تحوي لعبة كرة القدم عبر تاريخها العديد من الثنائيات المميزة، كثنائية البرازيل والأرجنتين، أو ريال مدريد وبرشلونة، أو مانشستر يونايتد وليفربول، وجلّ هذه الثنائيات يرتبط بحالة تنافسية تجعل المباراة التي تجمع الطرفين تحظى بمسمى الكلاسيكو أو الديربي.
لكن ومع مرور الوقت، تظهر ثنائيات جديدة مرتقبة في عالم كرة القدم، وتنضم إلى كوكب الثنائيات الكلاسيكية في اللعبة، بسبب صعود نجم فريق بعينه، مثلما حدث مع مانشستر سيتي، والذي أصبح أحد أقوى فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، تزامن ذلك مع تنافسية شديدة مع ليفربول، لتصبح مواجهات ليفربول ضد مانشستر سيتي بمثابة كلاسيكو الكرة الإنجليزية في الفترة الحالية على الأقل.
أصبح الفريقان ندّين حقيقيين، وأي لقاء يجمع بين ليفربول ومانشستر سيتي سيكفل لنا إثارة غير محدودة.
وفي السابق ارتبطت ثنائيات ليفربول التاريخية مع غريمين تقليديين، هما إيفرتون والذي تمثل مواجهته مع ليفربول ديربي الميرسيسايد، ومانشستر يونايتد والذي تعتبر لقاءاته مع الريدز بمثابة كلاسيكو الكرة الإنجليزية، أما مانشستر سيتي فكان أهم لقاء ثنائي له يمثل ديربي مانشستر، بينه وبين جاره اللدود مانشستر يونايتد.
أهمية مباريات ليفربول ضد مانشستر سيتي
أصبحت مباراة ليفربول ضد مانشستر سيتي تمثل حدثًا استثنائيًا ومنتظرًا عند مئات الملايين من عشاق الكرة حول العالم، بسبب تنافس الفريقين الشديد في الدوري الإنجليزي، وقوّتهما على الصعيد الأوروبي والعالمي، خصوصًا في الفترة الحالية التي يدرب فيها ليفربول الألماني يورغن كلوب، ويقود فيها مانشستر سيتي الفيلسوف الإسباني بيب غوارديولا.
ليفربول ضد مانشستر سيتي وبداية الصراع الفعلي
فريقا مانشستر سيتي وليفربول يملكان إرثًا عظيمًا في كرة القدم، وتاريخهما يمتد حتى أواخر القرن التاسع عشر، لكنّ العصر الذهبي للتنافس بينهما بدأ في عام 2018، وما زال مستمرًا حتى الآن.
وقتها كان مانشستر سيتي يحلّق في صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2017-2018، فتقابل الفريقان في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وكان حلم مانشستر سيتي التتويج باللقب لأول مرة في تاريخه، لكنّه اصطدم بكبرياء الريدز في هذه البطولة الأوروبية، لينتصر ليفربول ذهابًا وإيابًا 3-0 و2-1، ويبلغ الدور نصف النهائي، ومن ثم واجه ريال مدريد في المباراة النهائية وخسر اللقب.
بعد ذلك أصبح الفريقان من أقوى أندية العالم، ففي موسم 2018-2019، فاز ليفربول بدوري أبطال أوروبا، وتوّج مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز بفارق نقطة واحدة فقط عن ليفربول.
وفي موسم 2019-2020 نجح ليفربول باقتدار في تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ليعود مانشستر سيتي ويظفر باللقب في الموسم التالي 2020-2021، وهنا أراد ليفربول أن يستعيد اللقب الذي فقده، وأن ينال لقب الدوري في موسم 2021-2022، إلا أن مانشستر سيتي حافظ على لقبه بفارق نقطة واحدة فقط عن ليفربول.
نال مانشستر سيتي اللقب في موسم 2022-2023 للموسم الثالث تواليًا، وتوّج أيضًا بدوري أبطال أوروبا محققًا ثلاثية تاريخية، فيما عاد ليفربول للمنافسة في موسم 2023-2024، حيث يصارع مانشستر سيتي بشراسة على البطولة، والجديد فيها أن التنافس أضحى ثلاثيًا بعد دخول آرسنال القوي في معركة الصراع على اللقب.
حصيلة مواجهات ليفربول ضد مانشستر سيتي
يتفوّق ليفربول تاريخيًا بشكل واضح على مانشستر سيتي، فقد لعبا 142 مباراة، فاز ليفربول في 68، وانتصر مانشستر سيتي 33 مرة، فيما تعادلا 41 مرة، وأكبر فوز لمانشستر سيتي على ليفربول كان بنتيجة 6-1 في عام 1929 ضمن مسابقة الدوري الإنجليزي، وأكبر انتصار لليفربول على مانشستر سيتي كان بنتيجة 6-0 في عام 1995، ضمن منافسات البريميرليغ.
