12-يوليو-2024
كيبوتس بئيري

نتائج تحقيق الجيش الإسرائيلي في أحداث السابع من أكتوبر (رويترز)

عرضت لجنة تحقيقٍ في الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيقها حول مجريات أحداث يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر في مستوطنات غلاف غزة.

وبحسب اللجنة، تمحور التحقيق حول أحداثٍ مختلفة، بينها إطلاق الدبابات النار على أحد المنازل في كيبوتس بئيري، بالإضافة إلى الإخفاقات العسكرية في ذلك اليوم على أكثر من صعيد، بدءً بساعات الهجوم الأولى، وانتهاءً بتعامل الجيش غير المهني معه ما أدى لسقوط قتلى إسرائيليين بنيران الدبابات والطيران الإسرائيلي.

وأجرى التحقيق الجنرال المتقاعد، ميكي أدليشتاين، الذي عرض نتائج التحقيق على المعنيين للمصادقة عليه، ولإتاحة نشره للعموم في وقت لاحق.

يشار إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، تسلّم تقريرًا أوليًا يتضمن نتائج التحقيق في أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لكنه "فرضَ أقصى درجات السرية على نتائجه" حسب صحيفة إسرائيل اليوم.

ومن المنتظر أن تشارك لجنة التحقيق نتائج تحقيقها مع سكان مستوطنات غلاف غزة، وعائلات القتلى والمحتجزين في غزة أولًا، ومع العموم ثانيًا عبر نشره على موقع الجيش.

التحقيق الإسرائيلي: "ما حدث في كيبوتس بئيري فشلٌ ذريع وتقصيرٌ وإهمال مؤلم ومهين، فالدبابة التي قصفت منزلًا بذريعة وجود مسلحين مع محتجزين تسببت بقتل 13 إسرائيليًا"

وفي هذا الصدد، أكدت وكالة رويترز أن فريق التحقيق شارك نتائج تحقيقه مع سكان بئيري، وقالت ميري جاد ميسيكا إحدى ساكنات الكيبوتس "لم أكن بحاجة إلى كل هذه التفاصيل".

مضيفةً: "ما يهمني هو سبب ما حدث، والكيفية التي يمكننا بها منعه من الحدوث مجددًا، والكيفية التي يمكننا بها إعادة رهائننا، والكيفية التي يمكننا بها الشعور بالأمن من جديد".

وسبق لقائد أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، أن أعلن مسؤوليته عما حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وأصدر قرارًا في شباط/فبراير ببدء تحقيقات داخلية في وحدات الجيش كافةً لتحديد المسؤوليات عن ما يوصف إسرائيليًا بالفشل الأمني المريع استخباريًا وسياسيًا.

أمّا وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، فقال أمس الخميس إن التحقيق يجب أن يشمله هو نفسه بالإضافة لرئيس الحكومة نتنياهو، مع الإشارة إلى أن هذا الأخير "رفض دعوات سابقةً لفتح تحقيق رسمي"، حسب رويترز.

نتائج التحقيق

أشارت نتائج التحقيق حسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى "إخفاقات خطيرةٍ في الطريقة التي وصلت بها قوات الجيش الإسرائيلي إلى كيبوتس بئيري"، حيث أظهر التحقيق "أنه لم يكن هناك أي اتصال بين قوات الجيش الإسرائيلي التي كانت توجد داخل الكيبوتس، مما جعل من المستحيل إدارة جميع القوات فيه".

كما كشف التحقيق أنه "لم تكن هناك أولوياتٌ للأهداف التي من المقرر تحقيقها داخل الكيبوتس، وتأثرت وتيرة التقدم في الميدان بهذا الأمر"، حيث كانت العشوائية والتردد سيد الموقف.

واعتبر التحقيق أن ما حدث في كيبوتس بئيري "فشلٌ ذريع وتقصيرٌ وإهمال مؤلم ومهين"، فالدبابة التي قصفت منزلًا بذريعة وجود مسلحين مع محتجزين تسببت بقتل 13 إسرائيليًا.

وفي الكيبوتس المذكور لوحده قُتل 100 من الإسرائيليين وأُسر نحو 30 آخرون، لا يزال 11 منهم محتجزون في غزة. ويبلغ عدد سكان كيبوتس بئيري نحو ألف شخص.

وقال التحقيق إنّ الجيش لم يحم تجمع بئيري الذي كان الأكثر تضررًا من أحداث عملية طوفان الأقصى، حسب التحقيق الإسرائيلي.

وتناول التحقيق، بشكلٍ مفصل، سلسلة الأحداث والقتال وسلوك القوات الأمنية خلال السابع من أكتوبر.

وخلص التحقيق إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدًا لسيناريو التسلل الكبير لمسلحين إلى إسرائيل، ولم تكن لديه قوات كافية في المنطقة، ولم تكن لديه الصورة الكاملة للأحداث حتى الظهر، أي بعد بضع ساعات من بدء الهجوم، بالإضافة إلى أنه لم يحذر سكان بئيري بالصورة الملائمة وأن قتاله لم يكن منسقًا.

واتسم القتال، حسب التحقيق، "في المنطقة خلال الساعات الأولى بانعدام القيادة والسيطرة، وانعدام التنسيق، وانعدام النظام بين القوات والوحدات المختلفة. وقد أدى هذا إلى عدة حوادث تجمعت فيها قوات الأمن عند مدخل الكيبوتس دون الانخراط في القتال على الفور".

وأضاف: "وجد التحقيق أن المسؤولين الأمنيين لم يقدموا تحذيرًا كافيًا لسكان كيبوتس بئيري بشأن تسلل الإرهابيين، خلال الساعات الأولى من الهجوم الإرهابي".

وخلص التحقيق إلى أن نقطة التحول لم تتم إلا عندما تم تعيين ضابط كبير للتنسيق بين القوات في المنطقة، مما أدى إلى استعادة السيطرة العملياتية على الكيبوتس.

لكن التحقيق "لم يجد خطأً في إطلاق دبابة النار على منزل كان المسلحون يحتجزون فيه نحو 15 رهينة، وهو حادث أثار انتقادات في إسرائيل لتعريض المدنيين للخطر".

وجاء في ملخص الجيش: "بعد سماع دوي إطلاق النار من المنزل وإعلان "الإرهابيين" نيتهم قتل أنفسهم والرهائن، قررت القوات اقتحامه من أجل إنقاذ الرهائن".

وأضاف الملخص: "وجد الفريق أن المدنيين داخل المنزل لم تصبهم قذائف الدبابة، إلا أنه يتعين إجراء مزيد من التحقيقات لتحديد الكيفية التي لقي بها الرهائن حتفهم في ظل وجود علامات تشير إلى أن المسلحين قتلوهم"