06-فبراير-2024
صفقة تبادل للأسرى

(Getty) تتمسك المقاومة في طرح وقف إطلاق النار من أجل التقدم في صفقة تبادل

وصل تناول ملف صفقة تبادل الأسرى واتفاق باريس الإطاري بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، إلى الصدارة من جديدة، في ظل ترقب رد المقاومة الفلسطينية على المقترح.

وأكد قيادي في حركة الجهاد الإسلامي في حديث لـ"الترا فلسطين"، يوم الإثنين، أن الفصائل الفلسطينية لم تسلم حتى اللحظة ردها على مقترح ورقة باريس، وأن الرد سيكون خلال الساعات القادمة في أقصى حد، نظرًا لاستمرار المباحثات المتبادلة بين الفصائل وتحديدًا مع حركة حماس.

المقاومة الفلسطينية ستقدم ردها على مقترح الإطار خلال اليوم، فيما تشير تعليقات نتنياهو إلى عدم رغبته في إنجاز صفقة تبادل

وأوضح القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الرد يتضمن رؤية المقاومة في تطبيق شروطها الأربعة بشكل تتابعي، والمتمثلة بـ"وقف إطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خارج غزة، ثم البدء بإعادة الإعمار، وبحث صفقة تبادل أسرى شاملة".

من جانبه، قال قيادي في حركة حماس: إنه "لا يوجد تغيير في موقف الحركة"، مؤكدًا "تمسكهم بضرورة إنهاء العدوان بشكل كامل".

وأضاف في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن "قرارًا مثل إبرام صفقة مع العدو لا بد أن يُتّخذ بتوافق تام بين فصائل المقاومة كونها شريكة".

وأشار إلى أنه "إذا لم يكن هناك اتفاق منذ اللحظة الأولى على وقف إطلاق نار دائم في أي طرح، فلا بد أن تكون الضمانات المحيطة بذلك واضحة، وهذا ما يجري الاتفاق بشأنه بين الفصائل". مشيرًا إلى أن "هذا المبدأ لا يوجد حوله أي خلاف، وما يجري حاليًا هو مزيد من التباحث لخروج الرد في الشكل المناسب، سواء كان قبول العرض المقدم أو رفضه، إذا لم يلبي تطلعات شعبنا".

ورجح القيادي في الحركة وصول وفد برئاسة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إلى القاهرة في غضون أيام قليلة للتباحث بشأن العرض المقدم، قبل إعلان الموقف الرسمي، لافتًا إلى أن الزيارة ستكون خلال الأسبوع الحالي.

وقبل عدة أيام، أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن النقاش والتشاور حول مقترح الإطار العام "يرتكز على أساس وصول المفاوضات إلى إنهاءٍ كلّيٍّ للعدوان الإرهابي على شعبنا الفلسطيني، وانسحاب كامل لجيش الاحتلال إلى خارج قطاع غزة". مضيفًا: "دراستنا للمقترح تستند أيضًا على رفع الحصار المستمر على القطاع منذ 17 عامًا، وتأمين إيواء النازحين وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وإنجاز صفقة تبادل جدّية للأسرى، والإقرار الدولي العملي بحق شعبنا بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".

وشدد على أن حركة حماس: "ستكون حيث مصلحة شعبنا الفلسطيني، وإنَّ أولويتنا اليوم هي رفع المعاناة عن أهلنا الصامدين في قطاع غزة، عبر الوصول إلى وقف كامل وشامل للعدوان، ورفع الحصار الظالم، وحماية شعبنا في الضفة، وحماية الأقصى والمقدسات، وحقوق شعبنا الفلسطيني، على طريق تحقيق آماله وتطلّعاته بالعودة والحرية والاستقلال، وبناء دولته الحرة وعاصمتها القدس".

والقضية الأساسية التي تسعى المقاومة الفلسطينية إلى معالجتها تتعلق تحديدًا في نهاية واضحة لمراحل صفقة تبادل الأسرى، ترتبط بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

المفاوضات قائمة

من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "خلافاً للانطباع بأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى عالقة، فإن الاتصالات مستمرة وخلف الكواليس هناك عمل مكثف بين الوسطاء".

وبحسب مصادر الصحيفة الإسرائيلية، فإن "المفاوضات ليست عالقة بل نشطة للغاية، لكن لا يوجد ضوء أخضر [أي من قبل المقاومة]. الوسطاء يعملون على مدار الساعة ولا يتوانون"، بحسب ما ورد.

في المقابل، خلال اجتماع كتلة حزب الليكود، يوم أمس، تناول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صفقة التبادل، وقال: صفقة أخرى "لن تتحقق بأي ثمن، ولحماس مطالب لن نوافق عليها". 

من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت: أقول بأوضح طريقة، المناورة البرية هي واحدة من أكثر الحروب تعقيدًا في تاريخ الحروب". وزعم أن "الضغط العسكري يشجع على حل حماس كهيئة حاكمة"، وفق قوله.

قال صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "خلافاً للانطباع بأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى عالقة، فإن الاتصالات مستمرة وخلف الكواليس هناك عمل مكثف بين الوسطاء".

بدوره، قال المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: "إن ردود حماس الأولية على الاقتراح لإطلاق سراح الأسرى ليست مشجعة. وبعد الرسائل المتضاربة في الأسابيع الأخيرة، يبدو أن قيادة المنظمة تطالب بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة كشرط للتوصل إلى صفقة جديدة. وليس من الواضح تمامًا ما إذا كان هذا شرطًا مسبقًا للإفراج عن أي أسير، أو ما إذا كان سيتم تنفيذه تدريجيًا على مدار الاتفاقية".

وأضاف: "تشير تعليقات نتنياهو المتشددة إلى أنه ليس لديه أي نية للموافقة على الصفقة"، مضيفًا: "لا تزال هزيمة حماس بعيدة المنال، الأمر الذي قد يكون بمثابة هزيمة لبايدن وخططه لليوم التالي".