على هامش توقيع روايته الجديدة "خمارة جبرا" (منشورات المتوسط، 2017)، يلتقي "ألترا صوت" الروائي السوري نبيل الملحم في حديث عن عوالم وكواليس روايته الجديدة المبنية على تداعيات جاد الحق، الذي ولد من علاقة غير شرعيّة بين رجل دين دجال، وأمّ يقتلُها لحظة ولادته في حقل لزراعة الحشيش، ثم ينتقل إلى دمشق رفقة أمّه البديلة زمرّدة.
الرواية التي تقدم شخصيات عديدة، منها طغاة، ولصوص، وعاهرات، وجنرالات، ومتسولون... تقوم على بحث عميق في الفراغ، واللا التزام، والرغبة في التخلي، وعيش الحياة كما يجب أن تعاش.
- تقول لي، أنك تلقيت روايتك "خمّارة جبرا" كما لو كانت انتصارًا في لعبة "نرد"، هكذا، بمنتهى الاستخفاف.. هل تقول ذلك تواضعًا؟ ادّعاء؟ هل فعلًا هذه هي حقيقة مشاعرك مع صدور روايتك السادسة؟
كانت مشكلتنا على الدوام مع الوهم، وهي مشكلة مزدوجة، مضاعفة، هي مثله، فمن دون الوهم الحياة جافة وقاسية، ومع الوهم الحياة أكذوبة، وما بين القسوة والأكذوبة ثمة ما يبعث على حيرة الاختيار، أنا شخصيًا حسمت هذا الأمر مع نفسي، لا لأنني اخترت، بل لأنني أضعِفت أو ضَعفت، لا يهم.. الوهم يحتاج إلى قوّة، لتتوهم عليك أن تكون قويًّا، هو مثل الحُبّ، الحُبّ فعل قوّة، هو فعل يحتاج إلى خيال نبي وجسد بغل، الواقعية الصارمة هي كذلك تحتاج إلى قوّة، ولكنها قد تكون قوّة اليأس، ولقد بلغت هذه القوّة، أعني قوّة اليأس، ولهذا لم أراهن على أن تنتشلني رواية من متاهة المعنى، ولهذا لم أعتبرها إنجازاً عظيماً، ولهذا تلقيتها كما لو كانت فوزاً بلعبة نرد لا أكثر.
نبيل الملحم: الزمن هو كائن متوحش مع أنك تعوم فيه وفوقه
- تحكي عن الحقيقة والوهم وكأنك قطعت المسافة بينهما؟ هل أنت على ثقة أن ما تراه وهمًا هو وهم، وما تراه واقعية صارمة هو واقعية صارمة؟
ضجيج هذا العالم، لا يسمح لك بأن تقول هذا وهمًا أو هذه حقيقة، هذا العالم ضاج بما يفوق قدرتك على أن (تصفن)، أن تتأمل إن خرجت من الوحل، أم إن كنت قد سقطت من القمر، أعرف ذلك، غير أنني قد أخذت جرعة كبيرة من التأمل كادت أن توصلني للتمييز بين الوهم، وبين ما يبدو حقيقة.
اقرأ/ي أيضًا: اعترافات نجيب محفوظ في حوار مجهول
- الليلة.. الناس يستعدون للاحتفال برأس السنة الجديدة، قلت لي "لا سنة جديدة"، وكتبت على صفحتك في الفيس بوك: الزمن صفر.
هو ليس صفرًا، ولكنني أرغب بتصفيره.
- في معظم شخصياتك كان الزمن محدّدًا أساسيًا لدوافعهم، أليس كذلك؟
الزمن هو كائن متوحش مع أنك تعوم فيه وفوقه، يتراءى لك أنك ستصفّره، ستصفّره يعني أنك تقتله، هي معركة خاسرة، أعرف خسائرها، ومع ذلك لعبتها.
- أنت لا تميّز بينك وبين أبطالك، هل كنت من بين أبطال رواياتك؟
قبل قليل كنت أحكي مكالمة مع عادل المحمود، قلت له: "لا بد من اللجوء إلى طبابة نفسية"، فأجابني إنني قادر أن أعالج نفسي وأنا من خلق شخصيات روائية بالغة التعقيد، ونجحت في تفكيكها، قال لي عادل :"أنت طبيبك".
