26-أبريل-2024
مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي (الأناضول)

مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي (الأناضول)

أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة أن بعض ضحايا المقابر الجماعية المكتشفة في مجمع ناصر الطبي، بخانيونس جنوب قطاع غزة، قد سُرقت أعضاؤهم من قِبل جيش الاحتلال.

وجاء الإعلان بالتزامن مع انتشال 58 جثمانًا جديدًا من 3 مقابر جماعية مكتشفة حديثًا، ليرتفع عدد شهداء المقابر الجماعية في المجمع الطبي إلى 392 شهيدًا. وقد تم التعرف على هوية 42 بالمئة فقط من هذه الجثامين، فيما لم تُعرف هويات 58 بالمئة من جثث الضحايا بسبب تحللها وتنكيل جنود الاحتلال بها.

وطالب الدفاع المدني خلال، مؤتمر صحفي عقده في مدينة رفح، أمس الخميس، بتسليط الضوء على قضية المقابر الجماعية الثلاث، التي تم اكتشافها في مستشفى "ناصر" بمدينة خان يونس عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي منه في 7 نيسان/ أبريل الجاري.

وقال مدير الدفاع المدني في خانيونس، يامن أبو سليمان: "تم رصد 3 مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي تضم 392 جثة تظهر على بعضها آثار التعذيب، ومؤشرات أخرى لشبهات تنفيذ إعدامات ميدانية، ودفن بعضهم أحياءً". وأضاف أبو سليمان: "خلال البحث اكتشفنا جثث أطفال، لا نعرف سببًا لوجود جثث أطفال في المقابر الجماعية بمستشفى ناصر بخانيونس".

ارتفع عدد جثامين الشهداء الذين تم انتشالهم من المقابر الجماعية في مجمع ناصر الطبي إلى 392 جثمانًا

ولفت أبو سليمان إلى أن قوات الاحتلال: "دفنت عددًا من الجثث بمجمع ناصر في أكياس بلاستيكية على عمق 3 أمتار ما سرّع في تحللها"، إضافة إلى: "تكدس الجثث فوق بعضها البعض".

بدوره، قال مدير إدارة الإمداد والتجهيز بالدفاع المدني في قطاع غزة، محمد المغير، خلال المؤتمر، إنهم وجدوا في المقابر الثلاث جثثًا لضحايا بعضهم تم دفنه حيًا، والبعض الأخر تعرض للتعذيب قبل قتله، وأخرين قام الاحتلال بتشويه أجسادهم.

وعرض مقطع فيديو مصور يُظهر بعض جثث ضحايا المقابر الجماعية، حيث بدت عليهم علامات التعذيب والتكبيل بقيود بلاستيكية.

وكشف المغير أن طواقم الدفاع المدني بغزة: "وجدت بعض الجثث مربوطة الأيدي، والبطن مفتوحًا ومخيطًا بطريقة تخالف الطرق الاعتيادية لخياطة الجروح في قطاع غزة، مما يثير شبهات حول اختفاء بعض الأعضاء البشرية"، وأضاف: "تم أيضًا رصد جثة لأحد المواطنين يرتدي ملابس عمليات، مما يثير الشكوك حول دفنه حيًا".

وفي هذا الإطار، تم: "رصد جثة لطفلة مبتورة اليد والأرجل، وكانت ترتدي ملابس غرفة العمليات، مما يثير شكوكًا حول دفنها وهي على قيد الحياة".

وذكر مدير إدارة الإمداد والتجهيز أنه تم كذلك: "رصد تكبيل أيدي بعض الشهداء بمرابط بلاستيكية، وارتداؤها رداء أبيض استخدمه الاحتلال كملابس للمعتقلين في مستشفى ناصر، وتوجد علامات إصابة بطلق ناري بالرأس، مما يثير الشكوك على إعدامهم وتصفيتهم ميدانيًا".

وتابع: "رصدنا العديد من الجثث تم تغيير أكفانها ووضعها في أكفان جديدة لونها أسود وأزرق، وهي عبارة عن أكياس نايلون بلاستيكية تخالف الألوان المستخدمة في غزة، مما يثير الشكوك حول أن هدف الاحتلال من ذلك كان رفع حرارة الجثث من أجل تسريع عملية تحللها وإخفاء الأدلة".

وطالب المغير بفتح تحقيق دولي حول ما جرى في مجمع ناصر الطبي بسرعة، قائلًا: "تشير الأدلة إلى أن الاحتلال ارتكب جرائم ضد الإنسانية وقام بالإعدامات الميدانية في حرم مستشفى ناصر".

وناشد المغير الأمين العام للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بـ: "ضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في جرائم الإبادة الجماعية". معربًا عن استعداد الدفاع المدني: "للمشاركة بأي لجان دولية نزيهة أو حقوقية لإثبات الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، وكل الأدلة التي تم توثيقها نحن جاهزون لتقديمها للجان التحقيق الدولية المختصة".

من جهتها، طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية ذات العلاقة، بإرسال فرق متخصصة في الطب الشرعي ومعدات لازمة للبحث عن المفقودين والتعرف على الجثامين، خاصة أن أكثر من نصف عدد الجثامين التي تم العثور عليها في مجمع ناصر فقط، 292 جثمانًا لم يتم التعرف على هويتها.

وأكدت الحركة في تصريح صحفي أمس الخميس، على: "ضرورة تشكيل لجنة دولية مستقلة فورًا، للتحقيق في هذه الجرائم البشعة التي تتكشّف يومًا بعد يوم، من مقابر جماعية ضمت أجساد مرضى وجرحى مدنيين وأطفال ونساء، تعرّضوا لتنكيل وتعذيب وحشي، إضافة إلى مؤشرات على دفن بعضهم أحياء".

وحذرت الحركة في السياق ذاته، من أن: "التغاضي عن هذه الجرائم، والاستمرار في سياسة الحماية والتغطية عليها، وتمكين المجرمين من الإفلات من العقاب".

هذا وطالبت دول ومنظمات وتكتلات دولية بإجراء تحقيق في ملابسات هذه المقابر التي تم اكتشافها في خانيونس. فقد دعا الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيق شامل ومستقل في المقابر الجماعية المكتشفة عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق في قطاع غزة.

كما طالبت الولايات المتحدة من "إسرائيل" بإجابات بعد اكتشاف هذه المقابر الجماعية، وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان إن: "واشنطن تريد إجراء تحقيق شامل وشفاف في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة"، مطالبًا تل أبيب بتقديم إجابات.

وعبّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن فزعه، وقال إنه: "يشعر بالذعر من التقارير التي تتحدث عن وجود مقابر جماعية في مستشفى ناصر"، وأضاف أن: "تدمير أكبر مجمعين طبيين في قطاع غزة مرعب، ورغم الأدلة التي لا تقبل النقض، فإن إسرائيل تتنصل من مسؤوليتها وتعتبر أي اتهامات تطالها في هذا الشأن محاولات للتضليل".

بدورها، طالبت منظمة العفو الدولية بإجراء تحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة. مؤكدةً في منشور على حسابها في موقع "إكس"، أمس الخميس، بأن "الاكتشاف المروّع للمقابر الجماعية في غزة يستدعي ضمان وصول محققي حقوق الإنسان إلى القطاع بشكل فوري للحفاظ على الأدلة".