يبدو أن الرواية العربية، لم تعد تخلق الحدث وتثير النقاش والاهتمام، خارج جائزتي "كتارا"، و"بوكر العربية للرواية"، على أهميتهما في سياقهما، في ظلّ استقالة مريبة للمنظومتين النقدية والإعلامية، من أداء مهمّة خلق نقاشات بخصوصها على مدار العام.
لم تعد الرواية العربية تثير الجدل بعيدًا عن دائرتي "كتارا" و"البوكر"
من هنا، كثرت التكهنات، في المجالس وفي مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أن تمّ الإعلان عن القائمة القصيرة لبوكر العربية منتصف شباط/فبراير الماضي، بين متوقع لفوز رواية "السبيليات" للكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، أو"زرايب العبيد" لليبية نجوى بن شتوان، أو "مقتل بائع الكتب" للعراقي سعد محمد رحيم، أو "في غرفة العنكبوت" للمصري محمد عبد النبي، أو"أولاد الغيتو- اسمي آدم" للبناني إلياس خوري، أو "موت صغير" للسعودي محمد حسن علوان.
اقرأ/ي أيضًا: هل أقصت "بوكر" الجزائريين؟
غير أن لجنة الجائزة، التي رأستها الروائية الفلسطينية سحر خليفة، بعضوية كل من الأكاديمية والروائية الليبية فاطمة الحاجي، والمترجم الفلسطيني صالح علماني، والأكاديمية اليونانية صوفيا فاسالو، والروائية والأكاديمية المصرية سحر الموجي، فصلت أمس الثلاثاء في طبيعة الرواية الفائزة، وهي "موت صغير" للسعودي محمد حسن علوان (1979) يومًا قبل افتتاح الدورة السّابعة والعشرين من معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، بحضور المرشحين ونخبة من الكتّاب والإعلاميين، لتحظى الرواية السعودية بفرصة ثالثة، بعد "ترمي بشرر" لعبده خال علم 2010 و"طوق الحمام" لرجاء عالم عام 2011.
صدرت الطبعة الأولى من رواية "موت صغير" عام 2016 عن "دار الساقي"، وعلى غير عادة الرواية الخليجية، فقد نبشت "موت صغير"، في المناخات الصوفية، من خلال سيرة متخيّلة لمحي الدين بن عربي، منذ ولادته في الأندلس عام 1164 إلى غاية وفاته في دمشق عام 1240، مرورًا بمحطات شكّلت المغرب ومصر ومكة والموصل وحلب أهمّها.
بقدر ما عملت رواية "موت صغيرة" على نزع القداسة عن "الشيخ الأكبر" المعروف في الأوساط الصوفية بالكبريت الأحمر، فإنها حاولت أيضًا أن تبرز إنسانيته، وتجربته في العشق ثم الزواج فالطلاق، من خلال شخصية "نظام"، وحيرته في تفسير بعض الأسئلة المتعلقة بالذات والوجود، فكان السفر والترحال وتغيير الوجوه والاتجاهات، طريقه نحو "الفتوحات" المختلفة. إنها ليست رواية تاريخية بالمعنى المباشر للتصنيف، بقدر ما هي رواية الذات الإنسانية في تقلباتها على جمر الأسئلة، بغضّ النظر عن الفترة الزمنية التي تعيش فيها.
يذكر أن "موت صغير" تأتي الخامسة في المسار الروائي لمحمد حسن علوان الذي يقيم في كندا، في إطار بعثة علمية، بعد "سقف الكفاية" في 2002، و"صوفيا" في 2004، و"طوق الطهارة" في 2007، و"القندس" في عام 2011، وقد وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2013.
اقرأ/ي أيضًا: