26-يوليو-2024
نيكولاس مادورو بين أنصاره

(AP) نيكولاس مادورو بين أنصاره في اليوم الأخير لحملته الانتخابية

اختتمت الحكومة والمعارضة في فنزويلا الحملات الجماهيرية لانتخابات الرئاسة الفنزويلية، المُزمع تنظيمها بعد غد الأحد، بمظاهرات اجتذبت الآلاف من الناس إلى شوارع العاصمة كاراكاس، وفقًا لما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، مشيرةً إلى أنّ اليوم الختامي أظهر تفاوتًا كبيرًا في الموارد بين المتنافسين الرئيسيين على مقعد الرئاسة.

الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الذي يسعى إلى ولاية ثالثة، ظهر أمام أنصاره على منصة ضخمة شُيّدت على أحد الطرق الرئيسية في المدينة لحشد الجمهور عبر فواصل موسيقية ورقصات تم تنظيمها طوال فترة خطابه.

وقال مادورو للحشد، الذي تم نقل جزء منه إلى كاراكاس في حافلات مملوكة للدولة، إنّ خصومه من "دعاة العنف"، ووصف نفسه بأنه "رجل سلام"، وتوجّه بالسؤال للحشد: "من بين المرشحين العشرة يضمن السلام والاستقرار؟"، ومع ذلك، كان مادورو نفسه هو الذي تحدث في الأيام الأخيرة عن "حمام دم" محتمل بعد الانتخابات.

أظهر اليوم الختامي تفاوتًا كبيرًا في الموارد بين المتنافسين الرئيسيين على مقعد الرئاسة

وخلال الأسابيع الأخيرة، زاد مادورو وحلفاؤه من إشاراتهم إلى العنف المحتمل حدوثه عقب الانتخابات، مؤكدين أنّ المعارضة ستنظم مظاهرات عنيفة، وترفض نتائج الانتخابات، التي يزعم الحزب الحاكم في البلاد أنها ستظهر انتصاره.

وقال مادورو أمام أنصاره مؤخرًا: "إن مصير فنزويلا يعتمد على انتصارنا. إذا أردنا تجنّب حمام دم أو حرب أهلية بين الأشقاء يشعلها الفاشيون، فيجب علينا ضمان أكبر نصر انتخابي على الإطلاق".

في غضون ذلك، قالت "أسوشيتد برس" إنّ الدبلوماسي السابق، إدموندو جونزاليس أوروتيا، الذي يُمثّل ائتلاف المنصة الموحدة، وزعيمة المعارضة، ماريا كورينا ماتشادو، لم يتمكّن من جمع سوى عدد أقل بكثير من المؤيدين.

وتجول جونزاليس وماتشادو في المدينة واقفين على منصة مثبتة على شاحنة حتى وصلا إلى منطقة من الطبقة المتوسطة في العاصمة، وظهر واضحًا تأثّر حملة المعارضة الانتخابية بنقص التمويل، وقمع الحكومة الفنزويلية، بما في ذلك التضيّيق على أيّ شخص يتقدم للتطوّع أو توقيع عقد عمل مع الحملة الانتخابية، والذي حال دون قدرتهم على تشيّيد منصة للحملة، بما في ذلك، أمس الخميس، أيضًا عندما لم يكن نظام الصوت الخاص بهم قويًا بما يكفي للسماح لجميع المؤيدين بالاستماع إلى خطابهم.

وكان التلفزيون الحكومي قد نقل على الهواء مباشرة تجمع مادورو بالكامل، فيما تجاهل الحدث الذي نظمته المعارضة، وقال التلفزيون الحكومي إن انتخابات يوم الأحد تشكل اختبارًا انتخابيًا صعبًا للحزب الاشتراكي الموحد الحاكم في فنزويلا منذ عقود.

زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو
زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو (AP)

ولا يحظى مادورو بشعبية كبيرة بين العديد من الناخبين، الذين يلومونه على الأزمة المعقّدة التي أثرت عليهم لأكثر من 11 عامًا، وفي الوقت نفسه، وبعد سنوات من مقاطعة الانتخابات والانقسامات الحزبية، اجتمعت أحزاب المعارضة الرئيسية لدعم مرشح واحد، وهو جونزاليس.

وتظهر استطلاعات الرأي أن جونزاليس يتفوّق بفارق كبير على الرئيس الحالي مادورو، حيثُ تشير الاستطلاعات أنّ أكثر من 59 بالمئة يتوقّعون فوز جونزاليس، مقابل ما يزيد على 12 بالمئة بقليل يتوقّعون فوز مادورو، فيما يقول أكثر من 47 بالمئة إن أداء مادورو "سيئ جدًا".

ويقول 35.4 بالمئة من الفنزويليين إن المعارضة ستفوز في الانتخابات، وستنظم عملية انتقالية للسلطة، وبينما يقول 26.7 إن مادورو سيفوز، وسيحتفظ بالسلطة، فإن 20.8 بالمئة توقّعوا فوز المعارضة بالانتخابات، لكن مادورو سيبقى رئيسًا.