31-مايو-2024
يلجأ أهالي القطاع للخياطين لتضييق ملابسهم جراء الجوع المنتشر (رويترز)

يلجأ أهالي القطاع للخياطين لتضييق ملابسهم جراء الجوع المنتشر (رويترز)

يواجه سكان قطاع غزة انتشارًا مرعبًا للمجاعة، خاصةً في مناطق الشمال، جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل، وفرضها قيودًا صارمة على دخول المساعدات الإنسانية. وتدميرها للبنية التحتية.

وبعد ثمانية أشهر من العدوان المستمر، انقلبت حياة الناس، وانعكس الأمر حتى على مظاهرهم. وفي هذا الإطار ينقل تقرير لوكالة "رويترز" للأنباء عن أن سكان القطاع أصبحوا يلجؤون للخياطين لتضييق ملابسهم حتى تتناسب مع أجسامهم النحيلة.

يقول الخياط الفلسطيني أنور أبو كرش، الذي كان يوسع ملابس زبائنه قبل الحرب: " نقوم بتضييق ملابس الناس لمقاسات صغيرة من قلة الأكل والشرب.. الناس تعيش على تناول المعلبات".

بعد ثمانية أشهر من العدوان المستمر، انقلبت حياة الناس في غزة، وأصبحوا يلجؤون للخياطين لتضييق ملابسهم حتى تتناسب مع أجسامهم النحيلة

وبينما كان أبو كرش يعمل، كانت أم وأطفالها يقفون بالقرب منه ينتظرون أن ينتهي من تضييق ملابسهم.

تحدث المرأة التي كانت إلى جانب أبو كرس للوكالة، وعرفت عن نفسها باسم أم علاء أبو سميحة، قائلةً: "وزني كان 90 كلغ، وكنت أطلب توسعة الملابس، حاليًا بتنا نضيق ملابسنا وملابس أولادنا وأحفادنا. الحياة متعبة".

وأضافت: "حتى حفيدتي تأثرت بالحرب وباتت أنحف، الكل تأثر في هذه الحرب"، وتابعت: "لقد أحضرت ملابسها، وسأشد سروالها القصير حتى تتمكن من ارتدائه".

في دير البلح بوسط غزة، عرض الناس صورًا التقطت لهم قبل الحرب لمقارنة مظهرهم بعد أشهر من الحرب، مع نزوح الجميع تقريبًا من منازلهم، وكيف كانوا يتمتعون بصحة أفضل قبل تشرين الأول/أكتوبر، كما تقول "رويترز".

عرضت أم رشاد السرسوك صورة لابنها محمد البالغ من العمر خمس سنوات. وقالت: "الآن كما ترون، فقد الكثير من وزنه"، وأضافت: "لم يتبق لديه سوى مجموعتين من الملابس"، وتابعت: "أستبدل هذا بذلك وعندما أرى أنهم أصبحوا فضفاضين، سآخذهم إلى الخياط لتضييقهم".

طفلة فلسطينية

في خانيونس، القريبة من رفح جنوب قطاع غزة، كانت إكرام الحم تحتمي في خيمة بين الأنقاض مع أسرتها. وتنشر الملابس على بقايا السقف المحطم.

وقالت: إن "لهم في هذا المنزل ذكريات كثيرة"، مشيرة إلى أنها أنجبت فيه خمسة أطفال وربتهم "بقلبي ودمي"، واصفة أطلاله المدمرة بأنها أصبحت" كهفًا من الخوف".

وأوضحت إكرام أنها تنظر لمنازل الآخرين والأنقاض وتتساءل: "متى ستعود فلسطين، أو حتى غزة؟".

وتبحث إكرام بين الأنقاض وتتفقد الثلاجة القديمة للأسرة التي كانت تحتوي في السابق على طعام للأطفال الذين يعانون الآن من الجوع.

وفي الليل، ومع عدم وجود كهرباء، يصبح الركام مخيفًا.

وأشارت إكرام إلى أنها كانت دائمًا تجد الأطفال يلعبون في البيت وكانوا سعداء، أما الآن فلا ترى أحدًا سعيدًا.

تقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص يواجهون مستويات "كارثية" من الجوع في غزة، وأضافت إن هناك مجاعة في أجزاء من القطاع. وانخفضت إمدادات المساعدات إلى داخل غزة منذ أن بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية في رفح هذا الشهر.