ألترا صوت - فريق التحرير
تحت عنوان "أصوات"، أطلقت "دار النهضة العربية" في الأول من شباط/ فبراير الحالي، مشروعها لدعم إصدار الشعر ونشر نتاج الشعراء العرب. وتسعى الدار عبر مشروعها هذا إلى تقديم شعراء عرب جُدد إلى المشهد الثقافي العربي، وإمداد المكتبة العربية بإصدارات شعرية جديدة، وبالتالي ضمان بقاء الشعر في متن المشهد الأدبي العربي، باعتباره وسيلة تؤرخ لعلاقة الفرد بذاته ومحيطه، بالإضافة إلى موقفه وموقعه من الأزمات والحروب والتحولات السياسية والاجتماعية في المنطقة العربية.
يسعى القائمون على مشروع "أصوات" إلى تقديم شعراء عرب جُدد إلى المشهد الثقافي العربي، وإمداد المكتبة العربية بإصدارات شعرية جديدة
"لا ماء يكفي الغرقى"، عنوان المجموعة الشعرية الصادرة حديثًا للشاعر اللبناني محمد رضا، وهي أولى إصدارات "دار النهضة العربية" ضمن مشروعها الجديد "أصوات"، كما أنها المجموعة الشعرية الأولى لمحمد رضا، وتضم قصائد متنوعة المواضيع والاتجاهات، تتنقل ما بين العوالم الداخلية للإنسان ومحيطه، وتبحث في علاقته مع ذاته من جهة، والعالم من جهةٍ أخرى، في ظل الأزمات القائمة في المنطقة.
اقرأ/ي أيضًا: كتاب "الأراضي المفرغة".. عن تفريغ النقب من السكّان الأصليين
في واحدة من قصائد المجموعة الموزعة على 107 صفحات، يكتب رضا: "أنا طائر صغير بريشة واحدة/ لي موت مؤجل أخبئه على الغصون/ كي تكبر من بعدي/ أنا طفل أعرج/ لم أرسم شجرة العائلة في دفتر التلوين/ لأن أمي ضاعت في الحقل/ وهي تجمع جذورنا/ أنا يد ناعمة/ تصفق لكل الأغنياء الذين يمرون في الحي/ بأزيائهم السخيفة/ ووجوههم الحادة/ وابتساماتهم الشرهة/ لأن طفلًا حزينًا قد كبر في داخلي/ وهو يجمع القطع النقدية من العمل في المقاهي والمطاعم/ والرقص على الأرصفة/ ليشتري قفازًا لأنه يخشى على أصابع دميته من البرد".
وإلى جانب "لا ماء يكفي الغرقى"، تستعد "دار النهضة العربية" لإصدار مجموعات شعرية أخرى لشعراء عرب من جنسيات مختلفة، منها مجموعة "ثلاثة وعشرون عامًا في الوحل" للشاعر المغربي عثمان الدردابي، ومجموعة بعنوان "هارمونيكا السفينة، نشاز الطوفان" للشاعر اللبناني علي شمس الدين، بالإضافة إلى "أغنيات لليوم التالي" للشاعر العراقي صفاء سالم إسكندر، و"ظلٌّ يظن نفسه شخصًا" للشاعر اللبناني باسل الأمين.
يُقدّم هؤلاء الشعراء في مجموعاتهم هذه قصائد مختلفة، تُعالج مواضيع متنوعة الاتجاهات، تلامس غالبًا ما يعيشه الإنسان العربي بشكلٍ عام، والشباب بشكلٍ خاصٍ، في أيامنا هذه، مما يجعلها قصائد تسعى إلى تقليص المسافة بينها وبين القارئ نتيجة ارتباطها الوثيق بالتفاصيل اليومية المُعاشة من جهة، والقضايا التي تعنيه وتشغله في اللحظة الراهنة من جهةٍ أخرى.
اقرأ/ي أيضًا:
كتاب "تنوير عشية الثورة".. اللحظات الحاسمة للتنوير بين مصر وسوريا