جاءت الذكرى الثالثة والسبعين لنكبة عام 1948 في خضم أحداث عظيمة أعادت على القضية الفلسطينية اعتبارها: هبة في القدس، مقاومة للتطهير العرقي في الشيخ جراح، صواريخ من غزة وعدوان عليها، ودخول مدن الداخل المحتل إلى ساحة المواجهة.. إلى جانب ذلك كان هناك تغيّر كبير في التضامن العالمي مع فلسطين.
يمكن القول إن فلسطين اليوم ترسم صورة جديدة وهي توحّد الفلسطينيين الذين فرضت عليهم التفرقة، وكذلك وهي توحّد العرب وشعوب المنطقة من المؤمنين بالحريات والحقوق والعدالة، وتضعهم كلهم في سياق عالمي، مع حركات العدالة التي تتعالى أصواتها في عالم لم يعد يقبل بهؤلاء الذين يدمرون كل شيء: البشر والثقافات والحياة والمناخ.
كان يجب على هذا الملف أن يتضمن قراءات متنوعة في زوايا مختلفة من القضية الفلسطينة بمناسبة ذكرى النكبة، لكن الأحداث الجارية على الأرض فرضت نفسها علينا، فتغيرت الخطة التحريرية من تناول ذكرى النكبة لتصبح قراءةً في معاني اللحظة الفلسطينية الراهنة، في خضم هذا المشهد الفلسطيني الجديد، الذي خلق لدى الجميع شعورًا عاليًا بالكرامة والعزة، بعد سنوات من الإذلال المقصود من قوى القهر والظلم، العالمية والإقليمية على حد سواء.
ولهذا فإن هذه القراءات هي أيضًا تحية للشعب الفلسطيني الصامد الذي يأبى إلا أن يواصل معركته ضد الاستعمار والظلم والعنصرية، ولأحرار العالم الذين دخلوا على خط المواجهة في الشوارع والمنصات الإلكترونية وقالوا كلماتهم الحاسمة.