في زمنٍ يجد فيه البشر أنفسهم مُحاطين بما يستحوذ على وقتهم ويشتت انتباههم، تبدو الإجازات فرصتهم الوحيدة لممارسة هواياتهم المفضلة والتفرغ – وإن مؤقتًا – لفعل ما يحبون، كالقراءة التي قلما يجد القراء ما يكفي من الوقت لممارستها في أيامنا هذه، ولذلك دائمًا ما تحل القراءة ضمن المراكز المتقدمة في مشاريعهم خلال إجازة العيد.
في هذه المقالة، نرشح لكم 10 روايات عربية ومترجمة بوسعكم قضاء وقت ممتع معها خلال الإجازة. روايات جديدة وأخرى قديمة لكتّاب وكاتبات من جنسيات مختلفة.
1- برق الليل
"برق الليل" (1961) للروائي التونسي الراحل البشير خريّف، رواية تاريخية تدور أحداثها في تونس العاصمة خلال القرن العاشر الهجري، الذي قاد فيه خير الدين بربروس حملته العسكرية الشهيرة على تونس، التي يسلط خريّف في روايته هذه الضوء على أحوالها وطبيعة الحياة فيها إلى جانب زيف ونفاق وفساد مجتمعها المتعطش للحروب وإراقة الدماء.
وفي هذا السياق، يروي الروائي التونسي قصة شاب أسود اختُطف من والديه، وباعه خاطفوه عبدًا، لكن لم تمنعه هذه الصفة، ولا القيود التي تنطوي عليها، من حب الحياة والركض خلف أحلامه التي منحت الرواية بُعدًا إنسانيًا مميزًا.
2- خارطة الحب
قد تكون إجازة العيد فرصة مناسبة لقراءة الأعمال الضخمة التي نؤجل قراءتها، باستمرار، لأسباب مختلفة لعل أبرزها ضيق الوقت. و"خارطة الحب" (طبعة دار الشروق، 2010/ ترجمة فاطمة موسى) للروائية المصرية أهداف سويف واحدة من هذه الأعمال، إذ يتجاوز عدد صفحاتها الـ700 صفحة.
تحكي سويف في روايتها هذه قصة حب جمعت رجلًا وطنيًا مصريًا يُدعى شريف باشا البارودي، بامرأة إنجليزية تُدعى آنا ونتربورن مطلع القرن العشرين، أي خلال سنوات الاستعمار الإنجليزي لمصر. ومع أن قصتهما تكاد تكون محور الرواية، إلا أن الأخيرة تتضمن أيضًا قصصًا أخرى كثيرة يتناسل معظمها من القصة نفسها، التي تسلط الروائية المصرية من خلالها الضوء على تحولات المجتمع المصري على مدار نحو 100 عام.
3- وكالة عطية
يأخذ الروائي المصري الراحل خيري شلبي قراء روايته "وكالة عطية" (1999) إلى قاع مدينة دمنهور، حيث وكالة عطية التي يقصدها المهمشون والأشقياء والفقراء والصعاليك وتعساء الحظ، ومنهم بطل الرواية الذي انقلبت حياته رأسًا على عقب بعد ضربه لأحد معلميه بسبب إهانته له.
دفعت هذه الحادثة بالشاب الذي كان يحلم بأن يصبح معلّمًا إلى وكالة عطية، التي جعلت منه صعلوكًا يكشف شلبي من خلاله، ومن خلال الوكالة أيضًا، واقع مهمشي مصر وأحوالهم البائسة.
4- خزامى
يواصل الروائي العراقي سنان أنطون في روايته الجديدة "خزامى" (الجمل، 2023) تتبع حيوات العراقيين ومصائرهم قبل وبعد الغزو الأمريكي للعراق وسقوط نظام صدام حسين، وداخل العراق وخارجه، من خلال قصة لاجئين عراقيين هاجر الأول إلى الولايات المتحدة هربًا من بطش واستبداد النظام السابق، بينما هاجر الثاني إلى المكان نفسه ولكن هربًا من النظام الذي حل محل نظام البعث.
ورغم اختلاف تواريخ الهجرة وأسبابها إلا أن هناك ما يجمع هذين اللاجئين، فكلاهما ضحية نظام البعث الذي أجبر أحدهما، وهو طبيب، على قطع أذن الآخر لمعاقبته على فراره من الجيش.
5- عطلة في حي النور
"عطلة في حي النور" هي أحدث روايات الكاتب والروائي التونسي الحبيب السالمي، الذي اختار لها أربعة أبطال هم، إلى جانب الراوي، حارس عمارة وصحافية مطلقة وشاب يهوى المغامرة وتربية الكلاب.
