أصدرت حركة طالبان الأفغانية يوم السبت، 7 أيار/مايو مرسومًا يفرض على النساء ارتداء غطاء الوجه في الأماكن العامة، ويوجّه بضرورة تجنب خروج المرأة الأفغانية من المنزل إلا للضرورة.
صدر المرسوم عن وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في حكومة طالبان، ويشتمل على تفاصيل حول السلوك المتوقع من النساء في الأماكن العامة
وقد صدر المرسوم عن وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في حكومة طالبان، ويشتمل على تفاصيل حول السلوك المتوقع من النساء في الأماكن العامة، وضرورة احترام "الحجاب اللائق" عند الخروج من المنازل، وهو ما تراعيه غالبية النساء الأفغانيات اللواتي يراعين اللباس التقليدي المحافظ، حتى قبل سيطرة طالبان على الحكم في البلاد.
فالمرأة الأفغانية معروفة بلباسها الفضفاض الذي يغطي الرأس والجسد، إلا أنه في بعض المدن الكبرى، ولاسيما في العاصمة كابول، لا يعد غطاء الوجه شائعًا بين النساء، خاصة بين الفتيات الصغيرات والسيدات المتعلمات والعاملات.
لكن وفق القواعد الجديدة التي أعلنت عنها الحركة يوم السبت، 7 أيار/مايو، فإن على جميع النساء، باستثناء الأطفال أو العواجز، أن يغطين الوجه ما عدا العينين، أينما كانوا في مكان يرون فيه رجالًا من غير المحارم، أي في معظم الأماكن العامة، وفق نص المرسوم.
كما يوجّه المرسوم المرأة إلى "فضل البقاء في المنزل"، حيث ورد فيه أن "الطريقة الأفضل لاحترام الحجاب تتمثل في عدم المغادرة من المنزل إلا للضرورة". وبحسب عاكف مهاجر، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، فإن غطاء الوجه "حكم يسري على كافة النساء المكلّفات منذ البلوغ". وأوضح مهاجر بأن أمام النساء الأفغانيات خيارين فيما يخص اللباس "الشرعي"، الأول هو ارتداء البرقع الأفغاني الأزرق التقليدي، والذي يغطي الوجه بستار رقيق فوق العينين، أو ارتداء النقاب، وهو حجاب أسود يغطي الوجه كاملًا باستثناء فتحة رفيعة تظهر العينين، مع حجاب فضفاض أسود.
— د امربالمعروف او نهی عن المنکر وزارت (@MOPVPE1) May 7, 2022
وتعد أفغانستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تفرض هذا النوع من اللباس على المرأة في الأماكن العامة، مع وضع عقوبات على المخالفات، من بينها سجن محارمها الرجال في حال تكرار المخالفة. وبحسب المرسوم الأخير، فإن الموظفات الأفغانيات سيكنّ عرضة للفصل من العمل في حال خالفن المرسوم ولم يتقيّدن بقواعد اللباس التي ينصّ عليها.
اقرأ: بعد سيطرة الحركة على كابول.. من هم أبرز قادة طالبان؟
ويأتي هذا المرسوم الذي يرى بأن هذا اللباس للمرأة هو اللباس الشرعي الوحيد من وجهة نظر إسلامية ضمن سلسلة من الإجراءات والسياسات التي فرضتها حكومة طالبان بعد سيطرتها على الحكم في أفغانستان عقب انسحاب القوات الأمريكية بشكل كامل منها في آب/أغسطس من العام الماضي.
يلزم على المرأة الأفغانية أن تكون برفقة أحد أقاربها "المحارم" في حال سفرها من مدينة إلى أخرى أو عند سفرها إلى الخارج
فقد حرمت العديد من الموظفات الأفغانيات من العمل في المصالح الحكومية. كما يلزم على المرأة الأفغانية أن تكون برفقة أحد أقاربها "المحارم" في حال سفرها من مدينة إلى أخرى أو عند سفرها إلى الخارج. أما في الجامعات، فقد فرضت الحركة قواعد صارمة على حركة الطالبات ومنع اختلاطهن بالطلبة الذكور في القاعات الدراسية أو الأماكن العامة داخل الجامعة. كما قررت طالبان حرمان الفتيات من التعلم في المدارس، وذلك بحسب قرار رسمي في آذار/مارس الماضي، وهو ما دفع مؤسسات دولية إلى تعليق مساعداتها المالية إلى أفغانستان، ومن بينها البنك الدولي الذي علّق تمويل مشاريع بقيمة 600 مليون دولار أمريكي، بدعوى "عدم احترام الجماعة لحقوق المرأة". هذا ويذكر أن حكومة طالبان لم تنل اعترافًا دوليًا بها كحكومة ذات شرعية في أفغانستان منذ إتمامها السيطرة على البلاد في آب/أغسطس الماضي.