23-أغسطس-2021

ألتراصوت- فريق الترجمة 

قالت شركة فيسبوك يوم السبت، 21 آب/أغسطس، إن مقالًا يتناول احتمال تسبب لقاحات كورونا بالوفاة كان هو الرابط الأعلى رواجًا على المنصة بين المستخدمين في الولايات المتحدة، بين شهري كانون الثاني/يناير وآذار/مارس من العام الجاري، وذلك في تقرير يحمل إقرارًا نادرًا من قبل فيسبوك بواقع الانتشار الواسع لمثل هذه المواد المضلّلة على منصتها. في هذا التقرير المترجم بتصرف عن الواشنطن بوست، المزيد من التفاصيل. 


تواجه فيسبوك انتقادات متزايدة بشأن التراخي في مواجهة المحتوى المضلل المتعلق بكوفيد-19 

كما أفادت الشركة بأن صفحة موقع آخر كان له نشاط بارز في الترويج للمعلومات المضللة بشأن كوفيد-19 كانت من بين الصفحات العشرين الأعلى زيارة على المنصّة.

وتواجه فيسبوك منذ مطلع العام عاصفة من الانتقادات المتزايدة من البيت الأبيض وعدد من المؤسسات ووسائل الإعلام والتي ترى أن المنصّة قد أتاحت مجالًا كبيرًا لانتشار المعلومات المضللة بشأن لقاحات كورونا. ويعزو مسؤولون أمريكيون جزءًا من حالة التردد بين الأمريكيين في أخذ اللقاح إلى المعلومات الخاطئة أو المضللة التي تعرضوا لها على منصات التواصل الاجتماعي، ولاسيما فيسبوك.

وكانت فيسبوك قد أحجمت فيما مضى عن نشر مثل هذا النوع من التقارير الذي يبين أشكال المحتوى الأكثر رواجًا على منصتها، فيما يبدو أنها قد اضطرت للإفصاح عن هذا البيانات أمام الانتقادات المتصاعدة التي تتعرض لها، مع الإصرار على موقفها المراوغ من تعريف المعلومات المضللة المتعلقة بالصحة، والتي تدعي أنّ تحديدها يخضع لتقديرات عديدة قد تتباين من طرف إلى آخر.

فالمقال الذي كان رابطها الأكثر رواجًا في الربع الأول من العام على فيسبوك، وهي المنصّة التي يرتادها أكثر من 2.8 مليار مستخدم شهريًا، كانت تقريرًا صحفيًا من موقع "ذا ساوث فلوريدا صن سنتينال" (The South Florida Sun Sentinel)، يتحدث عن تحقيق من هيئة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، في حالةٍ لوفاة طبيب بعد أسبوعين على تلقيه لقاح كورونا، علمًا أن مكتب دائرة الطب الشرعي أعلن بعد أشهر بأنه لم يتم تحديد أي دليل يشير إلى وجود علاقة بين الوفاة وتلقي اللقاح.

وفي حين تدعي فيسبوك أنّها تعمل وبشكل فوري على إزالة أي محتوى ينشر معلومات خاطئة حول كوفيد-19 أو لقاحات كورونا، إلا أنّها تجادل بأنه لا يمكن إنهاء الحوارات التي تثيرها بعض التقارير الصحفية المبنية على وقائع، ولا يمكن تصنيفها بشكل حاسم على أنّها مضلّلة أو مفبركة.

وقد نشرت فيسبوك الأسبوع الماضي تقريرًا يتضمن أكثر المعلومات رواجًا على المنصة من نيسان/أبريل وحتى يونيو/حزيران، في خطوة أثارت المزيد من التساؤلات عن الأسباب التي جعلت الشركة تتحفّظ عن كشف البيانات الخاصّة بالفترة التي سبقت ذلك.

تواجه فيسبوك الكثير من الانتقادات بشأن التعامل مع الأخبار المضللة (واشنطن بوست)

على إثر ذلك، كشفت نيويورك تايمز بأن مسؤولين كبارًا في فيسبوك قد نصحوا بعدم الإفصاح عن البيانات الخاصّة بالأشهر السابقة لشهر نيسان/أبريل، وهو ما وضع الشركة تحت المزيد من الضغوط للحفاظ على الشفافية ومصارحة العامة، خاصة في سياق تتّهم فيه منصات التواصل الاجتماعي بالتراخي في مواجهة الأخبار المضللة المتعلقة بجائحة كوفيد-19. وكانت فيسبوك تقتصر فيما مضى على نشر بيانات عن حجم المعلومات المضللة أو المفبركة التي عمدت إلى حذفها عن منصتها، إلا أنها اعتادت حتى هذه اللحظة على عدم الحديث حول دورها المحتمل في المساهمة في تعرّض العامة للمواد والمعلومات المضللة بشأن الفيروس واللقاحات.

