16-أغسطس-2024
جيل ستاين

(AFP) جيل ستاين تتحدث في فعالية مؤيدة للفلسطينيين أمام البيت الأبيض

في الوقت الذي يجري فيه التركيز على المرشحيّن الرئيسيّين لانتخابات الرئاسة الأميركية، نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، ومنافسها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، تبرز بشكل منفصل عنهما مرشحة "حزب الخضر"، جيل ستاين، في موقفها المتشدد من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفقًا لمقابلة أجراها معها موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وفي ردها على سؤال مرتبط بخطة أول 100 يوم لها في البيت الأبيض في حال فوزها بالانتخابات، تجيب ستاين بالقول: "ألتقط الهاتف وتنتهي حرب الإبادة الجماعية"، مشيرةً إلى أن: "البيت الأبيض لديه سيطرة مطلقة على إسرائيل (لأن) إسرائيل لا يمكنها البقاء هنا (في الأراضي المحتلة) 24 ساعة دون دعم الولايات المتحدة".

وتضيف ستاين بأنه من خلال هذه المكالمة: "تقول الولايات المتحدة كلمتها، ولا خيار أمام إسرائيل إلا الامتثال"، وتنوه مرشحة "حزب الخضر" بأن سياستها تتمثل بـ"إيقاف إرسال الأسلحة وجميع أنواع الدعم الآن، ما لم توقفوا حرب الإبادة (الجماعية) هذه، وتقوموا بإنهاء الاحتلال،والانسحاب من الأراضي المحتلة إلى حدود عام 1967، وهذه هي البداية".

البيت الأبيض لديه سيطرة مطلقة على إسرائيل لأنه لا يمكنها البقاء 24 ساعة دون دعم الولايات المتحدة

وتشير ستاين إلى أنه: "بمجرد مشاهدة ذلك، فإنه لا يمكنك تجاهله، وأنا أشاهده منذ فترة طويلة"، وتضيف موضحة أن: "غزة تشكل نموذجًا مصغرًا لما هو خطأ في الإمبراطورية"، وتدلل على قولها بالاستناد إلى قول وزير الدفاع الأميركي السابق، كاسبار واينبرغر، في عهد الرئيس الأميركي رونالد ريغان، في ثمانينيات القرن الماضي، حين أكد أن: "إسرائيل هي السفينة الحربية التي لن تغرق بالنسبة للولايات المتحدة والشرق الأوسط".

وتضيف ستاين أن معارضتها للحرب الإسرائيلية على غزة تأتي لأنها: "رمزًا للإمبراطورية (الأميركية) التي تشارف على نهايتها، ونحن بحاجة إلى التحول نحو عالم متعدد الأقطاب، بدلًا من السعي لنكون القوة الوحيدة المهيمنة في العالم، وذلك لتجنب الانخراط في المواجهات العسكرية حول العالم للحفاظ على تلك الهيمنة، خاصة أننا لم نعد القوة الاقتصادية الوحيدة المهيمنة، كما هو واضح".

وتتابع ستاين مهاجمة "الإمبراطورية الأميركية"، بالقول: "لقد تجاوزتنا دول مجموعة البريكس في إجمالي الناتج المحلي، وغيرها من المؤشرات الاقتصادية"، معيدةً التأكيد في حديثها بأن الولايات المتحدة: "إمبراطورية متقدمة في العمر، وترتكب الكثير من الأخطاء كما تفعل الإمبراطوريات المتقدمة في العمر".

وترى ستاين في هذا الشأن: " نحن بحاجة إلى الانتقال السلمي إلى عالم متعدد الأقطاب، وذلك وفقًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، والدبلوماسية".

الإبادة الجماعية ليست مسؤولية من يرتكبونها فقط، إنها أيضًا مسؤولية من يقفون متفرجين

وتقول ستاين أيضًا: "بالإضافة إلى ذلك، أشير إلى نقطتين. الأولى هي أنني نشأت كيهودية بعد المحرقة. وُلدت في عام 1950، أي بعد بضع سنوات فقط من المحرقة، في مجتمع يهودي، حيث كان حضور الكنيس الإصلاحي والتعامل مع قضية الإبادة موضوعًا كبيرًا بالنسبة لي، وللمجتمع الذي كنت فيه ولعائلتي. كانت هذه قضية كبيرة".

وتضيف موضحة: "جزء مما تعلمته هو أن الإبادة الجماعية ليست مسؤولية من يرتكبونها فقط، إنها أيضًا مسؤولية من يقفون متفرجين. لقد سمعت هذا كثيرًا، وأصبح جزءًا من تكويني أن لا نقف مكتوفي الأيدي بينما تحدث الإبادة الجماعية".

وتختم ستاين حديثها في المقابلة فيما يخص حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال في غزة، بالقول: "أنا مهتمة جدًا بهذا الأمر لأنه يمثل تحديًا لي ولمفهومي للعالم. علينا أن نتحرك. لأن مصير غزة هو مصيرنا جميعًا"، وتضيف: "هذا هو مستقبلنا. هل نقبل بتطبيع التعذيب وقتل الأطفال على نطاق واسع؟ هل نقبل بتدمير القانون الدولي وحقوق الإنسان؟ لا يمكننا فعل ذلك، خاصة في وقت نرى فيه نجمنا ينطفئ نوعًا ما".