سنتعرف على من هو مخترع السيارة الكهربائية ولكن لا بد من معرفة أنه عكس التصور السائد، وعلى الرغم من ارتباط السيارات الكهربائية بمفاهيم حديثة مثل الاستدامة والتكنولوجيا المُتقدمة؛ فليست السيارات الكهربائية بالاختراع الحديث! بل يعود ظهورها الأول إلى القرن التاسع عشر، مرورًا بعصرها الذهبي في أوائل القرن العشرين، إلى عودتها القوية في عصرنا الحالي.
لطالما شكلت السيارات الكهربائية بديلاً جذابًا لماكينات الاحتراق التقليدية بفضل هدوئها وكفاءتها في استخدام الطاقة. ومع تطور التكنولوجيا زاد الاهتمام بالسيارات الكهربائية لما تحمله من إمكانات هائلة لحل تحديات النقل المستدام وتحسين البيئة. لذا، لنتعمق في مقالنا لنتعرف على تاريخ السيارة الكهربائية ونكشف الغموض عن مخترع السيارة.
اخترع أنيوس جيدليك أول نموذج لمحرك كهربائي في عام 1828، حيث استخدم ملفًا مغناطيسيًا دوارًا محاطًا بملف ثابت لتوليد الحركة.
من هو مخترع السيارة الكهربائية؟
في رحلة عبر الزمن لاكتشاف من هم العقول المدبرة وراء هذه التكنولوجيا المذهلة، واختراع السيارة الكهربائية بدءًا من رواد القرن التاسع عشر، مرورًا بتحديات القرن العشرين، وصولًا إلى ثورة Tesla تسلا في العصر الحديث. فمن هو مخترع السيارة الكهربائية؟
-
آنيوس جيدليك - 1828
ولد أنيوس يدلك في المجر في عام 1800. نشأ في عائلة متدينة، ودرس الفلسفة واللاهوت في جامعة Trnava و Bratislava. بعد انضمامه إلى الرهبنة البندكتية عام 1817، واصل Jedlik دراسته للفيزياء والرياضيات في جامعة فيينا. هناك تعرّف على أحدث التطورات في مجال الكهرباء والمغناطيسية، وشغف بفكرة إنشاء محرك كهربائي. صار يدليك عضوًا في الأكاديمية المجرية للعلوم وقد ألف العديد من الكتب، ويعتبره الهنغاريون والسلوفاك أبًا للدينامو والمحرك الكهربائي.
من بين إنجازاته البارزة، بنى يدلك أول نموذج لمحرك كهربائي في عام 1828، حيث استخدم ملفًا مغناطيسيًا دوارًا محاطًا بملف ثابت لتوليد الحركة. كان هذا الاختراع يُعتبر أحد أوائل النماذج النظرية للمحركات الكهربائية. وقد تمكن باستخدامه من صنع أول سيارة نموذجية صغيرة، حيث كان بإمكانها التحرك من تلقاء نفسها باستخدام المحرك الكهربائي الصغير.
بالرغم من أن اختراع يدليك لمحرك كهربائي لم يكن عمليًا بشكل كامل، إلا أنه ساهم في وضع الأسس لتطوير هذه التكنولوجيا في المستقبل وفتح الأفق للعديد من الاكتشافات والابتكارات في مجال الطاقة الكهربائية وتطبيقاتها في العديد من المجالات. كما عُين يدليك بفضل اختراعه أستاذًا للفيزياء في جامعة بودابست عام 1839.
رسم تخيلي بالذكاء الاصطناعي لأول سيارة كهربائية
-
روبرت أندرسون - صاحب براءة اختراع لسيارة كهربائية - 1832-1839
يُعرف روبرت آندرسون بأنه مخترع أول سيارة كهربائية بدائية. وُلد في اسكتلندا، وقد أطلق في القرن التاسع عشر أول نموذج أولي على الإطلاق لعربة تعمل بالطاقة الكهربائية باستخدام بطارية أولية غير قابلة لإعادة الشحن (تُعرف أيضًا باسم الخلايا الأولية).
طور آندرسون السيارات الصغيرة التي تعمل بالبطارية لتصبح كبيرةً تتسع لعِدة أشخاص وتُسهل عليهم مهام المعيشة.
على الرغم من أن التاريخ الدقيق غير مؤكد، إلا أن السنوات التي حقق فيها روبرت آندرسون هذا الإنجاز الرائع في مجال العلوم حدثت في وقت ما من عام 1832 إلى عام 1839. وبرغم قلة المعلومات المتاحة حول حياة آندرسون، إلا أن إسهاماته في تطوير السيارات الكهربائية لها تأثير كبير حتى اليوم.
-
جاستون بلانتي - عصر البطاريات القابلة للشحن - 1865
على عكس آندرسون، فبلانتي شخصٌ معروف. وُلِد جاستون بلانتي في عام 1834 في مدينة أورليان بفرنسا، درس الفيزياء والكيمياء في جامعة École Polytechnique بباريس، وبعد إنهاء دراسته الجامعية، عمل بلانتي أستاذًا مُساعدًا للعالم الفرنسي جاك بوشاريه في جامعة بوردو للعلوم،
تمكن بلانتي من اختراع بطارية الرصاص الحمضية -والتي عُرِفت فيما بعد ببطارية بلانتي- في عام 1859، وهي عبارة عن خلية كهروكيميائية تتكون من ألواح من الرصاص والرصاص المُؤكسد، ومغمورة في محلول من حمض الكبريتيك.
