عمدت شركة نتفليكس الأمريكية إلى تعليق معظم خدماتها في روسيا اعتبارًا من يوم أمس الأحد، 7 آذار/مارس، وذلك ردًا على تزايد التضييق الرسمي الروسي على أشكال التعبير المختلفة بخصوص الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
يتوقع محللون أن تسهم هذه الخطوة في تعميق حالة العزلة التي تسعى الدول الغربية لفرضها على النظام الروسي
ويتوقع محللون أن تسهم هذه الخطوة في تعميق حالة العزلة التي تسعى الدول الغربية لفرضها على النظام الروسي، خاصة مع انضمام أعداد من الشركات العالمية المعروفة إلى قائمة طويلة من الشركات التي قررت مقاطعة روسيا، وذلك التزامًا بمواقف حكوماتها المعلنة ضدّ الكرملين، إضافة إلى رغبتها في تجنب العقوبات التي قد تطالها في حال استمرار أنشطتها التجارية في روسيا.
وكان من بين أبرز الشركات التي أوقفت خدماتها في روسيا، شركتا فيزا وماستركارد، واللتان أعلنتا قرار إيقاف عمل البطاقات التابعة لها في روسيا. كما كانت الدول الغربية قد تبنت حزمة من العقوبات الاقتصادية الحازمة ضدّ روسيا، وكان من أبرزها استبعاد البنك الروسية من نظام "سويفت" المالي العالمي، وهو ما من شأنه أن يسبب شللًا في المعاملات المالية الدولية لروسيا.
ومن ضمن الشركات الأخرى التي تبنت موقفًا واضحًا ضدّ الغزو الروسي لأوكرانيا، وأعلنت عن تعليق أنشطة أعمالها في روسيا، شركة آبل الأمريكية، وتيسلا، وبوينغ، وسامسونج الكورية، وفورد الأمريكية، ومرسيدس وفولكسفاغن الألمانيتين، وآيكيا السويدية، ومايكروسوفت الأمريكية، إضافة إلى اثنتين من كبرى الشركات المحاسبية العالية، وهما شركتا كي بي أم جي، وشركة برايس ووترهاوس كوبرز، واللتان أعلنتا أنهما ستقطعان ارتباطاتها بالشركات التابعة لها في روسيا، والتي يعمل فيها آلاف الموظفين.
وفي حين لم توضّح نتفليكس بشكل مباشر سبب تعليق خدماتها في روسيا، إلا أنها اكتفت بالإشارة إلى أنّ الخطوة قد أتت بالنظر إلى "الظروف على الأرض"، وذلك بحسب ما نقلت الأسوشيتد برس.
أما تيك توك، المملوكة لشركة بايت دانس الصينية، فقد أعلنت عن وقف خدماتها في روسيا بشكل كامل، بحيث لن يتمكن المستخدمون الرس من تحميل مقاطع الفيديو أو البث المباشر، كما لن يتمكنوا من عرض المحتوى المنشور من المستخدمين الآخرين خارج روسيا.
لمعرفة المزيد عن دور "تيك توك" في الحرب الروسية على أوكرانيا.. يمكنك قراءة هذا المقال.
وللمزيد حول العقوبات الغربية على روسيا وأثرها على اقتصادها على المدى البعيد، يمكنك قراءة هذا المقال.
وقد عزت الشركة قرارها بوقف خدماتها في روسيا إلى رغبتها في عدم مخالفة قانون "الأخبار المفبركة" في روسيا. كما أوضحت الشركة عبر حسابها الرسمي على تويتر، أن خدمات التراسل عبر التطبيق ستظل فعالة في روسيا، ولن تتأثر بقرار وقف الخدمات الأخرى.
وقال متحدث رسمي باسم الشركة أنه سيكون بوسع مستخدمي تيك توك في روسيا الاستفادة من التطبيق بوضعية "المشاهدة-فقط"، دون أن يتمكنوا من نشر المقاطع الجديدة أو تفعيل خدمة البث المباشر، ولا مشاهدة المحتوى الجديد من خارج روسيا، باستثناء المحتوى القديم، من داخل روسيا، وليس من مستخدمين خارجها.
بحسب قانون "الأخبار المفبركة" المثير للجدل في روسيا، يمكن إنزال عقوبات قد تصل إلى السجن 15 عامًا لأي شخص تتهمه السلطات بنشر المعلومات المفبركة
وبحسب قانون "الأخبار المفبركة" المثير للجدل في روسيا، يمكن إنزال عقوبات قد تصل إلى السجن 15 عامًا لأي شخص تتهمه السلطات بنشر المعلومات المفبركة، أو الأخبار التي تخالف الرواية الرسمية الروسية لما يجري في الحرب في أوكرانيا أو عن الجيش الروسي.
اقرأ/ي أيضًا:
العقوبات الدولية على الاقتصاد الروسي.. ما تأثيراتها على المدى البعيد؟
للمرّة الأولى منذ بدء الاجتياح.. روسيا تفصح عن أعداد ضحاياها في أوكرانيا