ألترا صوت – فريق التحرير
يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.
يارا المصري مترجمة من مصر، درست اللغة الصينية في كلية الألسن بجامعة عين شمس في القاهرة وفي جامعة شاندونغ للمعلمين في مدينة جينان بالصين. نشرت قصصًا ونصوصًا شعرية ودراسات مترجمة عن اللغة الصينية إلى العربية في مجلات عديدة. شاركت في مؤتمرات وورشات عديدة.
- ما الذي جاء بكِ إلى عالم الكتب؟
بدأتُ القراءة في سن الخامسة عشرة، إذ نشأتُ في بيتٍ يعجُ بالكتب في كل ركن من أركانه، وكان والدي ولا يزال قارئًا نهمًا، وكان أول كتاب اشتراه لي أبي هو "كون تيكي، رحلة ستة رجال وببغاء على طوف في المحيط الهادئ" تأليف ثور هايردال. ومن المؤكد أنك إذا كبرتَ في هكذا مناخ، محاطًا بالكتب المختلفة والمجلات وشرائط الموسيقى وتسجيلات الأفلام والمسرحيات، وكنت إلى جانب ذلك مُحبًا للقراءة، فحتمًا ستتكون لديك رغبة في تنمية هذه الموهبة. وأنا تعلمتُ حب المكتبات والكتب من والدي.
- ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتكِ؟
ثمة العديد من الكتب التي أثرت في بشكل أو بآخر، أو اختارتني تلك الكتب لأقرأها في أوقات ربما لم أدرك فيها أنني أحتاج إلى قراءتها، كما لو كانت مفتاحاً أو مخرجاً، ومن هذه الكتب: "العابر الهائل بنعال من ريح-رسائل رامبو"، وكتب الشاعرة ناديا تويني، و"الفالس الأخير في سنتياغو" للشاعر آرييل دروفمان، و"ككلب يرى وجهه في المرآة ويفكر هناك كلب" لريلكه، والكتابات الكاملة ليحيى الطاهر عبد الله، وكتاب المجلس لبوبول فوه-الكتاب المقدس لقبائل الكيتشي مايا، وبيتنا في شارع المانجو لساندرا سيسنيروس، والمنشق لإيليني كازنتزاكي، وعطشى لماء البحر لمحمد إبراهيم مبروك.
- من هو كاتبكِ المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟
في الحقيقة أنا لست شخصًا لديه "مفضلات"، ليس لدي كاتب مفضل أو كتاب مفضل أو حتى أغنية مفضلة، لأن هذه الأشياء تتغير باستمرار، لكن يمكن القول أنَّ ثمة بعض الكتب التي لا أَملُّ من قراءتها مرة أخرى، ومن هذه الكتب: "المنشق"، "لعبة الكريات الزجاجية"، "ربيع أسود"، "العابر الهائل بنعال من ريح"، "البومة العمياء"، "شاعرية أحلام اليقظة"، "الأعمال الكاملة للشاعر الفرنسي إيف بونفوا".
- هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟
أكتب ملاحظات أو ملخصات للكتب المتعلقة بالترجمة ونظريات الترجمة، أما الروايات والقصة والشعر وكتب الفلسفة فأكتفي فقط بتدوين الاقتباسات التي تثير اهتمامي، وأحتفظ حتى الآن بالعديد من المذكرات المدون فيها العديد من الاقتباسات منذ أن بدأتُ القراءة.
- هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟
لا أعتقد أن علاقتي تغيرت مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني، أي أنني لا أفضل قراءة الكتاب الإلكتروني على الكتاب الورقي أو العكس، فأنا أعتمد على الخيارين في القراءة، على أن دخول الكتاب الإلكتروني قد منحني منفذًا للعثور على الكتب القديمة التي لم تعد تُطبع ولا يمكن العثور على نسخة ورقية منها.
- حدّثينا عن مكتبتك؟
مكتبتي الآن هي نسخة مصغرة عن مكتبتي في القاهرة وعن مكتبة والدي. تحتوي على كتب اشتريتها بنفسي وأخرى استعرتها من مكتبة والدي الضخمة كما فعلتُ في البداية، لذلك أعتبر مكتبتي الآن امتدادًا لمكتبتي في القاهرة ومكتبة والدي لأنها تحتوي كذلك على كتب انتقيتها من المكتبتين. في حين أن معظم قراءاتي تتركز على الأدب كوني مترجمة للأدب الصيني، إلا أنني أعتبر نفسي قارئة انتقائية، أقرأ الكتب العملية والفلسفية والدراسات حول المواضيع التي أهتم بها مثل علم النفس على سبيل المثال. ومن الكتب في مكتبتي: روايات ومجموعات قصصية ودواوين شعرية عربية ومترجمة، سلسلة عالم المعرفة، كتب في الفلسفة، كتب عن نظريات وتاريخ الترجمة، مجموعة كبيرة من الدوريات الأدبية الصينية، روايات ودواوين شعرية صينية، مخطوطات ترجماتي، دوريات علمية وأدبية مثل ناشيونال جيوغرافيك وأخبار الأدب والعربي ونسخ من مجلة دبي الثقافية، دفاتر مذكرات متنوعة، قواميس، كتب كلاسيكية مثل الكوميديا الإلهية، حكاية جينجي، كتب عن تاريخ الفن والموسيقى، كتب في النقد الأدبي.
- ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟
"جون آشبري: صورة ذاتية في مرآة محدبة وقصائد أخرى" بترجمة: غسان الخنيزي.
اقرأ/ي أيضًا: