ألترا صوت - فريق التحرير
تحدث تقرير أصدرته وكالة رويترز عن تصاعد المخاوف فيما يتعلق بإضراب عن الطعام ينفذه مئات اللاجئين غير النظاميين في العاصمة البلجيكية بروكسل. ويستمر هذا الإضراب منذ أسابيع ولا يزال حتى اليوم دون أي حلول، وقد قام أربعة رجال من اللاجئين بخياطة شفاههم ولم يقبلوا سوى كميات صغيرة من السوائل كانت تقدم لهم من خلال قشة رفيعةـ وذلك من أجل التعبير عن مطالبهم التي تتمثل بالاعتراف القانوني وتأمين فرص العمل والحصول على الخدمات الاجتماعية حسب ما يقولون. وأشار عمال الإغاثة في بلجيكا إلى إن أكثر من 400 مهاجر اختبئوا في جامعتين في بروكسل، وكذلك اختبئوا داخل كنيسة قديمة في وسط العاصمة، وتوقفوا عن تناول الطعام منذ 23 آيار/مايو من هذا العام.
أعلنت الحكومة البلجيكية بأنها لن تتفاوض مع المضربين عن الطعام بشأن مطالبتهم بمنحهم إقامة رسمية
وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن الكثير منهم الآن قد أصبحوا في حالة من الضعف الشديد بسبب قلة الطعام والشراب. ويستمر الإضراب من قبل المهاجرين المطالبين بالحصول على أوراق إقامة قانونية لمواصلة وتحسين حياتهم في دولة يبلغ عدد سكانها 11.5 مليون نسمة. وتصل تقديرات عدد المشاركين إلى 400 شخص، لكن وزير الدولة البلجيكي لشؤون الهجرة واللجوء، سامي مهدي، استخدم رقمًا يبلغ حوالي 200 شخص، بحسب ما جاء في تقرير لموقع كونكو فالي.
اقرأ/ي أيضًا: انتشار عربي واسع لوسم "مقاطعة الإمارات" بعد افتتاح سفارة إسرائيلية في عاصمتها
وكان العديد من المهاجرين، ومعظمهم من جنوب آسيا وشمال أفريقيا، قد لجأوا إلى بلجيكا منذ سنوات، وبعضهم وصل إلى بلجيكا منذ عشر سنوات. ويشير اللاجئون في البلد الأوروبي إلى أن سبل عيشهم تعرضت للخطر بسبب الإجراءات التي فرضها انتشار فيروس كورونا، وفي مقدمتها حالة إغلاق البلاد لفترات طويلة مما استدعى خسارتهم لوظائفهم. وبدا الكثير منهم في حالة من الهزال، وتلقوا العناية من العاملين في مجال الصحة، وتمت مداواة البعض باستخدام قطرات من المحلول الملحي لإبقاء جروحهم رطبة، وخاصة عند من يغلقون أفواههم في محاولة منهم للقول بأنه ليس لديهم أي رأي أو قرار في محنتهم التي يمرون بها، وإنما المسؤول عن أوضاعهم هي السلطات البلجيكية، بحسب ما جاء في تقرير نقله موقع ياهو.
أحد المهاجرين النيباليين، يعمل طاهيًا ويدعى كيران أديكيري، وقد توقف عمل أديكيري بسبب إغلاق المطاعم بفعل انتشار الوباء في بلجيكا، قال أديكيري وفق وكالة رويترز "ننام مثل الفئران"، وأضاف "أشعر بالصداع في رأسي والألم في معدتي وجسمي كله مصاب بالأوجاع". وأشار أديكيري وهو يرقد في سريره المؤقت في مكان الإضراب المزدحم، وإلى جانب زملائه من المضربين عن الطعام، وبعد سؤاله عن مطالبه "إني أتوسلهم، أتوسل السلطات البلجيكية، وأقول لهم من فضلكم أن تتيحوا لنا الوصول إلى العمل مثل الآخرين"، وأضاف "أريد أن أدفع الضرائب، أريد أن أربي طفلي هنا في هذه المدينة الحديثة".
وقال الشاب الجزائري المشارك في الإضراب، والبالغ من العمر 26 عامًا، ياسر مدوني "لقد بدأت هذا، ولا بد لي من القيام بذلك حتى النهاية. لقد عرّضت حياتي للخطر، فقد فقدت 15 كيلوغرامًا من وزني"، وأضاف "أنا قادر على خسارة 15 أو 20 كيلوغرامًا إضافية من وزني لكي أحصل على اعتراف بوجودي بشكل قانوني" بحسب تقرير كونكو فالي.
فيما أعلنت الحكومة البلجيكية بأنها لن تتفاوض مع المضربين عن الطعام بشأن مطالبتهم بمنحهم إقامة رسمية. وقال وزير اللجوء والهجرة، سامي مهدي، "إن الحكومة البلجيكية لن توافق على تسوية وضع 150 ألف مهاجر غير موثق في بلجيكا، لكنها مستعدة لإجراء محادثات مع المضربين بشأن محنتهم"، وأضاف حين سئل عن الإضراب عن الطعام "الحياة ليست ثمنًا يستحق الدفع من أجل هكذا قضية، وقد ذهب الناس بالفعل إلى المستشفى. لهذا السبب أريد حقًا محاولة إقناع جميع الأشخاص وجميع المنظمات التي تقف وراءهم، للتأكيد على عدم حصولهم على آمال كاذبة"، وتابع مهدي "هناك قواعد وأنظمة، سواء كان الأمر يتعلق بالتعليم، أو بالوظائف، أو فيما إذا كان يتعلق بالهجرة، فالسياسة بحاجة إلى قواعد دومًا" بحسب ما نقل موقع SRN News.
كما تجدر الإشارة إلى أن أوضاع اللاجئين في أوروبا تفاقمت بشكل كبير منذ عام 2015 عندما وصل أكثر من مليون مهاجر إلى شواطئ الكتلة الأوروبية، مما أدى إلى إزعاج شبكات الأمن الاجتماعي والرعاية الاجتماعية، وأدى إلى إثارة المشاعر والنعرات اليمينية المتطرفة، وهو ما عبرت عنه صناديق الاقتراع في عدة بلدان أوروبية. وقد اقترح الاتحاد الأوروبي إصلاحًا شاملاً لقواعد الهجرة واللجوء الخاصة بالاتحاد، وتهدف هذه الإصلاحات إلى تخفيف الأعباء عن الدول الأوروبية على تخوم البحر الأبيض المتوسط، غير أن العديد من حكومات هذه الدول فضلت تشديد قوانين الحدود واللجوء لديها بدلاً من استيعاب الوافدين الجدد.
اقرأ/ي أيضًا:
كوارث لبنان الاقتصادية تهدد حياة حيواناته أيضًا
افتتاح سفارة إسرائيل في أبوظبي يشعل موجة انتقادات عربية عبر السوشيال ميديا