريقها لتقل راكبًا في حي كوجك جكمجة المزدحم في إسطنبول. ونقلت وسائل الإعلام المحلية تقارير عن حوادث يتخفى فيها سائقو التاكسي على شكل زبائن ويجتمعون معًا لمهاجمة سائقي أوبر بعد إرشادهم إلى شوارع هادئة وفارغة من المارة.

قال بكير كامباز البالغ من العمر 56 عامًا والذي يمتلك 52 سيارة أوبر وسيارتي تاكسي صفراوتين إن السائقين الذين يعملون معي خائفون. سائقو التاكسي يتحرشون بهم ويهاجمونهم في كل مكان في إسطنبول. دخل أحد سائقي المستشفى إثر ارتجاج في المخ بعد تعرضه للضرب في محطة الحافلة الرئيسية".

يتكرر هذا الأمر بطرق عديدة بالنسبة لأوبر. في أوروبا وأمريكا الشمالية، سائقو التاكسي هم أكثر النقاد حنقًا ضد هذه الخدمة التي امتدت سريعًا إلى أبعد من موطنها الرئيسي في سان فرانسيسكو، متجاهلة في بعض الأحيان القوانين المحلية. أدى هذا إلى اندلاع مظاهرات من قبل سائقي التاكسي  ــ من بينها بعض المظاهرات التي تحولت إلى العنف في باريس ــ وأدى هذا الأمر إلى خلافات مع السلطات الوطنية وقوانين جديدة تهدف لكبح الاقتصاد المرن أو الحر.

مئات من سائقي التاكسي الذين اكتفوا مما يرونه منافسة غير عادلة تظاهروا خارج قصر العدالة في إسطنبول يوم الاثنين، مطالبين بحظر أوبر. أحد شكاويهم الرئيسية هي أن سائقي أوبر يتفادون دفع الرسوم الباهظة التي يدفعونها هم.

أصدرت مدينة إسطنبول 17 ألف ترخيص بلوحة تاكسي وهو رقم بالكاد تغير خلال عقود. أصبحت سلعًا رائجة تحظى بطلب عال ويصل سعرها إلى 1.69 مليون ليرة، أي ما يعادل 434 ألف دولار لكل واحدة منها وفقًا لموقع كالي تجارت (Kale Ticaret) الذي يبيع هذه اللوحات. يؤجر سائقو التاكسي هذه الرخص مقابل 7000 إلى 8000 ليرة في الشهر، لذا هم في حاجة لسيل مستمر وثابت من الزبائن لتغطية النفقات.

اشتكى محمد يافوز قائلًا "انخفضت أرباحي بنسبة 30% منذ بدأت أوبر بالعمل في تركيا" في 2014. وكان محمد قد دفع ثمن رخصة التاكسي عن طريق بيع أرض ورثها عن أبويه.

تعمل أوبر في تركيا من خلال ما يسمى بـ رخصة D-2 وهي نفس الرخصة التي تستخدمها حافلات الأجرة. وهي أرخص سعرًا إذ يدفع المستثمر الذي يبلغ رأسماله 30 ألف ليرة، مبلغ 15 ألف ليرة سنويًا لتشغيل أسطول مكون من ثمان سيارات، بالإضافة إلى 300 ليرة لكل سيارة. بإمكان السائقين تأجير هذه الرخصة مقابل 3550 ليرة في السنة.

يحاول المحامون الذين يمثلون سائقي التاكسي بناء حجتهم على أساس القاعدة التي تقضي بأن حاملي الترخيص D-2 يجب عليهم أن يسجلوا معلومات الركاب لدى الحكومة قبل ساعة من بداية الرحلة وهو أمر لا يستطيع سائقو أوبر فعله لأنهم عادة ما يردون على الطلبات خلال 15 دقيقة.

ستعقد جلسة إحدى القضيتين المرفوعتين أمام المحكمة في أيار/مايو والثانية في حزيران/يونيو. قالت أوبر إنه ليس بإمكانها التعليق على الدعوى القضائية السارية.

وقالت الشركة في تصريح عبر البريد الإلكتروني "لقد أفزعنا هذا العنف ونفعل ما بوسعنا لدعم السائقين".

على خلاف المدن الأخرى تزيد تكلفة أوبر قليلًا عن سيارات الأجرة التقليدية ــ لكنها تحظى بالشعبية لدى الأتراك خصوصًا السيدات، الذين يشعرون بأمان أكبر حين يرين التقييم الذي قدمه الركاب الآخرون عن السائق. بعضهن مثل بينار جينكيز البالغة من العمر 26 عامًا والمقيمة بإسطنبول قلن إن التاكسي الأصفر كثيرًا ما يرفض أن يقلها في المسافات القصيرة.

وأخبر وزير التجارة والجمارك بولنت توفنكي المراسلين في مقاطعة هاتاي الأربعاء الماضي "نحن نقف في صف التجارة الحرة. نحن لا نتخلى عن سائقي التاكسي ليكونوا ضحايا، لكن أوبر تحصل على حصة في السوق لأن المواطنين استقبلوا الفكرة استقبالًا حسنًا". وأضاف أن الوزارة تحلل القطاع لاتخاذ قرار بكيفية التقدم في هذه المسألة.

أصبحت قضية أوبر في تركيا مدعاة للاستقطاب بنفس قدر القضايا السياسية في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان. هتف السائقون في المظاهرة أمام المحكمة: "أوبر اليهودية الصهيونية، أخرجوا من بلادنا". وقال أحدهم إنه سيتوقف عن التصويت لحزب العدالة والتنمية إن لم تلغ رخصة أوبر.

أصبحت قضية أوبر في تركيا مدعاة للاستقطاب بنفس قدر القضايا السياسية في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان

كشف آخرون عن نوايا عنيفة: إذ قال مراد أصلان، الذي ادخر أمواله لمدة 15 عامًا ليستطيع شراء رخصة التاكسي الخاص به "إذا حكمت المحكمة ضدنا، سنقتل سائقي أوبر".

وقال أيوب إكسو، مدير الغرفة التجارية لمشغلي سيارات التاكسي إنه حصل على تأكيدات من رئيس الوزراء بن علي يلدرم بأن أوبر بالفعل تخرق القانون، على الرغم من أن مكتب رئيس الوزراء رفض التعليق على الأمر عندما اتصلنا به هاتفيًا.

اقرأ/ي أيضًا: أجمل 7 أغانٍ تصف مدينة إسطنبول

يتوخى سائقو أوبر، مثل نجات أركان أردوغان البالغ من العمر 54 عامًا، حذرًا بالغًا. هذا شهره الأول في العمل وتعرض للهجوم ثلاث مرات من بينها أول مشاجرة مع سائق تاكسي حاول الركوب في سيارته.

وقال "أحيانًا أتجاوز ركابي حين أرى سائقي التاكسي الغاضبين ينتظرونني على جانب الطريق".

 

اقرأ/ي أيضًا:

9 حقائق ومعلومات عن تركيا تسمعها لأول مرة!

4 وجهات سياحية في تركيا عليك زيارتها