أكد رئيس اتحاد الصحفيين الفلسطينيين، عماد زقوت، في حديث لوكالة الأناضول، أنّ الجيش الإسرائيلي يستهدف الصحفيين "عمدًا" لمنع توثيقهم للانتهاكات التي يقوم بها.
وبيَّن زقوت، وهو مدير إذاعة "الأقصى" أيضًا، أن 112 صحفيًا كانوا ضمن 23 ألف مدني استُشهدوا في الهجمات الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأن المؤسسات الإعلامية والصحفيين على وجه التحديد أصبحوا أهدافًا للجيش الإسرائيلي.
وبحسب زقوت، تسعى إسرائيل إلى تخويف الصحفيين بالاعتقالات التعسفية، إذ قال: "ثمة صحفيون وصحفيات اعتقلوا وأصيبوا على يد جنود الاحتلال في غزة، ولدينا حاليًا العشرات من الزملاء الصحفيين معتقلون في إسرائيل".
يعمل الصحفيون المتبقون في غزة في بيئة هي الأكثر تحديًا وخطورة في العالم بالنسبة لوسائل الإعلام
وقال الصحفي الفلسطيني: "سكان غزة تعرضوا للقصف بكافة الأسلحة المحرمة دوليًا، وتسعى إسرائيل لطمس معالم الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، وإخفاء الحقيقة من خلال استهداف البنية التحتية الإعلامية".
وشدد زقوت على أهمية مواصلة الصحافة الفلسطينية لعملها في تقديم التقارير رغم: "الدعاية الإسرائيلية والقمع والاستهداف والظلم".
ومن الأمثلة البارزة على ما يحدث على جبهة الصحافة والإعلام هو ما حدث للصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح، أكثر الشخصيات شهرة في قطاع غزة، والذي أصبح رمزًا للكارثة الكبرى التي يشهد القطاع فصولها المستمرة.
أثناء تغطيته خلال المراحل الأولى من الحرب، واجه الدحدوح قتل القصف الإسرائيلي لزوجته واثنين من أطفاله وحفيده الرضيع. ثم عاد إلى العمل في اليوم التالي، منهكًا لكنه ثابت.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، أصيب الدحدوح بعدة جروح، بينما استُشهد زميله المصور سامر أبو دقة، وذلك في غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة أثناء قيامهما بتغطية الأحداث في خان يونس.
وفي اليوم التالي، عاد الدحدوح لتقديم تقاريره المعتادة، مقدمًا مثالًا استثنائيًا، إنسانيًا ومهنيًا، للصحافي المؤمن بالحقيقة.
ووقعت خلال هذا الأسبوع مأساة أخرى، إذ استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة تقل مجموعة من الصحفيين بالقرب من رفح. وأدى الهجوم إلى مقتل صحفيين فلسطينيين هما حمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا.
وظهر وائل حزينًا ومنكسرًا في مقطع فيديو قال فيه عن ابنه الشهيد: "حمزة كان كلّي وليس بضعة مني".
وتوصَّل إحصاء قامت به "لجنة حماية الصحفيين" إلى قتل ما لا يقل عن 79 صحفيًا وعاملًا في مجال الإعلام منذ بدء الحرب. فيما قدّرت السلطات المحلية في غزة هذا العدد بأكثر من 100.
وفي الحالتين، يعد هذا العدد أكبر عدد من القتلى الصحفيين في منطقة نزاع منذ سنوات، وهو ما يتجاوز عدد قتلى الصحافة في أوكرانيا على مدى العامين الماضيين.
ويعمل الصحفيون المتبقون في غزة في بيئة هي الأكثر تحديًا وخطورة في العالم بالنسبة لوسائل الإعلام. وعندما لا يحاولون تتبع التطورات على الخطوط الأمامية غير الواضحة والمدمرة، فإنهم يقومون بتوثيق صراعاتهم اليومية من أجل تدبر أمورهم ببساطة، من الحصول على الماء، إلى البحث عن الإنترنت، وصولًا إلى فجائعهم بخسارة أقاربهم وأصدقائهم.
وقد أكد "الاتحاد الدولي للصحفيين"، مساء أمس الإثنين، أن الصحفيين الفلسطينيين في غزة معرّضون للموت أكثر من الجنود على جبهات القتال.
وقال نائب الأمين العام للاتحاد تيم داوسون، في بيان، إن مقتل الصحفيين في غزة أصبح بمثابة حدث يومي، لافتًا إلى أنه كان هناك ألف صحفي يعملون في قطاع غزة عندما بدأت الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأكد البيان أن معظم الصحفيين الذين فقدوا حياتهم بغزة، قد تم استهدافهم "عمدًا" من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن العديد منهم تلقوا تهديدات عبر مكالمات هاتفية من أشخاص يدّعون أنهم ممثلين لجيش الاحتلال.
ولفت البيان إلى ان الصحافيين الذي قتلوا في القطاع يمثّلون 7.5 بالمئة من الصحفيين العاملين هناك. فيما أعلن اتحاد الصحفيين الفلسطينيين في وقت سابق أن 9 بالمئة من الصحفيين في غزة استشهدوا نتيجة الهجمات الإسرائيلية.