تكنولوجيا الصناعة والطاقة من التخصصات العلمية التي دخلت حديثًا في قطاع التعليم الجامعي؛ ويعود ذلك لما يشهده العالم من تطور في مجالات تكنولوجيا الصناعة والطاقة النابع من الحاجة إلى تسخير التقنيات الحديثة لخدمة مجال الإنتاج الصناعي وتوفير الطاقة، فكان لا بد من استحداث تخصصات جامعية جديدة لتواكب التطور المتزايد في تلك القطاعات، وفي هذا المقال تفاصيل أكثر حول مجالات تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة والوظائف المتاحة لدارسيه، بالإضافة إلى مميزات وعيوب دراسته.
ما هو تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة؟
تكنولوجيا الصناعة والطاقة (Industrial and energy technology) هو تخصص ظهر حديثًا في الجامعات يجمع بين مصطلح تكنولوجيا الصناعة التي تُعنى باستخدام الوسائل التقنية الحديثة في الهندسة الصناعية وإنتاج السلع وتصنيعها، ومصطلح تكنولوجيا الطاقة التي تختص بتوليد وتوزيع وتخزين جميع أشكال الطاقة لاستخدامها بطريقة آمنة بحيث تحسن نوعية حياة الناس في جميع أنحاء العالم، وبالتالي كان لا بد من الجمع بين هذين التخصصين لدراسة آلية الاستخدام الأمثل للطاقة في المجالات الصناعية.
ما مجالات تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة؟
تسعى العديد من الجامعات إلى استحداث مجموعة من البرامج الدراسية في مجال تكنولوجيا الصناعة والطاقة بحيث تغطي احتياجات الطلبة من المعرفة والمهارة اللازمة للعمل في الوظائف الخاصة بهذا التخصص، لذا تنوعت مجالات تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة والتي يمكن توضيحها على النحو الآتي:
مجال تخصص تكنولوجيا الصناعة
كما أسلفنا سابقًا، فإن مجال تكنولوجيا الصناعة يهتم باستخدام التقنيات الحديثة في مجال صناعة السلع وإدارتها ومراقبة جودتها، ويقسم هذا المجال إلى ما يلي:
- هندسة الميكاترونكس
تتطلب هندسة الميكاترونكس المعرفة بأساسيات الميكانيكا والحاسوب وأنظمة التحكم والإلكترونيات، وتختص تلك الهندسة في الروبوتات والتصنيع، بالإضافة إلى الآلات الكهربائية المنزلية، وأنظمة حقن الوقود الإلكترونية وفرامل السيارات وغيرها العديد.
- هندسة الأوتوترونكس
تدمج هندسة الأوتوترنكس بين السيارات والإلكترونيات، بحيث تشير تلك التكنولوجيا الصناعية إلى استخدام مصدرين أو أكثر من مصادر الطاقة لتحريك المركبات، بالإضافة إلى التعامل مع أنظمتها بواسطة الحاسوب، وبالتالي فهو دراسة عميقة لأنظمة التحكم الإلكترونية الخاصة بالمركبات.
مجال تكنولوجيا الطاقة
يهتم مجال تكنولوجيا الطاقة باستخدام الطاقة المتجددة وإنتاجها، وذلك عبر إنتاج الطاقة باستخدام الموارد الطبيعية المتجددة؛ كالشمس، والرياح، والمياه وغيرها، كما يهتم بتقديم المعرفة حول التخصصات الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية التي ستكون على صلة مباشرة في قطاع الطاقة المتجددة، بحيث تقدم حلولًا لكيفية استغلال تلك الموارد الطبيعية لإنتاج الطاقة وتقنين استخدام الموارد غير المتجددة التي من المتوقع أن تنفد في المستقبل.
مجال تكنولوجيا المعلومات
تعد تكنولوجيا المعلومات الرابط الذي يجمع بين تكنولوجيا الطاقة وتكنولوجيا الصناعة، إذ تقوم تلك المجالات أساسًا على استخدام التقنيات الحديثة في سبيل تلبية متطلبات الصناعة الحديثة وإنتاج الطاقة، وبالتالي كان لا بد من تعليم دارسي تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة كل ما يخص التطبيقات الحاسوبية والبرمجية في هذا المجال لاكتساب المعرفة والمهارات الخاصة بأنظمة تكنولوجيا المعلومات التي على صلة مباشرة بمجال الصناعة وإنتاج الطاقة.
ما وظائف تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة؟
تتعدد الوظائف التي يمكن لدارسي تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة العمل بها؛ نظرًا لحاجة السوق العالمي في الوقت الحاضر إلى أشخاص لديهم المعرفة الكافية في هذا المجال، وفيما يأتي قائمة بأبرز وظائف تكنولوجيا الصناعة والطاقة:
- العمل في المصانع
ويشمل العمل في المصانع وظائف الصيانة، والإشراف على خطوط الإنتاج وأنظمة التحكم، بالإضافة إلى التصميم ومراقبة الجودة، وتصنيع أنظمة الطاقة المتجددة؛ كتوربينات الرياح والخلايا الشمسية.
- العمل في محطات توليد الطاقة
من خلال الإشراف على آلية توليد الطاقة المتجددة بفعل الطاقة الشمسية والرياح ونقلها، بالإضافة إلى فحص معدات توليد الطاقة وصيانتها.