- هذا اعتراف بأنك مريض؟
لا يستدعي الأمر اعترافًا أو نكرانًا، نحن في الزمن المريض، زمن الحرب بما يحمل من هستيريا وعبث وانتهاكات لكل ما هو معافى فينا، كل رواياتي باستثناء "آخر أيام الرقص"، كتبت في زمن الحرب، وكل أبطالها من منتجات هذه الحرب، لقد ألقت الحرب بظلها الثقيل عليهم، وكنت أسعى للظفر بالتقاط شئ من الجمال في زمن الحرب هذا، كان جهدًا شاقًا حسب ظني، هذا الجهد فيه بعض من مساعي علاجي، نعم أنا مريض، وحيث أقرّ بذلك، تبتدئ فكرتي الجديدة عن العالم، وهذا هو الانجاز الحقيقي الذي سرقته من أهوال ما يحدث.
نبيل الملحم: ليس من اللائق أن يدّعي أيّ منا إنجازًا، نحن في عالم السوشيال ميديا، لسنا في زمن جنكيز خان
- رواياتك أليست إنجازًا؟ أنت تحكي باستخفاف عما يمكن أن يكون انجازًا.
ليس من اللائق أن يدّعي أيّ منا إنجازًا، نحن في عالم السوشيال ميديا، لسنا في زمن جنكيز خان، لسنا في زمن الإنجاز، نحن في زمن تدمير المعنى، كل المعنى، ما يتبقّى هو لعنتك الشخصية وعليك أن تعاملها بقسوة أو برفق.
اقرأ/ي أيضًا: راهيم حسّاوي: أنا سريع مثل الكهرباء
- إذن لماذا نشرتها؟
لحظة الكتابة.. مسوّدات الكتابة هي الوهم، حين تكتب تكون ممسوكًا بأصابع الوهم، تمامًا كما لو كنت ترجو لمحتضر النجاة، ولكن حين يموت المحتضر فأنت أمام حقيقة صارمة هي "الدفن".
- هذا يدعوك إلى التوقف عن الكتابة.
لا أستطيع أن أفعل ذلك، سأبقى أكتب وأكتب وأكتب.
- لماذا؟
من دون الكتابة إقرار بالتعفن، الكتابة هي الفعل الأقرب إلى الاستحمام، فعل إزاء شوائب الجسد، هل تستطيع أنت أن تتوقف عن الاستحمام؟
- على من تراهن من قرائك؟
لا أراهن، احترام النفس يستدعي نسيان القارئ وسلطته عليك، أنا رجل حرّ، ما من سلطة يمكنها أن تملي شرطها عليّ.
- بما فيها دكتاتوريات بلادك؟
سأستعير ليونارد دافنشي، عندما تحمي اللبوة صغارها من أيدي الصيادين، ولكي لا يعتريها الخوف من حرابهم، فإنها تبقي عينيها على الأرض وتقاتل حتى النهاية لئلا يساق صغارها أسرى إذا ما اختارت الهروب.
- هل شخصياتك مثلك؟
لا .. ليس الأمر كذلك، أنا فيها، نعم، ولكنها ليست مثلي، فحين أكتب أتحوّل إلى مُستطلع إن شئت، شخصياتي أنتجها بأقدامي.
- وضّح لي أكثر.
شخصياتي هي نتاج حركتي، أنا رجل بالغ الحركة، طالما أمضيت وقتي باستطلاعات المكان، الناس، اللون، وكذلك الاندفاعات البشرية، ستقول لي ما علاقة أقدامك، سأقول لك: الرواية ليست فعل تأمل فحسب، هي فعل استطلاع، بصبصة إن شئت، فتح ثغرة في الجدران الكتيمة، هذه الثغرة تفتحها الأقدام البشرية وهي تتحرك في المكان، في "خمّارة جبرا" عشرات الأمكنة، بيوت واطئة، كرخانات، بيوت مترفة، بشر ممزقون، بيئات حائرة، وهذا لا يمكن التعرف إليه سوى بالحركة.
