طرحت منصة يوتيوب على صنّاع المحتوى برنامجًا جديدًا لجني الإيرادات عبر المقاطع القصيرة (Youtube Shorts)، وذلك في أحدث مسعى للشركة الأمريكية لمواجهة النموّ الهائل لمنصّة تيك توك، داخل الولايات المتحدة، وفي مختلف أرجاء العالم.
تواجه يوتيوب منافسة شديدة من منصّة تيك توك الصينية
ولطالما كانت منصة يوتيوب المصدر الأكثر استدامة للدخل لصناع المحتوى في العالم، إلا أن ذلك قد تغير لصالح تيك توك مؤخرًا، وهو التطبيق الذي تم تنزيله أكثر من 100 مليون مرة في الولايات المتحدة وحدها هذا العام، وصار الأكثر تنزيلًا عالميًا، والأسرع نموّا على مختلف المستويات، ولاسيما في إيراداته من الإعلانات وحجم أرباحه، وقاعدة مستخدميه النشطين. وقد كان صناع المحتوى في يوتيوب يحصلون على نسبة محددة من إيرادات الإعلانات التي تظهر على مقاطع الفيديو التي يرفعونها على المنصّة، وهو ما دفع الآلاف منهم منذ عقد تقريبًا إلى التحوّل إليها والاعتماد عليها كمصدر أساسي للدخل.
ورغم السيطرة الكاسحة لتطبيق تيك توك، إلا أن يوتيوب تبدو عازمة على استدراك ما خسرته بسبب غريمها الصيني، والعودة إلى مكانتها كمنصّة مفضلة لصناعة المحتوى واستهلاكه، واستغلال الثغرات المحبطة التي بدأ بعض مستخدمي تيك توك بالشكوى منها في الآونة الأخيرة.
البرنامج الجديد لمشاركة الإيرادات مع صناع المحتوى من يوتيوب يستهدف جذب صناع المحتوى الشباب واليافعين، ولاسيما أولئك الذين بدأت بصمتهم الرقمية بالتوسع مع تيك توك وبالاعتماد على نموذجه وأدواته.
حقق اقتصاد "صناعة المحتوى" زخمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. بحسب أرقام العام 2020، كان ثمة أكثر من 50 مليون صانع محتوى حول العالم، وهم أشخاص يعرفون عن أنفسهم بأنهم صانعو محتوى رقمي، ويجنون رزقهم بالاعتماد على منصات تيك توك ويوتيوب وغيرها. هذا الرقم تجاوز 200 مليون صانع محتوى خلال العام الجاري، بحسب تقرير صدر مؤخرًا عن مؤسسة "لينكتري" الأمريكية.
تفاصيل خطة يوتيوب الجديدة
بموجب الخطة الجديدة، سيتمكن صناع المحتوى في يوتيوب من تحصيل جزء من الإيرادات المتأتية من الإعلانات التي يتم تشغيلها بين مقاطع الفيديو القصيرة، حيث تخطط المنصّة لتوزيع 45 بالمئة من إيرادات الإعلانات على صناع المحتوى فيها بناء على مساهمة كل منهم في إجمالي مشاهدات المقاطع القصيرة (الشورتس).
أما شروط تأهل صانع المحتوى ليكون ضمن هذه الفئة المختارة التي تحظى بنسبة من هذه الـ45% من إيرادات الإعلانات، فتتمثل في امتلاك حساب يتابعه 1000 مشترك على الأقل، وأن يكون في رصيد حسابه ما لا يقل عن 10 ملايين مشاهدة خلال 90 يومًا قبل التقدم بالطلب الخاص لذلك. وبحسب ما أعلنت الشركة، فإن هذا البرنامج الجريء لمشاركة الأرباح، سينطلق مطلع العام 2023.
تدرك يوتيوب حاجتها إلى ضخ المزيد من الاستثمارات من أجل الحفاظ على المؤثرين المنتجين للمحتوى عليها
يذكر أن يوتيوب قد أنشأت في أيار/مايو 2021 صندوقًا خاصًا لصناع المحتوى، بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، إلا أن الشركة تدرك حاجتها الماسة إلى ضخ المزيد من الاستثمارات من أجل الحفاظ على المؤثرين المنتجين للمحتوى عليها، عبر إغرائهم بفرص أفضل لكسب المال.