على عكس سابقتها، وبجانب قدرتها على توليد تيارٍ كهربائي مستمر، أصبح بالإمكان شحن بطارية بلانتي عن طريق تمرير تيارٍ عكسي عبرها. وكانت هذه البطارية اختراعًا في غاية الأهمية في تاريخ الكهرباء، وهي أول بطارية قابلة لإعادة الشحن في التاريخ، كما تُعد أساس تطور البطاريات في عصرنا الحالي، سواءً في السياراتِ الكهربائية أو في غيرها من الأجهزة التي تعتمد في عملها على البطاريات القابلة للشحن.
-
توماس باركر - أول سيارة كهربائية قابلة للاستخدام (1884)
توماس باركر، المعروف بلقب "إديسون أوروبا"، كان مخترعًا بارزًا في إنجلترا خلال القرن التاسع عشر. وُلد في كولبروكديل، شروبشاير، في 22 ديسمبر 1843، وكان والده يعمل في مصانع حديد كولبروكديل. وقد اكتسب باركر شهرة كمهندس كهربائي متميز ومخترع بارع؛ منذ الصغر، كان باركر يظهر اهتمامًا بالتكنولوجيا والاختراعات. بدأ مسيرته المهنية كموظف في مصانع الحديد مع والده، ولكن سرعان ما تجاوز الحدود المحلية ليعمل في مجال الكيمياء والتكنولوجيا في مدن مثل مانشستر.
كان باركر مهتمًا بشدة بتوفير خيارات النقل الصديقة للبيئة بعدما أدرك الأضرار البيئية لاستخدام الوقود التقليدي مثل الغاز والفحم، وطور عدة نماذج من السيارات الكهربائية، بل وكان يقود إحدى هذه النماذج بانتظام إلى عمله، حيث كان يمكن للسيارة التي كانت تعرف باسم "ولفرهامبتون"، المدينة التي كان مقر إلويل باركر فيها، السير بسرعة 4 تصل إلى 4 أميال في الساعة.
لم تحظَ سيارة توماس باركر بالاهتمام المستحق على الرغم من كونها أول سيارة كهربائية قادرة على الإنتاج الضخم، وهي التي أحدثت ثورة حقيقية في وسائل النقل، كما كانت تمتلك نظام فرامل هيدروليكي وتوجيه رباعي. وأيضًا، شارك باركر في العمل على الترام الكهربائي في بورتراش في أيرلندا الشمالية. أصبح أول خط ترام كهربائي في العالم يعمل بالطاقة الكهرومائية. في عام 1882، مما ساهم في تغيير وسائل النقل بشكل جذري. ومن أبرز اختراعاته بخلاف السيارات كان تطوير المضخات البخارية، بالإضافة إلى استبدال خلايا البطارية بدينامو لتحسين وتسهيل عملية الطلاء الكهربائي. وقد استمر باركر في تحقيق الابتكار والتأثير على حياة الناس في إنجلترا وأوروبا، وبقي إرثه الابتكاري حاضرة في تطوير العائلة عبر الأجيال.
-
ويليام موريسون - أول سيارة كهربائية في أمريكا - 1895
وُلِد ويليام موريسون في عام 1843 في كلينتون بالولايات المُتحدة، ويُنسب له الفضل في ابتكار أول سيارة كهربائية في الولايات المُتحدة، كما أنه أدخلها سلسلة الإنتاج لتُصبح مُتاحة للشراء من قبل عامة المُستهلكين.
تميزت عربة موريسون بقدرتها على استيعاب ست ركاب والسفر بسرعة 22 كيلومترًا في الساعة. فيما كان من أهم التحديات التي واجهها موريسون هو وقت إعادة شحن البطاريات، حيث استغرقت 10 ساعات لإعادة شحنها بالكامل.
لم يكتف موريسون بتصنيع عربة كهربائية، بل شارك أيضًا بنسخة معدلة منها في أول سباق للسيارات في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي عُرِف باسم "شيكاغو تايمز-هيرالد"، وكان يهدُف للترويج لصناعة السيارات الأمريكية والاستثمار فيها، مع جائزة بقيمة 2000 دولار للفائز.
بالنهاية مع تزايد المخاوف بشأن التغير المناخي وتنامي الحاجة إلى حلول نقل بديلة، يمثل مستقبل السيارات الكهربائية أكثر بريقًا من أي وقت مضى. تشير التقنيات الجديدة مثل تحسين مدى البطاريات ومحطات الشحن السريع إلى أن عصر السيارات الكهربائية يُلامس الأفق بشكل أكبر من أي وقت مضى. فمن يدري؟ فربما نشهد بعد سنوات بسيطة من هيمنة كاملة لمحركات الديزل أو البنزين، ليصبح مخترع السيارة الكهربائية رمزاً للتحول نحو التنقل النظيف في شتى أرجاء العالم. وحتى ذلك الحين ستستمر السيارة الكهربائية في إثارة الدهشة، وإلهام المخترعين، وتحمل مستقبلاً أفضل وأكثر كفاءةً للنقل.