ووفق شخص مطلع على المسألة، تحدث إلى الواشنطن بوست، ساد على مدى شهور في فيسبوك، جدل على أعلى المستويات التنفيذية بخصوص نوع وحجم البيانات التي يمكن الإفصاح عنها للعامّة، وكانت النقطة الرئيسية تتمحور حول ما إذا كان الإفصاح عن المعلومات سيؤدي إلى مزيد من الضرر بصورة الشركة وسمعتها.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد جدّد هجومه على منصات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، واتهمها في يوليو/تموز المنصرم بأنها "تقتل الناس" بسبب نشرها المعلومات المغلوطة حول كوفيد-19. كما وصف كبير الجراحين في الولايات المتحدة، فيفيك ميرثي، هذه الحالة بأنها "تهديد وخيم" على الصحة العامّة.

ومع تزايد الضغوط عليها، قررت فيسبوك بادئ الأمر بالإفصاح عن البيانات التي من شأنها تسليط ضوء إيجابي على جهودها في مكافحة الأخبار المضللة والمفبركة، فركزت مثلًا على أنّها قد حذفت 20 مليون منشور يشتمل على معلومات مغلوطة حول كوفيد-19.

إلا أنّ ذلك لم يبدُ كافيًا للبيت الأبيض وللجهات الرقابية المختصة، فأعلنت فيسبوك عن خطتها نشر تقرير شفافية يتضمن أكثر 100 منشور رواجًا على منصتها.

وفور نشر هذا التقرير، تلقفه المحللون ومدراء المنتجات والمهندسون والمسؤولون وصناع المحتوى وخبراء التسويق، لمعرفة ما هو شائع ورائج على المنصّة خلال العام 2021. وكانت المفاجأة بأن واحدة من أكثر الصفحات رواجًا على فيسبوك بين الأمريكيين على الإطلاق، كانت صفحة تديرها "إيبوك تايمز" (Epoch Times)، وهي صحيفة ذات توجّهات يمينية متطرفة معادية للصين، وكانت وراء ترويج العديد من نظريات المؤامرة، ولاسيما "كيو آنون"، إضافة إلى نشرها ادعاءات مضللة بشأن حصول عمليات تزوير في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة.

يشكّل المحتوى المضلل نسبة كبيرة من استهلاك المستخدمين الأمريكيين على المنصّة (نيويورك تايمز)

وكان من أبرز المقالات الأخرى الأكثر رواجًا على فيسبوك في الولايات المتحدة، ذلك المقال الذي سبقت الإشارة إليه أعلاه، والذي روّجته العديد من المجموعات الفيسبوكية المناهضة للقاحات.

من جهتها، ترى شركة فيسبوك بأنه لا يجدر بها أن تتعمّد الحجر على النقاش حول أي موضوع كان، بما في ذلك موضوع اللقاحات، وتنطلق في ذلك من أن الناس يميلون عادة إلى تغيير آرائهم عند الحديث والحوار مع أشخاص يثقون بهم، من الأصدقاء وأفراد العائلة والأشخاص في المحيط الاجتماعي الرقمي على السوشال ميديا، حيث ترى الشركة، والعديد من الخبراء، بأن ذلك يشجّع على تعزيز فرصة التعرض لآراء جديدة والنقاش حولها بحريّة، مع الحرص على عدم تداول الأخبار المفبركة بشكل واضح.

يكمن التحدي في التعامل مع المحتوى الذي يشتمل على معلومات حقيقية قد تستغلها المجموعات المناهضة للقاحات للترويج لنظرياتها

أما التحدي، فيكمن في التعامل مع التقارير المبنية على معلومات واقعية قد تثير الشكوك حول اللقاحات، والتي يتلقفها الأشخاص والمجموعات التي تتخذ موقفًا متشككًا منها ويعملون على ترويجها. وهكذا يتم توظيف بعض المعلومات الأولية، التي قد تكون منقوصة أو منزوعة من سياق مختلف، في حملات دعائية أيديولوجية، معادية للقاحات وتشكّك فيها بالمطلق، وقد تبين بأن فيسبوك قد أبدى تراخيًا في التعامل مع الحسابات والصفحات التي تتبني هذه الأفكار وتحشد لها.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

واشنطن بوست: كيف نجحت حركة طالبان في حرب "السوشال ميديا" حتى الآن؟

كيف ستتعامل وسائل التواصل الاجتماعي مع الحسابات التابعة لحركة طالبان؟