نبيل الملحم: لرواية ليست فعل تأمل فحسب، هي فعل استطلاع
- وأنا أقرأ أعمالك، تتراءى لي قسوتك في رسم مصائرهم، كثير منهم ينهار، كثير منهم يموت.. فرنسا في "خمّارة جبرا"، نزار في "سرير بقلاوة"، يوسف في "حانوت قمر"، وهكذا.
لا أقسو عليهم، أنت تضرب سنابل القمح بقسوة، لتخرج منها القمح.
اقرأ/ي أيضًا: أليسيا فيكاندر: الألم الذي يمكنك احتماله يتغيّر
- هل قمت باستطلاعات ما قبل كتابة "خمّارة جبرا"؟
بالتأكيد، أفعل ذلك لأسترد ذاكرتي المفقودة، ولكنها ليست استطلاعات اللحظة، هي استطلاعات متراكمة، ركام من الذاكرة ولم يكن أمامي سوى ترحيل هذا الركام.
- سأسألك.. لماذا الكرخانات؟
*كان يمكن أن لا تكون الكرخانات هي الخيط الحامل لسبحة الرواية، كان يمكن استبدالها بمسار حزب، أو تاريخ قبيلة أو عائلة، ولكن الكرخانات هي ذلك الفعل السرّي، المفضوح، أقول لك السرّي/ المفضوح، وستجد تناقضًا في التوصيف، هو ليس تناقضًا، كل زبائن الكرخانات يدخلونها ببالغ السريّة وكلهم يتعرون فيها ببالغ الوضوح.
- كيف تجمع مسارات أبطالك، على تناقضاتهم؟
مشط النول من عصي منفصلة، ومع ذلك يوحّد خيوط النسيج.
- هل كنت من رواد الكرخانات؟
نعم.. ولكنني لم أكن زبونًا ولا للحظة.
- اشرح لي.. أوضح لي.
ذات يوم دخلت كرخانة، كانت البنت التي في استقبالي بنت سئمة من زبائنها، منحتها عشر أضعاف ما يمكن لزبون أن يمنحه لعاهرة، مقابل أن أجلس على الكنبة بكامل ملابسي بما في ذلك معطفي الفضفاض وحذائي المدبّب، وحين تساءلت، أدركت أنه "الملل"، أنا رجل ملول، يلعب بالوقت وهي بنت سئمة.. تحولنا إلى ثنائي يلعب مع الوقت، كان عليها أن تبدّد وقتها مع ولد مراهق يمنحها كل مدّخراته المخصّصة لإنفاقها على فصل كامل من فصول المدرسة، وكان علي أن أصغي.
- فعلت ذلك لتتعرف على عالمها؟
لا أبدًا، فعلت ذلك لأنه كان عليّ أن أفعله دون أن أفهم الدوافع، كان ذلك صبيحة حرب تشرين، كانت البلاد قد دخلت الحرب، كان ذلك في "بحسيتا" حلب، وكانت الأغاني الوطنية تصدح في ذلك المكان الفارغ من الزبائن حيث الرجال منشغلين بتتبع أخبار الحرب.
- كم كان عمرك؟
16 سنة.
- أليس مبكّراً أن يدخل فتى صغيراً كرخانة؟
لا .. هو عمر السؤال.. أنت تسأل في الـ 16 وتجيب في الستين، هذه هي الحكاية، وأظن أن الحياة أجابت عن سؤال "بحسيتا" حلب.
- كيف أجبت؟
كان موقفًا من الحرب إن شئت، كنت أدرك عبث الكلام عن انتصارات.
نبيل الملحم: أرى أن الطغيان يأكل نفسه، هو أشبه بحيوان اسمه ابن عرس، يقتل خصمه برائحة بوله
- هل كانت تلك العاهرة هي شخصية "فرنسا" في روايتك؟
لا.. شخصية فرنسا هي تراكم تفاصيل ألف امرأة وامرأة، هي فلسفة أنثى انتهكت، انتهكتها الحياة، وخذلتها البيولوجيا.
