23-أبريل-2016

عبد الله حبيب

أطلق مجموعة من المثقفين العرب بيانًا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالبوا فيه السلطات العمانية بالإفراج الفوري وغير المشروط، عن الشاعر والكاتب والناقد السينمائي عبد الله حبيب، على خلفية كتابته منشورًا على حسابه الشخصي على موقع (فيسبوك)، طالب فيه الحكومة العمانية بالكشف عن مقابر مقاتلي "جبهة التحرير الشعبية" ذات التوجهات الماركسية، التي ناضلت في ستينيات القرن الماضي ضد الضرائب الباهظة التي فرضها السلطان سعيد بن تيمور.

سجنت السلطات العُمانية عبد الله حبيب بسبب منشور، طالب فيه بالكشف عن مقابر مقاتلي "جبهة التحرير الشعبية" 

ووصف البيان ،الذي وقع عليه شخصيات ثقافية بارزة في الوسط العماني، حبيب بأنه لم يكن "إلا مناضلًا نزيهًا وإنسانًا ملتزمًا بحق الإنسان في التعبير عن آرائه ومعتقداته وأفكاره بحرية وعبر مختلف وسائل الإبداع الفكري والفني والسينمائي، عاش منحازًا على الدوام لثقافة الحب والخير والجمال، مشتغلًا بدأب وإخلاص على مشروعه التنويري الحالم بوطن العدالة والمساواة".

اقرأ/ي أيضًا: سلامة كيلة.. هكذا هي "التراجيديا السورية"

وأدان البيان "جميع أشكال الانتهاكات" الممارسة من قبل السلطات الأمنية في سلطنة عمان، التي تستهدف "الآراء المخالفة لمزاجها من قبل المواطنين وخاصة تلك الآراء والأفكار التي يصدح بها الكتاب والمثقفون من منطلق حقهم الإنساني وواجبهم الأخلاقي"، وطالب بالإفراج عن المغيبين في المعتقلات السرية، دون أي ضمانات قانونية، مع إبقاء فترة اعتقالهم مفتوحة، وتوقف السلطات العمانية عن حشد "أسماء وهمية عبر وسائل التواصل الالكترونية مهمتها التشهير وإثارة الشكوك والاغتيال الاجتماعي لكل صاحب رأي وكاتب ومثقف وناشط أعلن رأيًا مخالفًا في وجه السلطات المسيطرة".

وكان صاحب "صخرة عند المصب"، كتب على حسابه الشخصي قبل اعتقاله بأيام، منشورًا طالب فيه السلطة العمانية بـ "الإفصاح عن أماكن دفن الشهداء الذين تم إعدامهم ("مجموعة 72" و"مجموعة 74") حيث إن الجبهة الشعبية قد انتهت ولم تعد مصدر تهديد سياسي أو عسكري للسلطة"، وهو ما أثار حفيظة الرقيب الأمني العُماني.

وعلى الرغم من أن المنشور لم يحمل أي صيغة هجومية على السلطات العمانية، إنما حمل واجب الكاتب والمثقف الأخلاقي كما يراه حبيب، تجاه القضايا الإنسانية التي تمس المجتمع عامًة، ومنها التعامل مع أسر قتلى "جبهة التحرير الشعبية"، وهو ما اتبعها بمنشورات لاحقة توضح رؤيته مما حصل خلال "ثورة ظفار"، وهو ما أثار حفيظة السلطات العمانية على نبشه في المجهول، الذي قد يفتح عليها أبوابًا لا تزال مغلقة حتى الوقت الحالي.

اقرأ/ي أيضًا: عماد بزّي.. من زواريب بيروت المنسية وعنها

لم يحمل منشور عبد الله حبيب أي صيغة هجومية، إنما حمل واجب الكاتب والمثقف الأخلاقي

ولعل ما حدث مع حبيب ليس بالجديد على سياسة قمع الحريات العامة في المنطقة العربية، إذ لا تزال حادثة اعتقال الشاعر الفلسطيني أشرف فياض، بحجة التعرض للذات الإلهية، ومحاكمة المدون السعودي رائف بدوي، بتهمة الردة في المملكة العربية السعودية، إلى حوادث منع كتب في معارض الكتاب في الخليج العربي؛ شاهدًا حيًا على سياسة كم الأفواه بحق كل من يطالب بعض الحكومات الخليجية خصوصًا، والعربية عمومًا، بالمزيد من الحريات الفكرية، والديمقراطية السياسية. 

يشار إلى أن الكاتب عبد الله حبيب المعيني، من مواليد 1 كانون الثاني/يناير 1964، حصل على شهادة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة سان دييغو ستيت عام 1992، وشهادة الماجستير في الدراسات السينمائية والثقافية من جامعة تكساس عام 1998، وشهادة الدكتوراه في الدراسات النقدية السينمائية من جامعة كاليفورنيا عام 2005، وكان من أبرز المشاركين في احتجاجات عام 2011، ومن ضمن المشاركين في الاعتصام الذي نظم في ساحة الشعب، أمام مجلس الشورى العماني. 

اقرأ/ي أيضًا:

جابرييلا ميسترال.. أكثر من وجه

ماذا سيبقي من أعراس قسنطينة؟