23-سبتمبر-2024
ارتفاع في وتيرة الإصابة بالكوليرا في السودان (منصة إكس)

ارتفاع في وتيرة الإصابة بالكوليرا في السودان (إكس)

يسجل السودان، الذي يعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة جراء الحرب المستمرة، ارتفاعًا متزايدًا في حالات الإصابة بوباء الكوليرا في عدد من الولايات، مع تحذيرات من انتشار الوباء بشكل متسارع. 

وقد كشفت وزارة الصحة السودانية، عن تسجيل 401 إصابة جديدة بالكوليرا في خمس ولايات، هي: كسلا والقضارف والشمالية ونهر النيل والبحر الأحمر، بينها 6 حالات وفاة، وهو ما يرفع عدد الوفيات إلى 388 حالة منذ أب/أغسطس الماضي، فيما تقترب عدد الإصابات المسجلة عبر كامل التراب السوداني من عتبة 13 ألف إصابة، حيث أفادت الوزارة أن الكوليرا منتشرة في عشر ولايات من بين 18 ولاية سودانية.

وقال وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، إنه جرى اجتماع طارئ لمركز عمليات الطوارئ الاتحادي، حيث تم استعراض الأوضاع الوبائية بالبلاد، وأوصى الاجتماع بإطلاق حملة كبرى للاستجابة لوباء الكوليرا لمدة شهر، وشدد على "ضرورة زيادة تدخلات صحة البيئة، والرقابة على الأغذية، وكلورة المياه". وأفاد بوجود 45 مركز عزل في ثماني ولايات سودانية، يتم متابعتها بشكل يومي.

كشفت وزارة الصحة السودانية، عن تسجيل 401 إصابة جديدة بالكوليرا في خمس ولايات

بدورها، أعلنت نقابة أطباء السودان، عن تسجيل أكثر من عشرة آلاف حالة إصابة بالكوليرا، وقرابة 400 حالة وفاة، مشيرةً بصورة خاصة إلى تزايد انتشار الكوليرا في ولاية نهر النيل، حيث وصل إجمالي الإصابات التراكمية إلى 963 حالة، منهم 230 مريضًا في مركز العزل.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف"، قد حذرت من أن 3.1 مليون سوداني، بما في ذلك 500 ألف طفل دون سن الخامسة، معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا عام 2024، وتحدثت عن أن التقديرات تشير إلى أن 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بالأمراض الوبائية، بما في ذلك الحصبة والملاريا والالتهاب الرئوي وأمراض الإسهال والكوليرا.

وفي 12أب/ أغسطس الماضي، أعلنت السلطات السودانية أن الكوليرا أصبحت وباءً في البلاد، في وقت خلف فيه القتال المستمر بين أطراف النزاع في السودان إلى سقوط أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ.

وفي سياق متصل، حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من أن الوضع في السودان "يائس" والمجتمع الدولي لا يلاحظ ذلك، مشيرًا إلى أن "النازحين الذين يحاولون الفرار من البلد الغارق في الحرب".

3.1 مليون سوداني، بما في ذلك 500 ألف طفل دون سن الخامسة، معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا عام 2024

وأوضح المسؤول الأممي، خلال لقاء صحفي مع وكالة "فرانس برس"، أنه منذ بدء الحرب في السودان نزح أكثر من عشرة مليون شخص من بيوتهم، بينهم أكثر من مليوني سوداني لجأوا إلى دول أخرى، وهو ما يثير القلق بحسب غراندي.

وكشف المسؤول الأممي عن انتقال اللاجئين السودانيين إلى ما هو أبعد من الجوار المباشر، في محاولة منهم للعثور على المساعدة في مكان أبعد، مقدمًا مثالًا عن وصول 40 ألف سوداني إلى أوغندا التي لا تربطها حدود مشتركة مع السودان، وأعرب غراندي عن خشيته من إمكانية أن "يذهب هؤلاء اللاجئون أبعد حتى من هذا البلد".

وأوضح المسؤول الأممي أن أكثر من 100 ألف سوداني وصلوا أيضًا إلى ليبيا، وقال: "لسوء الحظ، بسبب وجود شبكات تهريب والقرب من أوروبا، يحاول كثيرون منهم ركوب قوارب للذهاب إلى إيطاليا أو دول أوروبية أخرى"، وأضاف "لقد حذرنا الأوروبيين"، مشددًا على أنه "إذا ظلت المساعدات الإنسانية للسودان غير كافية فإن السودانيين سيواصلون المضي قدمًا على طريق الهجرة".