على الرغم من القلق الأمريكي المشترك بين الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلا أن خطة إنفاق ضخمة بقيمة 250 مليار دولار لتعزيز القدرة التنافسية للولايات المتحدة في القطاع التقني، ما تزال تواجه العديد من العثرات بسبب التجاذبات الحزبية في المجلس، وتحفظات عدد من الديمقراطيين عليها، بحسب تقرير في وول ستريت جورنال الأمريكية.
تسعى الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ خطوات سريعة من أجل مواجهة النفوذ الصيني في قطاع التقنية
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد أقر العام الماضي وبالتوافق قانون الابتكار والتنافس الأمريكي، وهو تشريع جديد يسعى إلى تعزيز موقف الولايات المتحدة في مواجهة العملاق الصيني في مجال الأبحاث والتصنيع التقني، والاستثمار بشكل ضخم في مجالي العلوم والتقنية للحفاظ على قدرتها التنافسية أمام القوى العالمية الأخرى، ولاسيما الصين.
القانون يخصص حوالي 52 مليار دولار أمريكي من أجل تشجيع مشاريع تصميم وتصنيع الرقائق الإلكترونية الدقيقة في الولايات المتحدة، وهو ما يعني دعم خطط الاستثمار التي أعلنت عنها بعض الشركات، مثل شركة إنتل كورب التي أعلنت يوم الجمعة، 21 كانون الثاني/يناير، عزمها استثمار عشرات المليارات لإنشاء مصنعين للرقائق الإلكترونية في ولاية أوهايو.
اقرأ/ي هنا للاطلاع على تفاصيل خطّة إنتل الاستثمارية في قطاع الرقائق الإلكترونية
وبحسب التقرير، تحاول شخصيات نافذة من الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي، والذين شعروا بالإحباط جراء إعاقة مبادرات الإنفاق الحكومي، إلى تسوية نقاط الخلاف مع بعض الديمقراطيين الآخرين ومع الجمهوريين، فيما يتعلق بالإنفاق الحكومي في قطاع التقنية، وتحويل ذلك التوافق إلى إنجاز للحزبين.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد عقد فعالية يوم أمس الجمعة مع مسؤولين كبار في شركة إنتل كورب، وقال بايدن إن خطة الاستثمار الضخمة لدى إنتل تشير إلى الأهمية العاجلة لتمرير حزمة الإنفاق التنافسي في الكونغرس بشكل عاجل.
وقال بايدن في كلمته في الفعالية التي حضر فيها الرئيس التنفيذي لشركة إنتل بات جيلسنغر، إنه يرغب في أن تحتضن المزيد من المدن الأمريكية مشاريع ضخمة كتلك التي أعلنت عنها إنتلن داعيًا إلى "اتفاق تاريخي" بين الديمقراطيين والجمهوريين، من أجل إقرار الحزمة الجديدة، من أجل "تعزيز تنافسيتنا الاقتصادية وأمننا القومي".
وزيرة التجارة الأمريكية، جينا رايموندو، ومسؤولون آخرون في الإدارة الأمريكية الحالية، أكدوا على أهمية هذه الحزمة من الإنفاق الحكومي، إذ قالت رايموندو إن من شأن ذلك أن يضمن الوضع التنافسي للولايات المتحدة، ويضبط التضخم المحلي.
إلا أن الخطة التي تواجه إعاقة من الجمهوريين، في هذا العام الذي سيشهد انتخابات نصفية حساسة، قد نالت نصيبًا من الانتقادات من بعض الديمقراطيين أيضًا، والذين يصرّون على أن تشتمل الحزمة على دعم أولويات أخرى، مثل معالجة أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية بين الأمريكيين، والتغير المناخي، ودبلوماسية اللقاحات، مشيرين إلى أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تحافظ على تنافسيتها العالمية دون معالجة مشاكلها المحلية.
شاهد: تغطية لهذا الملف والملفات الإخبارية الراهنة عربيًا ودوليًا على شاشة التلفزيون العربي أخبار
الحزمة التنافسية المقترحة في مجلس الشيوخ الأمريكي ستخصص 190 مليار دولار أمريكي للإنفاق الحكومي الموجّه لدعم التقنيات الأمريكية المتطوّرة وتعزيز قدرتها التنافسية، وذلك بحسب تحليل مكتب موازنة الكونغرس، إضافة إلى تخصيص 52 مليار دولار لتحفيز قطاع إنتاج الرقائق الإلكترونية الدقيقة في الولايات المتحدة.
اقرأ/ي أيضًا:
"إنتل" تستثمر 20 مليار دولار في مصنع جديد لإنتاج الرقائق في الولايات المتحدة
بعد استحواذ مايكروسوفت على أكتيفجين.. كم ستبلغ قيمة الحصة السعودية فيها؟
نتفليكس ترفع سعر الاشتراكات في الولايات المتحدة وكندا.. ماذا عن الشرق الأوسط؟