26-يونيو-2024
المجاعة في غزة

الجوع ينهش أطفال غزة (الأناضول)

أصدرت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لمراقبة الجوع، تقييمًا أكدت فيه أنّ خطر تفشي المجاعة لا يزال قائمًا بشدة في أنحاء قطاع غزة في ظل استمرار الحرب والقيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وما فاقم الوضع تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف مقرات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا"، حيث أعلنت الوكالة أنّ إسرائيل قصفت 190 منشأةً للوكالة في قطاع غزة، وعلق المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، على هذا الوضع بالقول: "وكالتنا والأمم المتحدة مستهدفتان في قطاع غزة ونحتاج إلى آليات لحماية موظفينا".

وأكد أن: "إيصال المساعدات إلى محتاجيها في قطاع غزة بات أمرًا صعبا"، مشيرًا كذلك إلى أن: "هناك نقصًا حادًا في الغذاء في قطاع غزة، ف90% من سكانه يعانون من سوء التغذية"، مضيفًا أن: "أكثر من مليون شخص في قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة".

وبالرجوع إلى تقرير مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي - وهي مبادرة تتضمن منظمات من الأمم المتحدة وحكومات ومنظمات إغاثة تحدد المعيار العالمي لقياس الأزمات الغذائية - فإن أكثر من 495 ألف شخص في أنحاء غزة: "يواجهون مستويات كارثية توصف بأنها الأخطر من انعدام الأمن الغذائي".

اضطر أكثر من نصف عائلات غزة ممن شاركوا في مسح للمبادرة إلى بيع ملابسهم، واضطر الثلث لجمع القمامة وبيعها، فيما أفاد أكثر من 20 بالمئة بإمضاء أيام وليال كاملة بلا طعام

وتعاني العائلات في ظل التصنيف الكارثي لانعدام الأمن الغذائي من نقص حاد في الأغذية، مما يؤدي إلى سوء تغذية حاد بين الأطفال ووجود خطر وشيك لتفشي مجاعة وحدوث وفيات.

وأوضح تقييم المبادرة، الذي اطلعت عليه وكالة "رويترز"، أنه من أجل شراء الطعام: "اضطر أكثر من نصف عائلات غزة ممن شاركوا في مسح لبيع ملابسهم واضطر الثلث لجمع القمامة وبيعها. وأفاد أكثر من 20 بالمئة بإمضاء أيام وليال كاملة بلا طعام. وبشكل عام، واجه حوالي 96 بالمئة من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى أيلول/سبتمبر".

ولاحظ التقييم أن زيادة عمليات توصيل الطعام والخدمات الغذائية إلى شمال قطاع غزة خلال شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل: "خففت حدة الجوع في المنطقة التي توقعت المبادرة المدعومة من الأمم المتحدة حدوث مجاعة فيها".

لكن التقييم أكد أن الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح في جنوب القطاع منذ أوائل أيار/مايو، والأعمال القتالية الأخرى والنزوح، أدى: "إلى تجدد التدهور في الأسابيع القليلة الماضية".

وورد في التقييم: "تتضاءل باستمرار الآفاق المتاحة للمنظمات العاملة في المجال الإنساني والقدرة على تقديم المساعدات بأمان للسكان".

وقالت لجنة مراجعة المجاعة، وهي مجموعة من الخبراء الذين يراجعون نتائج مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، في تقرير صادر  أمس الثلاثاء أيضًا، إن هناك: "معاناة إنسانية حادة" في غزة وإن خطر المجاعة لم ينقص.

وأضافت: "ثمانية أشهر من الضغط الشديد على حياة السكان تجعلهم أكثر عرضة للسقوط في براثن المجاعة".

الأمراض تنهش القطاع

وأكد تقييم مبادرة مراقبة الجوع أن هجوم رفح وإغلاق المعبر على حدود غزة مع مصر، والذي كان طريقًا رئيسيًا لتوصيل المواد الغذائية والإمدادات الأخرى، إضافة إلى كونه نقطة إجلاء للمدنيين ممن يعانون من أمراض أو إصابات خطيرة، ضاعف حجم الكارثة الإنسانية لزهاء مليوني شخص في جنوب غزة.

وأكد التقييم أن النزوح داخل غزة لمناطق تعاني من أزمة مياه وأزمة في الخدمات الصحية: "زاد من خطر تفشي الأمراض التي سيكون لها آثار كارثية على الحالة الغذائية والصحية لشرائح كبيرة من السكان".

وقالت لجنة مراجعة المجاعة إن جنوب غزة: "قد يصل قريبًا إلى نقطة تحول تؤدي سريعًا إلى الانزلاق نحو المجاعة".

وبدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد أن شن مسلحون بقيادة "حركة حماس" هجومًا مباغتًا على مستوطنات غلاف قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، بحسب إحصاءات إسرائيلية.