معرض عمان الدولي للكتاب يختتم فعالياته.. تراجع في أعداد الزوار وحضور لافت للرقابة

اختتمت مساء أمس السبت، 10 أيلول/سبتمبر فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب في دورته الحادية والعشرين، والذي شهد مشاركة حوالي 400 دار نشر محلية ودولية من اثنين وعشرين دولة.

المعرض أقيم تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، ونظمه اتحاد الناشرين الأردنيين تحت رعاية وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى

المعرض الذي أقيم تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، نظمه اتحاد الناشرين الأردنيين تحت رعاية وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى، وامتد طوال الأيام العشر الأولى من شهر أيلول/سبتمبر، وقد شهد فعاليات ثقافية وندوات وأمسيات شعرية وقصصية. إدارة المعرض اختارت المفكر والكاتب الدكتور وليد سيف شخصية للمعرض احتفاء بأعماله الأدبية والدرامية، كما اختارت دولة الكويت ضيف شرف.

اقرأ/ي أيضًا:

وليد سيف.. 5 مسلسلات أساسية

أعداد زوار مخيبة وكتب للفرجة

شهدت المساحات المخصصة للندوات فعاليات ثقافية صباحية ومسائية امتدت طوال أيام المعرض، إلا أن الزائر ما إن يدخل أيا من الفعاليات حتى يلاحظ ضعف الإقبال من الزوار، فالفعالية الأهم التي عقدت في ثالث أيام المعرض واستضافت الكاتب وليد سيف، لم يحضرها إلا مئتا شخص في أبعد التقديرات، في حين شهدت الفعاليات الأخرى أعدادا أقل بكثير.  

الإقبال على المعرض كان أقل مما كان عليه الحال في الدورات السابقة له، فقد انخفض بمقدار 5% إلى 10% بالمقارنة مع العام الماضي بحسب متابعين، وتقدر إدارة المعرض عدد الزوار أيام عطلة نهاية الأسبوع بعشرة آلاف زائر يوميا، في حين بلغ عددهم في الأيام الباقية ما بين خمسة آلاف إلى سبعة آلاف زائر يوميا.

جبر أبو فارس، مدير المعرض ورئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، أرجع انخفاض أعداد الزوار بالمقارنة مع السنوات السابقة إلى موعده الذي جاء مع بدء العام الدراسي، وهو ما أيده أصحاب دور نشر مشاركة. في حين يرى بعض الزوار ممن قابلناهم أن قلة الفعاليات الثقافية وضعف الترويج للمعرض وفعالياته كان له دور كبير في تراجع أعداد زواره، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها معظم الأردنيين. 

فقد اشتكى الزوار من ارتفاع أسعار الكتب، والذي عزاه أصحاب دور النشر إلى الارتفاع العالمي في أسعار الورق والطباعة والشحن، بالإضافة إلى ارتفاع ضريبة المبيعات على المواد اللازمة في هذا الصناعة.

المعرض أقيم هذا العام في المركز الأردني للمعارض الدولية في أحد المولات التجارية، مع أنه ظل يقام طوال سنوات في معرض عمان الدولي للسيارات في شارع المطار، وهو ما أثر على حجم الزوار.

يقول بلال الشلول، صاحب دار الكتاب الثقافي الأردنية، إن "المتفرجين هذا العام أكثر من المشترين"، إذ إن جزءا كبيرا من الزوار هم من رواد المركز التجاري ويحضرون إلى المعرض بدافع الفضول فقط.

مقص الرقيب يزور المعرض

أثار قرار لوزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار نشر يوم الثلاثاء باستبعاد الكاتب الصحفي الساخر أحمد حسن الزعبي من منصة المتحدثين في إحدى فعاليات المعرض عن الأدب الساخر، استياء الكثيرين.

يقول منظمو المعرض أن اسم الزعبي كان مطروحا في البداية من قبل وزارة الثقافة، إلا أنه "تم التواصل معه أكثر من مرة قبل بدء المعرض لتثبيت حضوره لكنه لم يرد"، بحسب أبو فارس، وهو ما دفع إلى إلغاء استضافته، وأن الفعالية ظلت قائمة بضيوفها الآخرين، وهي الرواية نفسها التي جاءت على لسان أمين عام وزارة الثقافة بالوكالة، الدكتور أحمد راشد.

من ناحيته، نفى الزعبي ذلك وقال إن "أحد المنظمين اتصل معه وتم الاتفاق على موعد الندوة وتم نشر البروشور بناء على الاتفاق، وبناء على كلام عضو اللجنة الثقافية أكرم سلامة تم إلغاء اسمي بناء على طلب من وزيرة الثقافة".

الناشر أكرم سلامة، عضو اللجنة الثقافية في معرض الكتاب، كان قد قال لموقع العربي الجديد إنه قبيل ساعات من الافتتاح "طلبت وزيرة الثقافة هيفاء النجار من الهيئة الإدارية للاتحاد شطْب مشاركة الكاتب أحمد حسن الزعبي في ندوة ينظّمها المعرض في التاسع من الشهر الجاري بعنوان "أثر الأدب الساخر في توعية المجتمع" لأسباب تتعلّق بمواقفه السياسية المعارضة، وتمّت الموافقة على طلبها".

هذا الإعلان عن شطب مشاركة الزعبي أعقبته سلسلة من الانسحابات من مشاركين في الندوة.

في سياق متصل، كان الكاتب الأردني أيمن العتوم قال في أول أيام المعرض أن روايته "صوت الحمير" سحبت من المعرض بناء على رأي لدائرة الإفتاء التي عرضت عليها الرواية عبر دائرة المطبوعات، إذ قالت دائرة الإفتاء أن الرواية "تسيء إلى الأئمة والأعراف والأديان". وقد أعرب العتوم عن استغرابه للقرار وشدد على أن الرواية تباع في معظم الدول العربية من دون منع.

من ناحيتها، أصدرت رابطة الكتاب الأردنيين بيانا استغربت فيه من عدم دعوتها لحضور حفل افتتاح المعرض ومن منع كتاب العتوم وإلغاء مشاركة الزعبي. وبحسب البيان، فإن هذه الإجراءات التي وصفها بالقمعية والإقصائية تنتهك "أبسط القواعد الدستورية والأخلاقية والإنسانية، والنهج الوطني بحرية الرأي والتعبير والاحترام المتبادل بين المؤسسات الوطنية."

كما استنكرت الرابطة تلك الإجراءات ودعت إدارة المعرض إلى "إعادة حساباتها حفاظا على العلاقات الودية بينها وبين الرابطة وأعضائها، كي لا تؤول الأمور إلى المزيد من التوتر والتصعيد". 

اقرأ/ي أيضًا:

وليد سيف شخصية معرض عمّان للكتاب 2022

منع فيلم مينيونز الجديد في لبنان بسبب "راهبة شريرة".. ما القصة؟

قواميس أجنبية وكتب تلوين: ماذا تعرف عن الكتب الممنوعة في السجون الأمريكية؟

منع الكتب في الكويت.. "مهزلة" مستمرة