اعتبر المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، بيير كرينبول، أن الافتقار إلى القيادة السياسية في التوصل إلى اتفاقات سلام يؤدي إلى إطالة أمد النزاعات ويزيد من الضغوط على المنظمات الإنسانية التي تُكلف بمواجهة أسوأ تداعيات هذه النزاعات.
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هناك أكثر من 120 نزاعًا مسلحًا مستمرًا حول العالم، بدءًا من الحرب في غزة، المستمرة منذ أكثر من عام والتي حولت القطاع إلى أنقاض، وصولًا إلى السودان، حيث تسببت الحرب المستمرة منذ 18 شهرًا في أزمة إنسانية كبيرة مع نزوح أكثر من 11 مليون شخص.
ونتيجة لذلك، ارتفعت الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير على الصعيد العالمي، في الوقت الذي أشارت فيه بعض الجهات المانحة الرئيسية إلى احتمالية تقليص ميزانيات المساعدات الخاصة بها.
ما نحتاجه اليوم هو إعادة اكتشاف وإعادة إضفاء الشرعية على جهود الوساطة في النزاعات، وسط غياب للشجاعة السياسية بين الوسطاء والمفاوضين
وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر في تصريحات لوكالة "رويترز": "ما نحتاجه اليوم هو إعادة اكتشاف وإعادة إضفاء الشرعية على جهود الوساطة في النزاعات".
وأضاف: "أجد في عالم اليوم غيابًا للوسطاء والمفاوضين. يبدو أن الشجاعة السياسية اليوم تتمثل في القول: لن أتحدث مع الطرف الآخر". وتابع: "نجد أنفسنا كعاملين إنسانيين نواجه مآسي إنسانية مفجعة على نطاق مقلق في الوقت الراهن".
آثار دمار سببه قصف الاحتلال منازل في النصيرات وسط قطاع غزة. pic.twitter.com/oKYYLj7S01
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) November 1, 2024
جاء حديث كرينبول على هامش المؤتمر الدولي الـ34 الذي عقد في سويسرا ونظمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بحضور أطراف موقعة على اتفاقيات جنيف ونحو 190 منظمة إغاثة وطنية. ويهدف الاجتماع الحالي إلى الموافقة على قرار يسعى إلى إعادة الالتزام الرسمي بالقانون الإنساني الدولي، الذي تم وضعه في أعقاب الفظائع التي شهدها العالم خلال الحرب العالمية الثانية.
وسبق أن أطلق المؤتمر، الذي يُعقد كل أربع سنوات، حملة لحظر الألغام الأرضية واعتمد إرشادات لتقديم المساعدات في حالات الكوارث. ومع ذلك، يشير خبراء حقوقيون مرارًا إلى الانتهاكات المتكررة لهذه القواعد في العديد من النزاعات الجارية.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن: "مثل هذه القواعد تتقوض تدريجيًا في غزة"، مشيرًا إلى أن "هناك مستوى من انعدام الاحترام للقانون الإنساني الدولي وكرامة الإنسان يبعث على قلق عميق، لأنه إذا كان هذا هو المستوى الذي نسمح به كمعيار بصورة جماعية، فهذا يثير حقًا أسئلة كثيرة حول ما ستبدو عليه آليات الصراع في المستقبل".