25-يونيو-2024
نازحون سودانيون من الحرب

(Getty) مأساة النازحين في السودان

كشف بيانٌ جديد لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أنّ حوالي 143 ألف شخص نزحوا من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك على خلفية الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

كما أكّد البيان الأممي أن السودان "ما يزال ينزلق نحو الفوضى، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وأثر الصراع المروع على المدنيين في الفاشر وغيرها من مناطق النزاع".

وتشهد مدينة الفاشر اشتباكات عنيفةً بين الجيش السوداني والقوى المتحالفة معه وقوات الدعم السريع منذ أيار/مايو الماضي، وذلك وسط تحذيرات دولية من تنفيذ هجمات على المدينة التي تأوي مئات الآلاف من النازحين.

يشار إلى أن نحو 7.3 مليون شخص نزحوا داخليًا منذ اندلاع الحرب في السودان. ولم يتمكن الشركاء في المجال الإنساني، حسب بيان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من تقديم المساعدات الضرورية إلا لـ 5.2 مليون من النازحين في كافة أنحاء البلاد خلال أربعة أشهر، تمتد من بداية كانون الثاني/يناير من العام الحالي وحتى نهاية نيسان/أبريل الماضي.

نحو 7.3 مليون شخص نزحوا داخليًا منذ اندلاع الحرب في السودان. ولم يتمكن الشركاء في المجال الإنساني، من تقديم المساعدات الضرورية إلا لـ 5.2 مليون من النازحين في أنحاء البلاد

يحدث هذا في ظل تعرض المستشفيات مجددًا للقصف، حيث تعرضت المرافق الصحية في الفاشر والأحياء المجاورة لقصف أوقع عشرات الضحايا.

وقال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إن "مليشيا الدعم السريع قصفت المركز الطبي الوحيد المختص في علاج مرضى الفشل الكلوي بالإقليم"، فيما حذر المدير العام لوزارة الصحة في ولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، من نفاد الأدوية بمدينة الفاشر، مؤكدًا أن الوضع يتطلب تدخلًا عاجلًا قبل انهيار المنظومة الصحية في الولاية، فأغلب المستشفيات والمراكز الصحية بالفاشر "خرجت من الخدمة، بسبب القصف المدفعي المتكرر من الدعم السريع"، وفق قوله.

وكانت  منظمة "أطباء بلا حدود"، أعلنت السبت الماضي عن تعرض المستشفى السعودي للولادة الذي تدعمه المنظمة في الفاشر، إلى القصف من طرف قوات الدعم السريع، ما  أودى بحياة  صيدلانية أثناء عملها.

وأدانت "أطباء بلا حدود" استهداف المستشفيات خلال الهجمات، وقالت إن أطراف النزاع لا تتحمل مسؤولياتها تجاه حماية المدنيين.

وعلى خلفية الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشر، دانت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، الواقعة التي أدت إلى مقتل صيدلانية في المستشفى، وقالت في بيان: "يوم آخر من العنف في السودان يجلب مأساة إنسانية أخرى في مدينة الفاشر، هذه المرة، الشخص الذي لن يعود إلى عائلته هي صيدلانية، توفيت عندما أصابت قذيفة مدفعية متفجرة ركن المستشفى الذي تعمل فيه".

ونشر  الناطق الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين، آدم رجال، عبر صفحته على منصة "فيسبوك"، صورًا توثق حركة النزوح الواسعة من الفاشر  إلى منطقة طويلة الواقعة على بعد عشرات الكيلو مترات غربي المدينة، والتي تتم في أوضاع إنسانية بالغة التعقيد.

يذكر أنّ مجلس الأمن الدولي طالب في حزيران/يونيو الجاري قوات الدعم السريع بإنهاء حصار الفاشر التي تأوي مئات الآلاف من النازحين، وجاء ذلك  عقب التصويت على مشروع قرار صاغته المملكة المتحدة، فيما طالب المجلس جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين بالانسحاب من المدينة.

تطورات المواجهات العسكرية

وعلى صعيد المواجهات القتالية والعمليات العسكرية المستمرة، قالت مصادر إن "الجيش السوداني سيطر على مدينة ود الحداد بولاية الجزيرة  وسط السودان، كما ذكرت المصادر أن الجيش تمكن من استعادة "مصنع سكر سنار" الذي كان خاضعا لسيطرة الدعم السريع منذ أكثر من 7 أشهر.

وقالت المصادر أيضًا إن منطقة "جبل مويه" بولاية سنار تشهد اشتباكات عنيفة، وإن تعزيزات وصلت للجيش من النيل الأبيض والمناقل وسنار دفعت قوات الدعم السريع إلى الانسحاب.

وفي العاصمة الخرطوم، أكّدت مصادر مختلفة أنّ طائرات الجيش السوداني شنت غارات كثيفة ومتتالية على عدد من مواقع قوات الدعم السريع في الخرطوم والأحياء الغربية لأم درمان. كما وُثّقت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في محيط الخرطوم.

ويعرف السودان منذ منتصف نيسان/إبريل 2023 حربًا طاحنة، طرفاها الرئيسيان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وخلّفت الحرب لحد اللحظة أزيد من 15 ألف قتيل ونحو 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة، التي سبق وحذرت من كارثة إنسانية وشيكة في السودان قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.