تختلف مصادر أصوات الطقطقة في السيارة، فمن أصوات الطقطقة ما يُسمع من الأمام، والذي يُعد مؤشرًا على تلف كوبلن السيارة، والذي يتوجب حينها إما إصلاحه أو تغييره. ويُمكن سماع صوت الطقطقة أيضًا من المساعدين، أو ما يُعرف بـ (نظام التعليق)، ويحدث ذلك عادةً بسبب السير في طُرُقٍ وعِرة غير مُمهدة.
يصدر جلد المقصات أيضًا صوت طقطقة في السيارة، ولكن ذلك يحدُث بسبب العمر والاستخدام، أو قد يكون بسبب وجود خلل في عمود التوجيه.
يصدر أيضًا صوت طقطقة عند استخدام المكابح لإيقاف السيارة أو تهدئة السرعة، وهذا الصوت يُعد مُؤشرًا لتآكل أسطوانة الفرامل، ودلالةً على أنه يجب تغييرها.
أخيرًا، فإن آخر أنواع أصوات الطقطقة التي قد يسمعها قائد السيارة وأكثرها أهمية، هو صوت الطقطقة في محرك السيارة، وهو موضوع حديثنا اليوم.
أسباب صوت الطقطقة في محرك السيارة
على عكس بقية أنواع ومصادر صوت الطقطقة في السيارة، يتفرد صوت الطقطقة في محرك السيارة بكونه الأصعب تحديدًا بسبب تعدُد أسبابه واختلافها، وذلك بسبب تعدُد مكونات محرك السيارة، والتي تحدثنا عنها في مقالٍ سابق.
ولكن؛ ينبغي على كُل مالكٍ لسيارة أن يتعرف على أسباب سماع صوت الطقطقة في محرك السيارة كي يتمكن من التعامل مع المشكلة فور مُواجهته لها في أي وقتٍ وأي مكان.
-
انخفاض مستوى زيت المحرك
يُعد انخفاض مستوى زيت المحرك أحد أكثر أسباب سماع صوت الطقطقة في محرك السيارة شيوعًا، فببساطة، يتمثل دور زيت المحرك في زيادة لزوجة أجزاء المحرك، لمنع احتكاك بعضها ببعض، وهو ما سيؤدي بدوره لصدور صوت طقطقة في محرك السيارة.
يحدث انخفاض مستوى زيت محرك السيارة لعِدة أسباب، منها ما هو بتدخلٍ بشري ومنها ما هو لغير ذلك، فعلى سبيل المِثال، على السائق أن يلتزم بتغيير الزيت بانتظام وِفقًا لتوصيات الشركة المُصنعة للسيارة، وفي الناحية الأُخرى، قد يحدث تسريبٌ في زيت المحرك، وذلك بسبب تلف بعض الأجزاء كالحشيات. أخيرًا، قد يتسبب وجود مُشكلةٍ في المحرك كتلف المكابس أو المحامل في استهلاك كميات كبيرة من الزيت بشكلٍ مُفرط، مما يسبب احتكاك أجزاء المحرك ببعضها وسماع صوت الطقطقة.
-
انسداد فلتر الزيت
يعمل فلتر الزيت كما يُشير اسمه على فلترة الشوائب من الزيت، وهو ما يُحافظ بدوره على نظافة المحرك. بالتالي، إذا حدث انسداد في فلتر الزيت، ستلعب هذه الشوائب دورها في زيادة الاحتكاك بين أجزاء المحرك.
أسباب انسداد فلتر الزيت هي نفسها السابقة، بما فيها عدم تغيير الزيت بانتظام أو استخدام زيت غير مُناسب، ولكن إضافة إلى ذلك، قد يُؤدي استخدام فلتر زيت غير مناسب إلى العديد من المشاكل في المحرك كالتآكل بسبب عدم وجود مادة ذات لزوجة مُناسبة بين أجزاء المحرك.
-
مشكلة في طرمبة زيت المحرك
تتمثل مسؤولية طرمبة زيت المحرك في ضخ الزيت إلى كافة أجزائه، لذلك هي ذات أهمية كبيرة داخل السيارة، فإذا حدثت مشكلة في الطرمبة سيؤدي هذا بدوره إلى نقص مستوى الزيت في المحرك.
تتكون طرمبة زيت المحرك من ثلاثة أجزاء وهي الجسم الخارجي للمضخة، حيث يحيط بالأجزاء الداخلية بشكل كامل. أما الدوار، فهو القطعة المسؤولة عن توليد حركة الضخ للزيت، مما يجعله يلعب دورًا حيويًا في عملية التشحيم. ومن ناحية أخرى، تأتي المحامل كدعامات داعمة للدوار، حيث تلعب دورًا حيويًا في تسهيل حركته وضمان دورانه السلس والفعال.
تتلف طرمبة زيت المحرك نتيجة عِدة أسباب من بينها تآكل أجزائها الداخلية، وذلك يرجع لعمر السيارة أو للقيادة في ظروف قاسية. أو أن يحدث ذلك بسبب انسداد مدخل أو مخرج الطرمبة، وذلك بسبب تراكم الشوائب عليه، وهو ما يُعيدنا حينها لفحص فلتر الزيت والكشف عن كفاءته.
أخيرًا، فمن المحتمل أن تتلف طرمبة الزيت بسبب تلف أحد الصمامات، ويرجع هذا أيضًا لعمر السيارة.
-
تلف شمعات الاحتراق
تتألف شمعات الاحتراق من ثلاثة مكونات أساسية:
- الطرف المعدني: وظيفته توصيل شرارة الإشعال إلى مزيج الوقود والهواء، حيث يلعب دورًا حاسمًا في عملية الاحتراق داخل المحرك.