مواجهات يورغن كلوب ضد بيب غوارديولا
يعتبر يورغن كلوب مدرب ليفربول أحد أصعب المنافسين في تاريخ مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا، حيث سبق للمدربين أن تواجها في الدوري الألماني، وقتها كان يورغن كلوب مدربًا لبوروسيا دورتموند، وبيب غوارديولا مدربًا لبايرن ميونيخ
وفي مجمل مواجهات المدربين، سواء كان ذلك في أندية ألمانيا أو إنجلترا، فقد تواجه المدربان في 30 مباراة، فاز يورغن كلوب في 12، وبيب غوارديولا في 11، وتعادلا في 7 مباريات.
أما فيما يخص مواجهات المدربين وهما يقودان ليفربول ومانشستر سيتي، فقد لعبا ضد بعضهما البعض في مختلف المسابقات المحلية "دوري إنجليزي، كأس الرابطة، كأس الاتحاد الإنجليزي، بطولة الدرع الخيرية"، إضافة إلى المواجهة في دوري أبطال أوروبا.
المدربان تواجها وهما يديران ليفربول ومانشستر سيتي في 22 مباراة، فاز فريق يورغن كلوب في 8 مباريات، وانتصر فريق غوارديولا في 7 مباريات، وتعادلا في 7 مباريات.
وتبيّن هذه الأرقام أن يورغن كلوب تفوّق على بيب غوارديولا بالمواجهات المباشرة، وهو أصعب مدرّب واجهه غوارديولا في مسيرته التدريبية، حيث كُتب لهذه المواجهات الملحمية نهايتها، لأن يورغن كلوب أعلن مغادرته لليفربول مع نهاية الموسم، وحتى حينه لن يتواجه الفريقان، وربما سننتظر سنوات طويلة حتى نشهد عودة اللقاء الكلاسيكي الذي يجمع بين كلوب وغوارديولا.
مقارنة بين ليفربول ومانشستر سيتي
يتفوّق ليفربول تاريخيًا على مانشستر سيتي، لكن في الآونة الأخيرة تقاربت كفّتي الفريقين، مع تفوّق لمانشستر سيتي على صعيد الألقاب بالعقد الأخير.
بطولات ليفربول ومانشستر سيتي
ليفربول فاز بالدوري الإنجليزي 19 مرة، مقابل 9 مرات لمانشستر سيتي، وفاز ليفربول بكأس الاتحاد الإنجليزي 8 مرات، مقابل 7 لمانشستر سيتي، وتوّج ليفربول بكأس الرابطة 10 مرات، مقابل 8 لمانشستر سيتي، كما نال ليفربول بطولة الدرع الخيرية 16 مرة، مقابل 6 لمانشستر سيتي، وتوج ليفربول بدوري أبطال أوروبا 6 مرات، مقابل مرة واحدة لمانشستر سيتي، وبكأس السوبر الأوروبي 4 مرات، مقابل مرة واحدة لمانشستر سيتي، فيما فاز كل فريق بكأس العالم للأندية مرة واحدة، وفاز ليفربول بكأس الاتحاد الأوروبي 3 مرات، دون أن يظفر مانشستر سيتي باللقب.
القيمة السوقية لليفربول ومانشستر سيتي
في المقارنة بين ليفربول ومانشستر سيتي من ناحية القيمة السوقية، نجد أن الفريقين يملكان تشكيلتين من أغلى تشكيلات فرق العالم، فالقيمة السوقية للاعبي مانشستر سيتي تبلغ قرابة مليار و270 مليون يورو، وقيمة لاعبي ليفربول السوقية تبلغ قرابة 922 مليون يورو، بحيث يكون معدل القيمة السوقية للاعب ليفربول قرابة 33 مليون يورو، ومعدل القيمة السوقية للاعب مانشستر سيتي قرابة 58 مليون يورو.
اللاعبين المحترفين في ليفربول ومانشستر سيتي
يعتمد فريقا ليفربول ومانشستر سيتي على العديد من اللاعبين المحترفين غير الإنجليز في صفوفهما، فتشكيلة ليفربول تضم 21 لاعبًا أجنبيًا، أشهرهم بالطبع محمد صلاح، ومانشستر سيتي يضم في صفوفه 16 لاعبًا أجنبيًا، أبرزهم كيفن دي بروين وإيرلينغ هالاند.
كما يحوي نادي ليفربول 17 لاعبًا يلعب في منتخب بلاده الوطني لكرة القدم، بينما تضم تشكيلة مانشستر سيتي 18 لاعبًا ينشط في منتخب بلاده الوطني لكرة القدم.
من متابعتنا لمواجهات ليفربول ضد مانشستر سيتي، نجد أن ليفربول يتفوق تاريخيًا من ناحية الألقاب والانتصارات بحصيلة المباريات، لكن ذلك تغير كثيرًا في العصر الذهبي الذي يعيشه مانشستر سيتي في الوقت الحالي، حيث أصبح الفريقان ندّين حقيقيين، وأي لقاء يجمع بين ليفربول ومانشستر سيتي سيكفل لنا إثارة غير محدودة.