ألترا صوت - فريق التحرير
يعتبر متحف الأبارتهايد، أو متحف الفصل العنصري في جوهانسبرغ عاصمة جنوب أفريقيا، من أبرز المعالم في البلاد التي اضطرت للإغلاق بسبب تأثير جائحة كوفيد -19. ويضم المتحف معروضات شعبية تعود لحقبة الفصل العنصري التي شهدتها جنوب أفريقيا ويحتوي أعمال وآثار متعلقة برموز تلك الحقبة مثل نيلسون مانديلا وغيره.
قالت دراسة سابقة لمجلة ناشيونال جيوغرافيك أن 10% من متاحف العالم مهددة بالإقفال التام والدائم بفعل تأثيرات جائحة كوفيد -19
وبحسب تقرير لوكالة رويترز فإن المتحف يضم زوج من قفازات الملاكمة التي كان يرتديها نيلسون مانديلا في ذروة الكفاح ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا حيث كانت تعتبر هذه القفازات ذات يوم واحدة من أكثر المعروضات شعبية في البلاد. وأشار تقرير رويترز بالوصف إلى أن المتحف يرقد اليوم تحت طبقة سميكة من الغبار، و أن الحال تبدلت فيه كحال غالبية المتاحف والمعارض حول العالم التي لم تسلم من ضرر جائحة كوفيد -19 الفادح على أعمالها وطبيعة عملها، والأهم على قدرتها على استقبال الجمهور.
اقرأ/ي أيضًا: أجمل 10 متاحف حول العالم
ضمن هذا السياق قال مدير المتحف، كريستوفر تيل، في تصريحات لصحيفة الفاينانشيال بوست "كان علينا التخلي عن جميع الموظفين، حوالي 30 موظفًا، ولا يوجد أحد هنا لإضاءة وإطفاء الأنوار". وأضاف "لا يمكننا تحمل خسارة هذا المكان". وذكرت الفاينانشيال بوست أن تيل استخدم هاتفه المحمول كمصباح لإظهار بعض من مئات الأعمال الفنية والتحف التي توضح تاريخ النضال الطويل ضد حكم الأقلية البيضاء في البلاد.
وكان متحف الفصل العنصري يسجل ما يصل إلى ألف زائر يوميًا قبل انتشار فيروس كورونا، معظمهم من السياح الأجانب. إلا أنه ومثل العديد من المؤسسات الثقافية الأخرى التي عانت من نفس المصير، اضطر للإغلاق في شهر آذار/مارس 2020 عندما فرضت جنوب أفريقيا أول إغلاق بسبب انتشار فيروس كورونا في البلاد.
أما هذا العام، فأعيد افتتاح المتحف في شهر كانون الثاني/يناير، ليتبين أن أعداد الزوار منخفضة للغاية بسبب تفاقم الوباء المستمر، مما جعل المتحف يعاني من ضائقة مالية بحيث فقد القدرة على تأمين نفقات التشغيل الأساسية والضرورية فعاد للإغلاق مجددًا في شهر آذار/مارس.
وقال المرشد السياحي، بونغاني ندلوفو، نقلًا عن شبكة الأخبار في جنوب أفريقيا IOL إن شركته الصغيرة كانت تعاني نتيجة لإغلاق المتاحف، وأضاف "يعتبر متحف الفصل العنصري من أماكن الجذب الكبيرة للزوار الدوليين". بينما أفادت الدليلة السياحية، عائدة الهمامي، خلال تقرير متلفز نشرته قناة الجزيرة، أن عملها تضرر كمرشدة سياحية تعيش وتعمل في فرنسا حيث توقف استقبال الزوار لأشهر في المتاحف الفرنسية مثل متحف اللوفر الذي خسر 90 مليون يورو لوحده، وأشارت عائدة إلى تراجع نسبة زوار المتاحف بنسبة فاقت 70% في فرنسا. وبذلك طالتها البطالة القسرية مع زملاء لها في مجال الإرشاد السياحي. وفي تقرير متلفز للتلفزيون العربي، يقول مساعد المدير العام في منظمة اليونسكو، إيرنستو أوتون راميز، أن أكثر من 12% من المتاحف لن تفتح أبوابها مرة أخرى بسبب فقدان المعونات الحكومية وغياب الجمهور وتراجع عمليات البيع بشكل كبير. إلا أن هذه الأرقام أعلنت العام الماضي في شهر حزيران /يونيو، ما يشير إلى تفاقم ازمة المتاحف عالميًا مع استمرار جائحة كوفيد -19 وتأثيراتها.
وسبق لصحيفة الغارديان البريطانية ذكرها أن 6 من أصل كل 10 متاحف في المملكة المتحدة، تصارع من أجل البقاء والاستمرار، في ظل جائحة كوفيد -19، التي أثرت بشكل كبير على عمل المتاحف وقلّصت مردودها المالي إلى مستويات غير مسبوقة. فيما أكدّت دراسة نشرتها مجلة ناشيونال جيوغرافيك أن أي متحف في العالم لم يسلم من تداعيات كورونا، وقالت الدراسة أن أكثر من 80% من المتاحف في العالم ستقلّل برامجها لتخفيض المصاريف، وأن 10 % منها مهدد بالإقفال التام والدائم بسبب الجائحة.
اقرأ/ي أيضًا:
جائحة كوفيد - 19 تهدد 10% من متاحف العالم بالإقفال الدائم
انتشار واسع لوسم "فلسطين قضيتي" بالتزامن مع المجريات في القدس