ألترا صوت - فريق التحرير
"عاش كناسك. كان يصغي إلى الغياب. يداعب الذكريات. إلى النسيان يمشي على آثار الغائبين. كان يصغي إلى الرمل وإلى الأطلال والمعاني المفقودة". هكذا كتب عنه صديقه عباس بيضون، الذي خصّه لاحقًا بديوان شعر كامل بعنوان "بطاقة لشخصين".
تمر الآن الذكرى الـ 12 لرحيله الفاجع، حيث لم يعش سوى 54 سنة، لكنه استطاع خلالها أن يكون واحدًا أهمّ التجارب العربية على خريطة قصيدة النثر. من هنا، تأتي هذه الاستعادة كتحية لهذه التجربة من جهة، وكمحاولة لاكتشاف جمالياتها وأسرارها من جهة أخرى.
وشى عنوان مجموعته الأولى "مشاغل رجل هادئ جدًّا" (1980) عما سوف تحمله هذه التجربة، التي تأخذ في الصعود حتى الذروة مقدمة عالمًا شعريًا استثنائيًّا.
ولد بسام حجار في مدينة صور (جنوب لبنان) عام 1955. وتوفي عام 2009. حصل على الإجازة التعليمية في الفلسفة العامة من الجامعة اللبنانية، وتابع دراسته العليا في باريس حيث حصل على دبلوم الدراسات المعمقة في الفلسفة.
عمل في الصحافة منذ عام 1979 فكتب للنداء (1979 ـ 1982) ثم للنهار (1978 ـ 1990)، وهو أحد مؤسسي الملحق الأدبي الأسبوعي لجريدة النهار. عمل منذ 1999 كمحرر وكاتب في "نوافذ" الملحق الثقافي الأسبوعي لجريدة المستقبل إلى حين وفاته.
له مساهمات نقدية وأبحاث وترجمات نشرت في عدد من الصحف والمجلات العربية، وشارك في عدد من الندوات حول الشعر والثقافة العربيين في عمان وباريس ولوديف وكوبنهاغن.
مؤلفاته الشعرية: "مشاغل رجل هادئ جدًا" 1980، "لأروي كمن يخاف أن يرى" 1985، "فقد لو يدك" 1990، "مهن القسوة" 1993، "حكاية الرجل الذي أحب الكناري" 1996، "بضعة أشياء" 2000، "سوف تحيا من بعدي" (مختارات) 2002، "ألبوم العائلة يليه العابر في منظر ليلي" لإدوارد هوبر 2003، و"تفسير الرخام" 2008.
وله أيضًا مجموعة من الأعمال النثرية: "صحبة الظلال" 1992، "مجرد تعب" 1994، "معجم الأشواق" 1994، "مديح الخيانة" 1997.
إضافة إلى ذلك لديه العديد من الترجمات لكتب أدبية وفكرية.
بسبب ذلك كله، جسّد بسام حجار صورة الشاعر المعاصر أسمى تجسيد، وبات مثالنا الفريد على شاعر الذات. ولأجل صورته هذه يهتم به الشعراء دون أن يُدركوا الفارق الذي صنعه حين صنع ذاته الغارقة في ألمها، لكنها قادرة على الالتفات والاهتمام بألم الآخرين، دون تلك النرجسية الفارغة القائمة على جهل فادح بالذات والأنا والهوية، حيث عزلتها عن العالم وقوقعتها في داخلٍ خاو من كل أحد أو شيء.
لقراءة مواد الملف:
اقرأ/ي أيضًا: