حذر المسؤول الأممي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، من كون الأزمة القائمة حاليًا في غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل، تُعد "الأسوأ على الإطلاق"، وذلك خلال مقابلة له مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
ويشرح مارتن غريفيث السبب وراء عبارة "الأسوأ على الإطلاق"، بالقول: "تعاني العديد من الأماكن من معاناة فظيعة، ولكن على الأقل يمكن للمتضررين الفرار. في غزة لا يستطيع الناس المغادرة... لا يمكن لأي عائلة أن تخطط لمستقبلها... أرى هذه الأشياء في جميع أنحاء العالم، لكن هذا يتجاوز مخيلتي. وسوف تزداد سوءًا".
لا يرى غريفيث أي دليل على أن الهجوم الإسرائيلي في جنوب غزة أكثر "دقة" منه في الشمال
وأشار المسؤول الأممي، إلى الكارثة الإنسانية التي تنتج عن العدوان الإسرائيلي، تدخل إلى مرحلة جديدة، موضحًا: "المرض والجوع هو الذي بدأ يصبح السبب الرئيسي للوفاة والحرمان. وقد يكون عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض أضعاف عدد الوفيات الناجمة عن القتال والضربات الجوية. ولكن ربما تم أيضًا تقدير عدد الضحايا. لم نر بعد ما هو تحت الأنقاض. هذه التقديرات تشير إلى مقتل [حوالي 18000]، بمجرد أن تبدأ بالحفر تحت الأنقاض، تتغير الإحصائيات بشكل جذري".
ولا يرى غريفيث أي دليل على أن الهجوم الإسرائيلي في جنوب غزة أكثر "دقة" منه في الشمال، قائلًا: "لقد شعرت بخيبة أمل... لقد وعدونا بهذا. لقد بذل الأمريكيون الكثير من الدبلوماسية في هذا الشأن. وحقيقة الأمر أننا لم نشاهد ذلك مطلقًا في الجنوب، بل على العكس من ذلك، فقد شهدنا زخمًا أكبر".
وتحدث المسؤول الأممي، عن إعداد خطة من عشر نقاط، ترتكز "على قدر أكبر من ضبط النفس الإسرائيلي، لكنّ مصيرها كما يقول مارتن غريفيث: "لقد ألقيتها للتو في سلة المهملات... لقد كنت أحمقًا حتى عندما اعتقدت أن ذلك كان معقولًا... نلتفت ونكتشف الحقيقة: الحرب لم تنته بعد، ولم ينته نصفها... لا أعتقد أننا وصلنا إلى منتصف الطريق بعد. أمامنا أسابيع وأسابيع قبل أن تنتهي هذه الحرب الوحشية".
وأضاف: "لا توجد في غزة أي من الأسس الطبيعية والسليمة التي تراها في جميع أنحاء العالم للعمليات الإنسانية في أماكن مثل سوريا وأفغانستان. ليس لدينا أماكن آمنة للعمل منها – حيث يمكن للناس التجمع بأمان لتلقي المساعدة والحماية. وتعلق "فايننشال تايمز"، بالقول: "من الصارخ أن نسمع أن سوريا وأفغانستان تعتبران أمثلة إيجابية".
أمّا عن النقاشات المبكرة عن حكم غزة، وإمكانية مشاركة الأمم المتحدة، قال إن "ذلك سيكون، غير عملي، لكن هناك خيارات أخرى، بما في ذلك بعثات مراقبي الأمم المتحدة".
كما نقاش المسؤول الأممي إمكانية المحاسبة بعد الحرب، بالقول: "إن الإفلات من العقاب أكبر من أي وقت مضى. والإفلات من العقاب على قتل العاملين في مجال المساعدات الإنسانية أكبر من أي وقت مضى... وقد شهدنا الإفلات من العقاب متفشيًا في هذه الحرب. هل يمكن أن تأتي المساءلة من خلال المحكمة الجنائية الدولية، أو أطر جديدة؟ يقول غريفيث إن المحاكم الخاصة لديها أفضل سجل في تحقيق المساءلة. ربما تكون هناك حاجة لمحكمة خاصة [لغزة]".