الدعم السريع هي قوات عسكرية سودانية، تم الإعلان عن تأسيسها رسميًا في عام 2017، لكنها تقاتل في السودان منذ 2013 كمليشيا شبه رسمية، مسؤولة أمام الرئيس السوداني مباشرةً، تحت اسم "الدعم السريع"، وهي وريث قوات الجنجويد التي قاتلت منذ عام 2003 في إقليم دارفور تحديدًا، وكانت ميليشيات ذات طابع قبلي في حينه، قبل أن تتوسع في السنوات الأخيرة، وتحاول نفي الطابع القبلي عنها لتصف نفسها على موقعها الرسمي بـ"قوات عسكرية قومية التكوين تعمل تحت إمرة القائد العام وتهدف لإعلاء قيم الولاء لله والوطن"، رغم أن الكثير من التقديرات تشير لكونها قوات قبيلة مع توسع محدود، ويقودها محمد حمدان دقلو المعروف باسم (حميدتي).
استخدمت القوات من قبل رئيس النظام السابق عمر البشير للقتال في دارفور قبل أن يقرب حميدتي منه ويتعامل مع الدعم السريع كقوة لحمايته
وتم تشكيل قوات الدعم السريع من ميليشيات الجنجويد وتم تجميعها لمواجهة "حركات التمرد المناوئة للحكومة في دارفور"، وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش تم اتهام قوات الدعم السريع بعدد لا يحصى من انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور وأماكن أخرى، وأسفر القتال في دارفور عن نزوح ما لا يقل عن 2.5 مليون شخص وقتل 300000 شخص.
وعملت قوات الدعم السريع على دعم وجود رئيس النظام السابق عمر البشير، فعند تأسيسها بشكلها الحالي عام 2013 تم وضعها تحت إشراف جهاز الأمن والمخابرات الوطني، إلّا أنّ كل التقديرات كانت تشير منذ البداية إلى تبعية مباشرة للرئيس.
واستخدمت قوات الدعم السريع كقوة "خاصة في الرئيس" ساهمت في الدفاع عن عمر البشير، لكنها تخلت عنه لاحقًا. أمّا أبرز المجازر التي ارتكبتها فقد كانت المجزرة المعروفة باسم مجزرة "القيادة العامة"والتي أسفرت عن مقتل حوالي 65 متظاهر، وتم إلقاء جثث غالبيتهم في نهر النيل من أجل إخفاء المجزرة، وحالات اغتصاب واعتداءات جنسية واسعة.
كما قاتلت قوات الدعم السريع في اليمن، تحت قيادة قوات التحالف، منذ عام 2015 مما ساهم في زيادة نفوذ حميدتي طوال السنوات الماضية، خاصةً على المستوى الإقليمي.
وتشير تقديرات حقوقية إلى أن قوات الدعم السريع أظهرت نمطًا مختلفًا من العنف عن الشرطة السودانية والجيش، وبحسب التقديرات فإن أكثر من نصف الأحداث التي شاركت فيها قوات الدعم السريع منذ بدء موجة الاحتجاج في السودان شهدت حالات عنف ضد المدنيين.
يقدر المحللون عدد القوات بنحو 100 ألف مع قواعد وانتشار في جميع أنحاء السودان. وهي قوات بدأت بأعداد محدودة ومع مرور الوقت، نمت القوات، واستخدمت كحرس حدود في فترات متعددة لتضييق الخناق على الهجرة. بالتوازي مع ذلك، نمت مصالح دقلو التجارية بمساعدة البشير، ووسعت عائلته ممتلكاتها في تعدين الذهب والثروة الحيوانية والبنية التحتية.
من البشير إلى الانقلاب
في عام 2017، صدر قانون يضفي الشرعية على قوات الدعم السريع كقوة أمنية مستقلة، رقم قلق قيادة الجيش السوداني من هذه الخطوة.
وفي نيسان/ أبريل 2019، وعلى خلفية مظاهرات واسعة تطالب بإسقاط النظام، ساهمت قوات الدعم السريع مع الجيش في السيطرة على الحكم والتمرد على البشير. في وقت لاحق من ذلك العام، وقع حميدتي اتفاقًا لتقاسم السلطة جعله نائبًا في المجلس الحاكم برئاسة عبد الفتاح البرهان. وفي عام 2019 نفذت قوات الدعم السريع مجزرة القيادة العامة.
شاركت قوات الدعم السريع في انقلاب تشرين الأول/ أكتوبر 2021 الذي أوقف عملية الانتقال إلى الانتخابات حيث كان يطمح حميدتي إلى نفوذ أوسع في السودان، وحاليًا عرقل البند الأمني التوصل إلى اتفاق سياسي نهائي في السودان، وتحديدًا نتيجة الخلافات على دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهي عملية يرغب الجيش في إنجازها سريعًا، فيما تتحدث الدعم السريع عن عملية تحتاج إلى سنوات حتى تتم، وذلك وسط الحديث عن طموح شخصي لحميدتي من أجل التقدم سياسيًا والاستفراد بالحكم.
في عام 2022، زار دقلو روسيا عشية غزوها لأوكرانيا وأبدى انفتاحه على بناء قاعدة روسية على البحر الأحمر، كما لديه علاقة واسعة مع مجموعة فاغنر العسكرية، ولديه علاقة قوية مع الإمارات، وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى وغيرها من الدول.