09-يوليو-2024
يعتبر سكان برشلونة أن للسياحة في مدينتهم انعكاسات سلبية (منصة إكس)

يعتبر سكان برشلونة أن للسياحة في مدينتهم انعكاسات سلبية (منصة إكس)

تظاهر أكثر من ثلاثة آلاف شخص في مدينة برشلونة احتجاجًا على ما وصفوه بـ "سياحة مفرطة"، التي بحسبهم لها انعكاسات سلبية على سكان المدينة.

ودعت أكثر من 150 مجموعة ومنظمة وحركة اجتماعية إلى الخروج إلى شوارع مدينة برشلونة، مساء السبت الماضي، وهتف المتظاهرون "أيها السائحون، عودوا إلى دياركم"، مطالبين بتغيير النموذج الاقتصادي للمدينة. 

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "برشلونة ليست للبيع" و"كفى لنضع قيودًا على السياحة"، فيما أظهرت لقطات مصورة قيام متظاهرين باستخدام مرشات مياه على شكل مسدسات ضد بعض السياح، كما قام متظاهرون بإغلاق بعض شرفات المطاعم والفنادق في برشلونة.

دعت أكثر من 150 مجموعة ومنظمة وحركة اجتماعية إلى الخروج إلى شوارع مدينة برشلونة، مساء السبت الماضي، وهتف المتظاهرون "أيها السائحون، عودوا إلى دياركم

ويقول المحتجون إن المدينة تحولت تمامًا لخدمة السياح، ولم تعد مدينة لمواطنيها، متعهدين باتخاذ إجراءات للحد من السياحة قبل موسم الاصطياف الذي من المتوقع أن يسجل أرقامًا قياسية جديدة في كل من العاصمة الكتالونية وإقليم كتالونيا الأوسع.

وتعتبر مدينة برشلونة الوجهة السياحية الأولى في إسبانيا، وثاني وجهة سياحية شعبية في العالم، إذ تستقبل سنويًا 32 مليون سائح، لكن هذه الأرقام جاءت بمردود عكسي على سكان المدينة الذين اعتبروا ذلك "نقمة" على حياتهم اليومية، فقد تسبب زيادة السياح في المدينة إلى ارتفاع أسعار الإيجارات بنسبة تصل إلى 68 % خلال العقد الماضي، وفقًا لمجلس مدينة برشلونة، كما ازدادت عدد الوحدات السكنية المعروضة على السياح الأجانب على حساب سكان المدينة المحليين.

بالإضافة لذلك، اعتبر المحتجون أن السياحة لها تأثير سلبي وضار على البيئة والتجارة المحلية وظروف عمل سكانها المرتبطة بالخدمات والضيافة.

وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، أن الإيجار في برشلونة والمدن الشعبية الأخرى مثل مدريد ارتفع بنسبة 18 % في حزيران/يونيو مقارنة بالعام الماضي.

وقال أحد المتظاهرين لرويترز: "لقد تحولت المدينة بالكامل للسياح، وما نريده هو مدينة للمواطنين وليس في خدمة السياح".

فيما قال أحد المحتجين لوكالة "فرانس برس": إن "الكثير من الأماكن العاملة بقطاع السياحة مثل المطاعم والفنادق تجني أموالًا طائلة من السياح، لكن بعض السكان المحليين في وضع سيئ للغاية وليس لديهم ما يكفي من المال للعيش. هذه مشكلة".

مهاجمة سياح في برشلونة

بدوره، عبر أحد سكان برشلونة عن قلقه من مشاكل السياحة المرتبطة بالمضاربة، قائلًا: "الإسبان لهم الحق في الحصول على سكن لائق".

أما المتحدث باسم رابطة "جيران الحي القوطي" والناشط ضد "السياحة المفرطة" مارتي كوسو، فقال "نريد أن يعطي النموذج الاقتصادي للمدينة الأولوية لاقتصادات أخرى أكثر عدلًا، ومن أجل ذلك نعتبر أن علينا تقليل السياحة."

وهو نفس الموقف الذي تبناه جوردي غيو، وهو عالم اجتماع من برشلونة، الذي أخبر 'فرنس برس"، بأنه "ليس لدينا شيء ضد السياحة، لكننا نعارض السياحة المفرطة لأنها تجعل المدينة غير صالحة للعيش".

يذكر أن عمدة مدينة برشلونة، جاومي كولبوني، قد  تعهد، الشهر الماضي، بوضع سياسات عامة للحد من تزايد عدد السياح للمدينة، وقال: "هناك حاجة إلى مزيد من المعروض من المساكن، والتدابير التي نقدمها اليوم هي توفير المزيد من السكانات حتى لا تضطر الطبقة الوسطى العاملة إلى مغادرة المدينة لأنها لا تستطيع تحمل تكاليف السكن".

كما أعلن مجلس مدينة برشلونة مؤخرًا عن خطة جذرية لتخليص المدينة من تراخيص الشقق السياحية البالغ عددها حوالي 10 آلاف شقة سياحية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ويسعى هذا الإجراء إلى معالجة أزمة السكن المحلية المتنامية، والتي تتفاقم بشكل خاص في المدن السياحية مثل برشلونة. وسيعطي هذا الإجراء الأولوية للاستخدام السكني على الاستخدام السياحي في واحدة من أكثر المدن الأوروبية زيارة.

ووفقًا لوكالة "بلومبرغ"، لن يغير هذا الإجراء الوضع بين ليلة وضحاها، معابرةً أن هذه المشاكل تستغرق وقتًا لحلها، لكن مع هذه التدبير، يمكن القول بأن هذا يمثل نقطة تحول.