- الملف الكهربائي: هو الجزء المولد لشرارة الإشعال، حيث يتولى تحويل التيار الكهربائي الداخل إلى شرارة قوية تشتعل في الطرف المعدني.
- المادة العازلة: يتحمل الدور الحماية للملف الكهربائي، حيث يمنع التوصيل الكهربائي غير المرغوب فيه بين الطرف المعدني والملف، وبالتالي يحافظ على استمرار وظيفة الشمعة بكفاءة.
نعم، شمعات الاحتراق هي أجزاء صغيرة، ولكنها مهمة في محرك السيارة. فهي الجزء المسؤول عن إطلاق شعلة احتراق خليط الوقود والهواء في غرفة الاحتراق. إذا كانت شمعات الاحتراق مُتلفة أو مستهلكة، فقد لا تشعل الوقود بشكل صحيح، مما يؤدي إلى سماع صوت طقطقة في محرك السيارة.
قد يحدث تلف في شمعات الاحتراق لعِدة أسباب، أهمها العمر والاستخدام المُطول دون تغييرها بانتظام، أو بسبب استخدام وقود رديء الجودة، أو بسبب تلف الكوبلات أو البواجي.
-
تلف حساس الكرنك
يُعد حساس الكرنك أحد الأجزاء الهامة في محرك السيارة، فهو المسؤول عن إرسال الإشارات إلى وحدة التحكم الإلكترونية (ECU)، وذلك للتحكم في توقيت الإشعال وسرعة المحرك.
يتكون حساس الكرنك من ثلاثة أجزاء رئيسية هي الملف الكهربائي والطرف المعدني والمادة العازلة، وقد يتلف حساس الكرنك لعِدة أسباب، أهمها العمر الافتراضي والذي عادةً ما يتم إهماله، حيث يجب تغيير حساسات الكرنك بشكلٍ مُنتظم كُل 100 ألف إلى 150 ألف ميل.
يسبب أيضًا استخدام زيت غير مُناسب أو حدوث أي مُشكلة من مشاكل الزيت حدوث عطل في حساس الكرنك، وذلك لأنه مُعرض مثله مثل بقية أجزاء السيارة، للاحتكاك والتآكل، وهو ما يؤدي إلى سماع صوت الطقطقة في محرك السيارة.
-
تلف أحد سيور المحرك (سير الكاتينة)
يربط سور الكاتينة بين عمود الكامات وعمود المرفق، وهو سلسلة معدنية مُرتبطة بسلسلة من الوصلات، وتدور الكاتينة حول مجموعة من البكرات من أجل تشغيل عمود الكامات وعمود المرفق.
أهم أسباب تلف سير الكاتينة، والذي يُؤدي بدوره إلى سماع صوت طقطقة في محرك السيارة، هي العمر الافتراضي، فيُفضل عمل صيانة أو إحلال سير الكاتينة كُل 100 ألف إلى 150 ألف ميل.
-
تلف كراسي المحرك
تتكون كراسي المحرك من مجموعة من الأجزاء وهي القاعدة، والغطاء، والمحملات، وتربطها هذه الأجزاء الثلاث بعمود المرفق ورأس الأسطوانة.
يتسبب تلف كراسي المحرك في سماع صوت طقطقة في محرك السيارة، وهو يحدث بسبب العمر الافتراضي أيضًا.
يجب عدم إهمال سماع صوت طقطقة في محرك السيارة، والبدء على الفور في العمل على إصلاح المشكلة
نصائح لتحديد سبب صوت الطقطقة في المحرك
يُعد تحديد موقع العطل الجزء الأهم في إجراءات حل المُشكلة، ولذلك؛ هذه بعض النصائح التي يتوجب على كل مالك سيارة اتباعها كي يكتشف العطل مبكرًا.
- تحديد وقت صدور الصوت
هل يحدث الصوت عند بدء تشغيل المحرك أو عند القيادة بسرعة معينة أو عند تغيير التروس؟ الإجابة عن هذا السؤال قد تُسهِّل حل المشكلة من خلال تحديد موقع العطل الذي يتسبب في صدور الصوت.
- فحص وعاء الزيت
يجب التأكد من وجود زيتٍ كافي في وعاء الزيت داخل السيارة، ذلك لأنه كما ذكرت سلفًا، فإن انخفاض مستوى الزيت هو السبب الأكثر شيوعًا لسماع صوت الطقطقة في محرك السيارة.
- تحديد مكان الصوت
هل يأتي الصوت من الأمام أو الخلف أو الجانب أو من أسفل السيارة؟ يُساعد تحديد مكان الصوت في عملية تحديد الجزء المُتسبب في العطل.
- التغير مع سرعة السيارة
هل يتغير الصوت مع تغير سرعة المحرك أو سرعة السيارة؟ قد يُساعد هذا العامل أيضًا على معرفة سبب صدور صوت الطقطقة من محرك السيارة، وبالتالي البدء في إصلاح العطل.
كما أثبتت النقاط السابقة، فإن الصيانة الدورية والمُستمرة بشكلٍ مُنتظم للسيارة تُحافظ على عُمرها الافتراضي وتُزيد من كفاءة كافة مكوناتها، خاصةً ذات الأهمية منها كمحرك السيارة.
كما يجب التأكيد على عدم إهمال سماع صوت طقطقة في محرك السيارة، والبدء على الفور في العمل على إصلاح المشكلة، سواءً بواسطة خبير أو بالذهاب إلى وكيل صيانة السيارات.