اقرأ/ي أيضًا: منذر جوابرة.. عودة إلى دفتر الانتفاضة
- وجاد الحق جاد الله؟
هو الجزء الثاني من الكرخانة، ولكنها كرخانة محاطة بالهيبة، بالسلطة والقوّة، بالبطش، بإلغاء إرادة الإنسان وتحويله إلى مسخ.
- وأنا أقرأ جاد الحق جاد الله، تخيلته قزمًا.
بإمكانك أن تتخيله كذلك، محمد ملص قال لي نفس الكلام "تخيلته قزمًا"، ولكن من قال أن القزم هو ذلك الرجل بالغ القصر؟ لا .. القزم بهذا المعنى هو ذلك المسلوب الإرادة، وجاد الله هو ذلك المستلب، هو شخصية عايشتها، وعرفتها عن قرب، عن كثب، هو رجل استطلعته بما لا يقل عن عقود ثلاث.
- لماذا اخترته هو دون غيره ليكون بطل روايتك؟
عبره، كان زمن الرواية، ومع تطوره كان تطور عمر الرواية، معه انتقلت من كرخانة باب الجابية وكان اسمها الفعلي كرخانة البدوي، إلى كرخانة الروبير، معه انتقلت من كرخانة مطالع الاستقلال إلى كرخانة الوحدة السورية المصرية، إلى كرخانات البعث وقد امتدت إلى اللحظة.
- ولكنك انطلقت من اللحظة في روايتك.. من جاد المصاب بهشاشة العظام وهو يهتف "الشعب يريد".. هل كنت تتكئ على رمزية الحالة؟
لا أبدًا، لست مع الترميز، ولا الإسقاط، اتكأت على لحظة واقعية، بل صارمة في واقعيتها.. جاد الله وقد أمضى عمره صرصارًا، حاول الوقوف على قدميه حين لم تعد قدماه تحملانه، وهذا ما حدث ليس له وحده، ربما حدث للكثيرين غيره ممن لم يأتوا في موعدهم.
- مع كل رواياتك، وهي تعرض للعنف والطغيان والاستبداد، أين أنت من المعارضة؟
لم أقس المسافة، ولا تستهويني كلمة "معارض"، هي اختزال بالغ الغباء، ولكن أرغب في أن أخبرك شيئًا، بالنسبة لي بدت حكايتي في ثنائية سلطة/ معارضة، كحكاية القاشوش الذي رغب كلا طرفي الصراع بإماتته.. السلطة راغبة بقتله كي لا يغنّي، والمعارضة راغبة في أن تقتله السلطة كي تربح معركتها مع رأي عام يأسف لموت مغني، بعد سنوات "مات المغني/ عاش المغني".
- حضرت في الفترة الأخيرة تصنيفات: كتّاب داخل، كتّاب خارج، بحيث بات علينا اعتبار الأولون تهمة ملتصقة بالموالاة.. ماذا تعلّق؟
*المفروض أن لا أعلّق، ولكن دعني أقول إن ثمة من يستطيب المواقف السهلة، الكلام السهل، الكلام غير المكلف، وحين يكون هذا هو خيارك، من الطبيعي أن لا تكون في مساحات الخطر.. أن تكون في المساحات الآمنة.. الكتابة الآمنة، كما الحياة الآمنة لا تصلح سوى للأموات، وحدهم الأموات آمنون.. بقيت في سوريا لأنني لم أكن ميتًا ولا أريد أمان الموت.. على كل يبقى الاحتكام للإنجاز.
نبيل الملحم: المرأة في رواياتي هي مغامرة الرجل، لا أمان الرجل
- في كل أعمالك حضر الطغيان، وفيها كلها لم ينتصر الناس على الطغاة، هل ترى أن الناس عاجزون إلى هذا الحد؟
ما المقصود بالناس؟
اقرأ/ي أيضًا: بشار إبراهيم.. الأمل معلّق بالسينما المستقلة
- الناس المهزومون.. في "بانسيون مريم" عاد بطلك ليقفل الباب على نفسه معترفًا بهزيمته.
