ألترا صوت – فريق التحرير
أطلقت "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" مؤخرًا، عدة مشاريع رقمية تسعى من خلالها، إلى توفير مجموعة واسعة من المصادر المجانية والموثوقة حول فلسطين في منصةٍ واحدة، بحيث تسهِّل على الباحثين والأكاديميين وكذا المهتمين بالقضية الفلسطينية، الوصول إليها.
توفر المؤسسة من خلال إتاحتها لكامل أعداد جريدة "القدس"، مادة تاريخية تغطي ست سنوات من تاريخ فلسطين أواخر العهد العثماني
ويتنوع المحتوى الذي تسعى المؤسسة إلى توفيره، بين مجموعة مواد تم استخلاصها من الكتب الصادرة عنها، ومختارات من مجلاتها، إلى جانب مواد أرشيفية أخرى متنوعة، تخدم: توثيق التاريخ والأحداث الفلسطينية المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، وتزويد المستخدم بالخلفية اللازمة للأحداث الحالية.
اقرأ/ي أيضًا: كتاب "الدول والثورات الاجتماعية".. بنى وأصول التحولات
قي هذا السياق، أعلنت "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" يوم أمس، الأربعاء، عن إتاحة جميع أعداد جريدة "القدس" للتحميل المجاني عبر موقعها الإلكتروني، بعد حيازتها على هذه: "المجموعة الكاملة للجريدة بتبرع كريم من عائلة حنانيا التي صاحبت المجموعة الورقية في القدس"، وفق البيان الذي نشرته على موقعها.
وتعتبر "القدس" أول جريدة عربية خاصة تصدر في فسلطين، حيث أسسها الكاتب الصحفي المقدسي جورجي حنانيا (1857 – 1920) بعد طلاق الدستور العثماني الثاني عام 1908، مستفيدًا آنذاك من تعميم السلطات العثمانية للحريات الفكرية والسياسية، إلى جانب تخفيف الرقابة على المطبوعات.
وصدر العدد الأول من الجريدة التي حررها حنانيا، في الخامس من أيلول/ سبتمبر 1908، بصفتها جريدة علمية أدبية إخبارية، حدد صاحبها أهدافها بقوله في افتتاحيتها إنها: "ستتعقب أثار الاستبداد وتبحث عن مواطن الضعف وتفتش عن الأدواء المحلية، وستقتصر في أبحاثها على ما يجمل أثره إن شاء الله، وهي تقبل ما يرد إليها من المقالات والرسائل المفيدة (...) والخلاصة أن جريدتنا وقفٌ على خدمة البلاد والله المسئول أن يلهمنا الصواب والسداد".
صدر العدد الأول من جريدة "القدس" في الخامس من أيلول/ سبتمبر عام 1908 بصفتها جريدة علمية أدبية إخبارية
واستمرت "القدس" في الصدور حتى عام 1914، حيث صدر عددها الأخير، ثلاثمائة وواحد وتسعون، في أيار/ مايو من ذلك العام. وبحسب مارية حنانيا، حفيدة جورجي، فإن الأخير كان يسعى إلى توسيعها وتطويرها: "ولكن الجو السياسي المتوتر آنذاك كان يعاكس مشاريع جورجي، إذ تباطأت وتيرة العمل مع قرع طبول الحرب المقبلة، وعندما عجز عن دفعة أقساط القرض المتوالية تباعًا، ما عاد هناك بدٌّ منة إشهار إفلاسه.
اقرأ/ي أيضًا: جمال الدين الأفغاني.. سيرة سياسية
ومن خلال إتاحتها لكامل أعداد الجريدة رقميًا، تكون "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" قد وفرت لمجتمع الباحثين والمهتمين بالتاريخ الفلسطيني، مادة تاريخية مهمة تغطي قرابة ست سنواتٍ من تاريخ فلسطين عمومًا، والقدس خصوصًا، خلال تلك المرحلة الفارقة التي شهدت زوال السلطنة العثمانية، ومهدت لبداية عهد الانتداب البريطاني.
اقرأ/ي أيضًا: