مستقبل إنترنت الأشياء من الموضوعات الشيقة التي تعد محورًا للنقاش في الوقت الحاضر في سوق التكنولوجيا، إذ من المحتمل أن يكون مستقبل بلا حدود، وأن يدخل في جميع المجالات بحيث يصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ويعود ذلك إلى التطور الكبير في تكنولوجيا المعلومات، والسعي الدائم من قبل خبراء التكنولوجيا نحو تطوير إنترنت الأشياء وتقنياته والمجالات التي يمكن استخدامه فيها، وفي هذا المقال سنعرض تفاصيل أكثر حول التنبؤات عن مستقبل إنترنت الأشياء.
تنبؤات حول مستقبل إنترنت الأشياء
فيما يأتي أبرز تنبؤات خبراء التكنولوجيا حول مستقبل إنترنت الأشياء:
-
زيادة عدد أجهزة إنترنت الأشياء
من المتوقع أن يصل عدد أجهزة إنترنت الأشياء بحلول عام 2025م إلى حوالي 21 مليار جهاز، وهو ما يعد زيادة كبيرة عن السنوات السابقة تثبت النمو السريع لتقنيات وأنظمة إنترنت الأشياء، ففي عام 2016م كان عدد أجهزة إنترنت الأشياء ما يقارب 4.7 مليار فقط، فيما ازداد العدد ليصل في عام 2021م إلى 11.6 مليار جهاز إنترنت أشياء، ومن المتوقع أن تستمر تلك الأعداد بالزيادة في السنوات المقبلة.
-
زيادة أعداد المدن والمنازل الذكية
لا شك بأن المدن والمنازل الذكية تعد من أهم الأمثلة على إنترنت الأشياء، لذا فمن المتوقع أن تزداد أعداد تلك المدن والمنازل المعتمدة على إنترنت الأشياء في السنوات المقبلة، فلن يكون المستهلكون هم الوحيدون الذين يستخدمون أجهزة إنترنت الأشياء، وإنما ستتبنى المدن والشركات تلك التقنية لتوفير الوقت والمال، وهذا يعني أن المدن ستكون قادرة على أتمتة البيانات وإدارتها عن بعد، وجمعها من خلال عدة تقنيات مثل؛ كاميرات الفيديو، وسيارات الأجرة، وأنظمة المراقبة، ومحطات تأجير الدراجات وغيرها العديد.
يتجه العالم اليوم نحو إنشاء المستشفيات الافتراضية نتيجة زيادة أعداد كبار السن في المجتمعات خاصة الأوروبية
-
إنتاج سيارات أكثر ذكاءً
سيؤدي استخدام شبكات الجيل الخامس من الإنترنت وتقنيات إنترنت الأشياء إلى تحويل صناعة السيارات إلى مستويات أعلى، بحيث ستتطور السيارات ذاتية القيادة، وستصبح السيارات الجديدة عبارة عن جهاز إنترنت أشياء قادر على جمع البيانات وتحليلها والتواصل مع أجهزة إنترنت الأشياء الأخرى، بما في ذلك المركبات الأخرى ذات التقنيات العالية.
-
زيادة الهجمات السيبرانية على أجهزة إنترنت الأشياء
لا شك بأن التطور المتزايد لتلك التقنية سيجعل منها هدفًا مغريًا للمهاجمين السيبرانيين، ففي عام 2016م تعرف العالم على أول برنامج ضار لإنترنت الأشياء، والذي كان عبارة عن سلسلة من البرامج الضارة التي يمكن أن تضر بالأجهزة المتصلة؛ كمسجلات الفيديو الرقمية، وكاميرات الأمان وغيرها، وقد تمكنت تلك البرامج الضارة من الوصول إلى الأجهزة من خلال استخدام كلمات مرور افتراضية وأسماء للمستخدمين.
وبعد ذلك، حولت تلك البرامج الضارة الأجهزة المتضررة إلى شبكة من الروبوتات التي يمكن التحكم بها لإجراء الهجمات السيبرانية، وانتهى الأمر بانهيار إحدى أكبر شركات استضافة مواقع الويب في العالم، الأمر الذي أدى إلى توقف مجموعة كبيرة من مواقع الويب والخدمات الرئيسية لساعات، وتسمى تلك السلالة الخاصة من البرامج الضارة بالبرامج مفتوحة المصدر، والتي يكون فيها الكود متاحًا لأي شخص وبإمكانه التعديل عليه، لذا فمن المتوقع أن يزداد هذا النوع من الهجمات مع التطور في إنترنت الأشياء واستخدامه في مجالات عديدة.
-
تطور إنترنت الأشياء في القطاع الطبي
يمكن لأجهزة إنترنت الأشياء في مجال الرعاية الصحية مراقبة المرضى عن بعد ومساعدة الأطباء في إجراء تشخيصات دقيقة للأمراض وجمع البيانات الخاصة لأغراض البحث وتطوير علاجات جديدة، ويتجه العالم اليوم نحو إنشاء المستشفيات الافتراضية نتيجة زيادة أعداد كبار السن في المجتمعات خاصة الأوروبية، بحيث يبقى المرضى في منازلهم وتتم مراقبتهم إلكترونيًا من موقع مركزي، كما من المتوقع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع أجهزة الرعاية الصحية لتحويل بيانات المرضى إلى تقارير يمكن للأطباء قراءتها، كما أنه من المتوقع أن ينمو سوق الرعاية الصحية عبر إنترنت الأشياء إلى حوالي 150 مليار دولار في عام 2024م لتصل إلى ما يقارب 289 مليار دولار بحلول عام 2028م.
-
تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي الداعمة لإنترنت الأشياء
أصبحت تطبيقات إنترنت الأشياء جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بحيث أصبحت منتشرة في كل مكان حولنا، مثل الساعات الذكية، والمنازل الذكية وغيرها، إذ يركز إنترنت الأشياء على الأجهزة التي تتفاعل باستخدام الإنترنت، فيما يجعل الذكاء الاصطناعي الأجهزة تتعلم من بياناتها وتجاربها، وبالتالي فمن المتوقع الجمع بين الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء بحيث تصبح تلك التقنيات مفيدة للصناعات والشركات والاقتصادات المختلفة، من خلال إنشاء آلات ذكية تحاكي السلوك الذكي وتكون قادرة على اتخاذ قرارات جيدة.
ومن الجدير بالذكر، أنه يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الداعمة لإنترنت الأشياء أن تقدم حلولًا تجارية، بحيث تساعد الشركات على اتخاذ قرارات استثمارية جيدة في المستقبل، ومن المتوقع أن يصل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي إلى المزيد من الصناعات والأعمال للمساعدة في أتمتة العمليات وتقليل وقت التوقف عن العمل، بالإضافة إلى تقليل تكاليف التشغيل وزيادة جودة وكفاءة العمل، ومن الأمثلة على دمج تقنيتي الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء؛ السيارات ذاتية القيادة، والروبوتات المستخدمة في التصنيع، وأجهزة قياس الحرارة الذكية.
التطور في شبكات الإنترنت وظهور شبكة الجيل الخامس سيساعد على تطور إنترنت الأشياء
-
ارتفاع الطلب على الأجهزة المنزلية الذكية
تتكون الأجهزة المنزلية الذكية من مجموعة واسعة من التقنيات المترابطة معًا بواسطة إنترنت الأشياء، والتقنيات الصوتية، والواقع المعزز، والواقع الافتراضي، وقد كان هناك اعتماد كبير على تلك الأجهزة في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن يستمر الطلب على تلك الأجهزة بالزيادة نظرًا لرغبة الناس في جعل منازلهم أكثر تفاعلية وأمانًا، كما يعد الاستهلاك المتزايد للطاقة من الأسباب الأخرى لنمو سوق الأجهزة المنزلية الذكية.
-
زيادة أمان وذكاء أجهزة التوجيه
نظرًا لأن معظم أجهزة إنترنت الأشياء الاستهلاكية موجودة في المنزل ولا يمكن تثبيت برامج أمان عليها، فقد تكون عرضة للهجمات السيبرانية، إذ تعمل الكثير من الشركات المصنعة على طرح منتجاتها من إنترنت الأشياء في الأسواق بسرعة كبيرة دون الأخذ بعين الاعتبار أهمية إضافة ميزات أمان عليها.
وهنا يظهر دور جهاز التوجيه المنزلي الغاية في الأهمية، الذي يعد نقطة دخول الإنترنت إلى المنزل، والذي لديه القدرة على توفير الحماية عند الدخول إلى الأجهزة المتصلة بالإنترنت، إذ يوفر حماية لكلمة المرور وجدران الحماية، بالإضافة إلى السماح لأجهزة معينة بالوصول إلى شبكة الإنترنت الخاصة بالمنزل، لذا فمن المتوقع أن يستمر صانعو أجهزة التوجيه في البحث عن طرق جديدة لتعزيز أمان أجهزة إنترنت الأشياء.
-
تعزيز نمو إنترنت الأشياء عبر شبكات الجيل الخامس
لا شك بأن التطور في شبكات الإنترنت وظهور شبكة الجيل الخامس سيساعد على تطور إنترنت الأشياء، إذ ستواصل شركات الاتصالات اللاسلكية تطوير شبكات الجيل الخامس (5G)، والتي ستصبح أسرع وذات قدرة أكبر على توصيل المزيد من الأجهزة الذكية في الوقت ذاته، مما يعني أنه سيتم جمع البيانات بواسطة الأجهزة الذكية وتحليلها وإدارتها بشكل أفضل، كما سيؤدي ذلك إلى تعزيز الابتكار في الشركات المختصة بتصنيع أجهزة إنترنت الأشياء، مما سيزيد من طلب المستهلكين على المنتجات الجديدة.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن مستقبل إنترنت الأشياء سيكون مزدهرًا مع وجود مجموعة من التقنيات الجديدة وإمكانية الوصول إلى المعلومات التي لم نكن نعتقد أنها ممكنة في أي وقت مضى، كما سيشهد هذا المجال تحولات هائلة في كيفية تنظيم البيانات ووجود تشريعات وقوانين أمنية أفضل، ليصبح إنترنت الأشياء العمود الفقري للعديد من التقنيات التي ستغير الطريقة التي نعيش فيها.