هذا لا يعني انتصارًا للطغيان، مازلت أرى أن الطغيان يأكل نفسه، هو أشبه بحيوان اسمه ابن عرس، يقتل خصمه برائحة بوله، غير أن رائحة بوله تقتله أيضًا، هكذا أرى الأمر.
- هذا سيقودني إلى سؤال: ما صلة السياسة بالأدب؟
الأدب هو اختبار حياة، السياسة هي إدارتها، السياسة واحدة من أدوات الأدب.
- هل تعتقد أن بمقدورك أن تكون رجل سياسة؟
بالتأكيد لا، أن تكون رجل سياسة عليك أن تكون ذكيًّا بما يكفي، واطئًا بما يكفي، سخيًا بما يكفي، بخيلًا بما يكفي.. أنا رجل ما فوق الكفاية، كان يمكن أن أكون ثائرًا لا سياسيًا.
- المرأة في رواياتك تتأرجح ما بين الطاهرة والعاهرة، أيّ منهما تختار؟
ليست دقيقة هذه القراءة، مع كل امرأة من نساء رواياتي حشد من التناقضات.
- وماذا عن المرأة في حياتك؟
لا أحب الكلام عنها.
- لماذا؟
أجهلها.
- كيف تجهل المرأة في الحياة وتعرفها في الرواية؟
هي في الحياة من منتجات الله.. في روايتي من منتجاتي، أنا أعرف منتجاتي.
- ما من حضور أقوى من حضور المرأة في رواياتك.
المرأة في رواياتي هي مغامرة الرجل، لا أمان الرجل.. في الحياة، يظهر أنني أبحث عن الأمان.
- تتكرر الأسماء في عناوين رواياتك: بقلاوة، رحيم، مريم، جبرا.. ثمة رابط عميق بينك وبين الاسم؟
أظن ذلك، تبدأ الرواية بتصورات واحد من شخوصها، ثم لا يلبث أن يستولي على الرواية وكاتبها، ويستأثر بعنوانها، هل تصدّق، لم يشغلني العنوان ولا لمرة واحدة، يحضر كانطباع أول ثم لا يلبث أن يحتل الغلاف، على كل هذا ليس عيبًا، سأقول مايدعو للضحك، كل أعمال شكسبير تحمل أسماء أبطاله: يوليوس قيصر، هاملت، عطيل، روميو وجولييت، ماكبث.. لم لا؟ يحلو لي أن أتشبه بنبيي.. بشكسبير.
- أنت كثير الأسفار، متنقل على الدوام، ماذا يعني لك المكان؟
اليوم، ما من مكان صديق، كل الأمكنة مضادة لي.. كل الأمكنة تجرّدني من ثماري.
- وبالأمس؟ أعني في الماضي.
في الماضي كان يحفّز بي البحث عن الجذور، بحثت عن جذوري في افريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكيتين، ولم أعثر عليها، الآن يستهويني البيت، ليس مهمًا أين، في سفح أو تلّة، كل ما أبحث عنه هو البيت، أريد بيتًا يشبهني، هذا كل ما أبتغيه.
نبيل الملحم: ما من مكان صديق، كل الأمكنة مضادة لي.. كل الأمكنة تجرّدني من ثماري
- هل عثرت عليه؟
لا.
- هل ستعثر عليه؟
لا أظن.
- والمحصلة؟
لن أعثر على بيت سوى إذا صنعت بيتي بيدي، المعماريون يبنون السجون، يجيدون الأسوار، إذا حزت تلك المهارة سأبنيه، لا أظن أنني مؤهل للفوز بمهارة كهذه، تماماً كما خاب أملي بأن أكون ملاكمًا بمستوى محمد علي كلاي.
- ما الذي يدعوك لاستحضار محمد علي كلاي؟
هذا الرجل يسكنني منذ كنت طفلًا ومازال.. مازلت أحاول أن أكون ملاكمًا، فجر الأمس، كنت أرقص على أغاني الشيخ أحمد التوني، وألاكم الهواء.
- أنت حزين.
أنا ملول، هذا كل ما في الأمر.
- مع السنة الجديدة.. ماذا تتمنى؟
أن أنجو من الجنون.
اقرأ/ي أيضًا: