في عملية نوعية وواسعة للشرطة الدولية "إنتربول"، مطلع العام، ألقت الشرطة السودانية القبض على المهرّب الأريتيري سيئ السمعة كيدان زكرياس هبت مريم، في العاصمة السودانية الخرطوم.
ألقت الشرطة السودانية القبض على المهرّب الأريتري سيئ السمعة كيدان زكرياس هبت مريم، في العاصمة السودانية الخرطوم.
وصنّفت المحكمة الهولندية زكرياس ضمن قائمة أكثر المهربين وحشيةً في العالم، ذلك عندما أصدرت في حقه مذكرة قبض دولية، شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2021، لعمده إلى إيذاء المواطنين الإريتريين في هولندا ومحاولة ابتزازهم وتهديدهم للحصول على أموالهم. وقد خصّص المدعي العام الهولندي مكافأة قدرها 20 ألف يورو، لكل من يدلي بمعلومات تسهم بإلقاء القبض عليه، كما تمّ تخصيص رقم هاتف لهذا الغرض، لإرسال تلك المعلومات عبر تطبيق واتساب بشكل سري ومجاني يضمن حماية المرسل.
وخلق توقيف كيدان زكرياس شعورًا بالارتياح في صفوف المهاجرين، خاصة أولئك المنحدرين من شرق إفريقيا. كما في صفوف أسر ضحاياه، الذين وقعوا في فخ العصابة التي يقودها خلال محاولاتهم الهرب إلى أوروبا، إذ كان يقوم بتعذيبهم بوحشية، واغتصابهم، وابتزازهم بالمال، وصولًا إلى المتاجرة بهم، داخل مستودعات الاحتجاز السرّية الخاصة به في ليبيا.
ووفق ما نشرت وكالة رويترز، قام كيدان وعصابته باحتجاز آلاف المرشحين للهجرة غير النظامية في مستودعات كبيرة في ليبيا، وحصل على ألوف الدولارات منهم ومن عائلاتهم بعدما قام بابتزازهم وتهديدهم.
وقبل سنتين، تمت محاكمة مهرب البشر الإرتيري في إثيوبيا, لكنه تمكن من الفرار من قبضة العدالة، وظلّ مفقود الأثر حتى لحظة إلقاء القبض عليه في السودان. وكانت الشرطة الإثيوبية وقتها قد ألقت القبض عليه في أديس أبابا، بعد أن تعرّف عليه أحد ضحاياه، يدعى فؤاد بدرو، وقام بإبلاغ عن مكانه.
فؤاد بدرو، الذي أمضى ثلاثة أشهر في أحد معسكرات الاعتقال وتعرّض للتعذيب على يد رجال كيدان، بعد أن تم اختطافه وطلب فدية قدرها 10 آلاف دولار لإطلاق سراحه، لازال الضحية يكافح لسداد الديون المترتبة عليه جراءها بعد أن فقد عمله عقب ما حصل.
ولم يصدّق بدرو عينيه عندما صادف جلاده واقفًا أمام أحد المتاجر في العاصمة الإثيوبية، وما كان له سوى الركض باتجاه شرطي متواجد في الشارع الذي قام بدوره بالإبلاغ عن وجود المجرم المبحوث عنه دولياً. وحسب ما تذكره التقارير عن الواقعة، عمد كيدان إلى رشي كل من الضحية والشرطي بمبلغ 500 دولار، لكنهما رفضا العرض ومنعاه من الفرار.
مثل هروب كيدان يومها من المحكمة الإثيوبية صدمة لأسر وذوي الضحايا، وحطّم آمالهم في تحقيق العدالة. ونجح المهرب في ذلك بتقديم رشاوي كبيرة وعمولات لضباط شرطة ومسؤولين فاسدين، مستخدماً في دفع تلك المبالغ حسابًا مصرفيًا لشخص يُدعى صبا مندير،. قد تمّت متابعته هو الآخر والحكم عليه بالسجن 12 سنة وغرامة كبيرة.
وينقل موقع " فايس " عن مصادر متعدّدة في مكتب الادعاء الأثيوبي، بخصوص خطة فرار كيدان، أنه طلب الدخول إلى دورة المياه أثناء المحاكمة، حيث قام بخلع زي السجن البرتقالي وارتدى لباسًا مدنياً كان معداً لأجل دخول الحمام، ليفرّ بعدها من الباب الرئيس للمحكمة. وقد تمّ اعتقال رجال الشرطة الموكلين بحراسة كيدان، بتهمة حصولهم على رشاوي مقابل تسهيل عملية الفرار.
اعتقال كيدان يعني "إغلاق أحد أهم طرق تهريب البشر إلى أوروبا، بعدما قام بنقل آلاف المهاجرين بشكل غير قانوني من إريتريا وإثيوبيا والصومال والسودان عبر ليبيا إلى أوروبا
وفي تفاصيل القبض على كيدان في السودان، تشير الأنباء إلى أنه قد تم قبل عام تقريبًا إطلاق حملة دولية للبحث عنه، مستهدفة بشكل أساسي نشاطاته المالية التي كان يديرها بواسطة شقيقه الذي كلفه بغسيل أموال المنظمة الإجرامية.