أشخاص من طبقات وخلفيات ثقافية وفكرية مختلفة لكل منهم حكايته التي تُعيد رسم صورة تونس، التي ترصد الرواية تحولاتها خلال السنوات الأخيرة، وتستعرض تأثيرها على حياة التونسيين ومجتمعهم الهش نتيجة انقسامه بين مفاهيم وقيم متناقضة.
6- أشياء تتداعى
تُعد رواية "أشياء تتداعى" (صدرت في طبعات عربية مختلفة) للنيجيري تشينوا أتشيبي، واحدة من أهم وأشهر الروايات الأفريقية، وأكثرها مقروئية حول العالم. تقع أحداثها في قرية خيالية تُدعى أوموفيا، وتدور حول شخص يُدعى "أكونكو"، وهو أحد أسياد قرية أوموفيا وأكثرهم ثراءً وشجاعة.
ومن خلال قصته وما يواجهه من أحداث عصيبة بعد الاستعمار، يسلط أتشيبي الضوء على عادات وتقاليد وطبيعة حياة شعب الإيغبو ومجتمعه الذي يبدو في الرواية مجتمعًا ديناميكيًا معقدًا، على العكس تمامًا من الصورة الشائعة عن المجتمعات الأفريقية في الغرب الذي يراها بوصفها مجتمعات بدائية بسيطة.
7- بجعات برية
"بجعات برية" (الساقي، 2002/ ترجمة عبد الإله النعيمي) للكاتبة الصينية يونغ تشانغ عمل أدبي توثيقي مكتوب بلغة أدبية تروي تشانغ من خلالها سيرة 3 نساء من عائلة واحدة تمتد حكايتهن على حوالي 7 عقود. وهؤلاء النساء هن الكاتبة نفسها، ووالدتها، وجدتها.
تبدأ تشانغ بسرد حكاية جدتها التي باعها والدها لجنرال من أمراء الحرب لتكون جاريته، ثم تنتقل بعد ذلك إلى حكاية والدتها التي عملت مع الشيوعيين خلال الحرب الأهلية وتزوجت من رجل شيوعي شارك في الثورة الشيوعية عام 1946، وصولًا إلى حكايتها.
8- اسمي أحمر
يكتب الروائي التركي أورهان باموق في روايته "اسمي أحمر" (دار المدى، 2000/ ترجمة عبد القادر عبد اللي)، التي تُعد أهم وأشهر رواياته، حكاية تاريخية اختار من الفن التشكيلي الإسلامي موضوعًا لها، إذ تدور حكايات الروايات التي يتجاوز عدد صفحاتها الـ600 صفحة، مدار فن النقش الإسلامي، وتاريخه، وحياة النقّاشين، وطبيعة علاقتهم ببعضهم بعضًا، وكذا خلافاتهم، إلى جانب الكثير من التفاصيل المتعلقة بحياتهم الشخصية.
9- حرب نهاية العالم
توصف رواية "حرب نهاية العالم" (المدى، 2012/ ترجمة أمجد حسين) للروائي البيروفي ماريو بارغاس يوسا، بأنها العمل الوحيد الذي يمكن وضعه إلى جانب رواية "مائة عام من العزلة" للكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، التي تُعتبر أشهر روايات أمريكا اللاتينية على الإطلاق.
يحكي يوسا في هذه الرواية الملحمية قصة كاهن تمرد على الكنيسة، وبدأ يتجول بين القرى والبلدات النائية للتبشير بالدين المسيحي، ولكنه انتقل من الوعظ إلى الثورة بعد وصوله إلى إحدى المناطق البائسة المستعدة للتمرد على الدولة، حيث نصّب نفسه زعيمًا عليها، وكوّن فيها جيشًا من الفقراء والمهمشين والخارجين عن القانون، وغيرهم من الناقمين على الدولة، لمواجهتها.
10- ألعاب العمر المتقدم
"ألعاب العمر المتقدم" (دار جامعة حمد بن خليفة، 2017/ ترجمة صالح علماني) للروائي الإسباني لويس لانديرو، قصة موظف أربعيني بسيط وبائس يعيش حياة رتيبة ومملة لا تشبه تلك التي كان يحلم بها في شبابه. لكن حياته هذه ستتغير حين يبدأ بتلقي مكالمات هاتفية من شخص يعمل مندوب مبيعات متجول يخفي الموظف هويته عنه، ويقدّم نفسه له بوصفه مهندسًا وشاعرًا بوهيميًا ورحّالة.
يستمر الموظف المدعو "غريغوريو أولياس" بالكذب على مندوب المبيعات "خيل" إلى أن يقرر الأخير زيارته. حينها، يبدأ أولياس بالبحث عن طريقة للهرب منه، ولكنه دخل برفقته في لعبة شديدة الخطورة تتمحور حولها معظم أحداث الرواية.