- العمل في قطاع السيارات
والذي يهتم بأعمال الصيانة للمركبات وفحصها وإدارة مبيعاتها، بالإضافة إلى تصنيع سيارات الهايبرد وصيانتها، عدا عن صيانة وتصميم الأنظمة الهيدروليكية الخاصة بالمركبات.
- العمل في شركات التصميم الهندسي
ويشمل ذلك العمل في تصميم أنواع معينة من المعدات والأجهزة والمحركات.
- العمل في شركات المقاولات
وذلك بالعمل على التصميم والإشراف على المشاريع الخاصة بمجالات الصناعة والطاقة.
- العمل في المؤسسات والجمعيات العلمية
عبر العمل في المختبرات الخاصة بها، أو الإشراف على الأبحاث المتعلقة بعلوم الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والتصنيع والطاقة.
- العمل لدى المؤسسات الحكومية
وذلك بالعمل في الوزارات والشركات الحكومية التي تعنى بمجال الصناعة والطاقة؛ كوزارة الطاقة، وشركات الكهرباء وغيرها.
- العمل في مؤسسات تكنولوجيا المعلومات
وذلك عبر تطوير التكنولوجيا الرقمية لتلبية أهداف المؤسسات الصناعية وتلك التي تهتم بقطاع الطاقة، بالإضافة إلى متابعة أحدث التقنيات والسعي نحو تعلمها وتطبيقها في هذا المجال، والإشراف على المشاريع الخاصة بتكنولوجيا المعلومات في المؤسسات المختلفة.
- العمل في المؤسسات التعليمية
يمكن العمل في القطاع التدريبي والأكاديمي والمدارس خاصة للأشخاص الذين يحملون درجات علمية متقدمة في تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة.
لعل أبرز مميزات دراسة تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة تتمثل في إمكانية العمل في أكثر من مجال؛ خاصة أن دارسي هذا التخصص يدرسون عدة مساقات تجعلهم يكتسبون المعرفة الكافية للعمل في أي مكان مختص بالصناعة والطاقة وتكنولوجيا المعلومات.
ما مميزات وعيوب دراسة تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة؟
كغيره من التخصصات، فإن لدراسة تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة مميزات وعيوب، وفيما يأتي توضيح لها:
مميزات دراسة تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة
- زيادة الطلب على دارسي تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة في سوق العمل؛ نظرًا لأنه من التخصصات الجامعية الحديثة، وبالتالي فإن أعداد الخريجين فيه قليلة.
- إمكانية الحصول على فرص عمل في شركات عالمية.
- الحصول على رواتب مرتفعة.
- التقدم الوظيفي المتسارع؛ وذلك مع ضرورة العمل على تطوير الخبرات والمهارات اللازمة في هذا المجال.
- اكتساب مهارات البحث وحل المشكلات والتفكير الناقد وغيرها من المهارات التي تجعل خريجي تكنولوجيا الصناعة والطاقة قادرين على التعامل مع مختلف المشاكل والصعوبات التي تواجههم في أعمالهم.
- إمكانية العمل في أكثر من مجال خاصة أن دارسي هذا التخصص يدرسون عدة مساقات تجعلهم يكتسبون المعرفة الكافية للعمل في أي مكان مختص بالصناعة والطاقة وتكنولوجيا المعلومات.
عيوب دراسة تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة
- ارتفاع تكاليف دراسة تخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة؛ نظرًا لأنه من التخصصات الجامعية الحديثة.
- العمل في بيئة معرضة للضغط سواء فيما يتعلق بالعوامل النفسية أو الجسدية، إذ إن العمل في هذا التخصص بحاجة إلى مجهود بدني وعقلي كبير.
- انخفاض المرونة الوظيفية، مما يعرض العاملين في هذا المجال إلى صعوبة إيجاد توازن بين حياتهم الشخصية والعملية نظرًا لحاجتهم إلى مراقبة وتسليم مشاريعهم في أوقات معينة.
- مطالبة العامل في هذا المجال بالتعلم المستمر حول أبرز التقنيات التي ظهرت حديثًا، مما يشكل ضغطًا إضافيًا عليه.
- الحاجة إلى العمل في مواقع خطرة خاصة في المصانع ومحطات توليد الطاقة، فيكون الشخص معرضًا لمستويات عالية من الضوضاء، والحرارة الشديدة، بالإضافة إلى التعرض للمواد القابلة للاشتعال، مما يشكل خطرًا على حياته.
- المسار الوظيفي الطويل، إذ يحتاج دارسو هذا التخصص إلى التدريب لفترة زمنية طويلة نسبيًا قبل الدخول إلى سوق العمل؛ لاكتساب الخبرة اللازمة للتعامل مع مختلف التحديات التي ستواجههم.
ختامًا، لا بد من الإشارة إلى أن استحداث التخصصات التقنية في الجامعات كتخصص تكنولوجيا الصناعة والطاقة يلعب دورًا رئيسيًا في تقدم المجتمعات وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة خاصة في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم اليوم، بالإضافة إلى أن مثل تلك التخصصات من شأنها إيجاد فرص عمل كثيرة لدارسيها في المؤسسات المحلية والعالمية نظرًا للطلب المستمر عليهم.