يواصل بنيامين نتنياهو، رفضه أي مقترح من شأنه أن يفضي إلى إنهاء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، فبعد رفضه للمقترحات التي قدمتها دولة قطر، بالاشتراك مع مصر والولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية، عاد مجددًا إلى رفض وساطة تركية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المتحتجزين الإسرائيليين في القطاع، بحسب ما نقل موقع "العربي الجديد".
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قد أعلن، اليوم الثلاثاء، أن قطر علّقت وساطتها في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مشددًا على أن الدوحة "لن تقبل بأن تُستغل لأغراض سياسية"، مضيفًا أن "الدوحة مستعدة لاستئناف المفاوضات في حال وجود جدية من قبل الأطراف"، ومعيدًا التأكيد على أن "الموقف القطري ثابت وواضح، وهو وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول" التركية.
وبحسب قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن إدارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وجهت الدعوة إلى حكومة الاحتلال من "أجل استئناف المفاوضات الرامية إلى إبرام صفقة الأسرى والتوصل إلى اتفاق من أجل إنهاء الحرب في غزة"، مشيرًا إلى أن أنقرة أبدت "استعدادها للتواصل مع قيادة حركة حماس لتقريب وجهات النظر"، قبل أن يضيف موضحًا أن نتنياهو "أفشل المبادرة التركية في مهدها عبر رفضه الوساطة التركية أو التعامل مع أنقرة بصفتها وسيطاً، في ما يخص ملف الوضع في قطاع غزة".
مصادر "العربي الجديد" أفادت بأن أنقرة أبدت "استعدادها للتواصل مع قيادة حركة حماس لتقريب وجهات النظر"
وكان رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، رونين بار، قد أجرى زيارة سرية إلى تركيا، السبت الماضي، بحث خلالها مع رئيس جهاز المخابرات التركي، إبراهيم قالن، ملف المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. وقالت تقارير صحفية إن بار استمع إلى المبادرة التركية بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والتي رد عليها نتنياهو بالرفض قبل أن تبدأ.
وبحسب مصدر مصري تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن القاهرة كانت "تنظر إلى مفاوضات تركيا، باعتبارها خطوة أولية يتم من خلالها اختبار موقف الحكومة الإسرائيلية في أعقاب التغيرات الأخيرة بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية"، لافتًا إلى أن القاهرة كانت تنتظر موافقة إسرائيل على العودة إلى المفاوضات، وذلك من أجل إلى عقد سلسلة اجتماعات في القاهرة بحضور مسؤولين أتراك بصفة "راع للتفاوض وليس كرئيس".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية قد قالت، أمس الإثنين، إن قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يعملون على "تحريك صفقة أو استكشاف أفكار للخروج من المأزق"، مشيرةً إلى أنهم أوضحوا لنتنياهو أنه "إذا لم تُبدِ إسرائيل مرونة، فلن تكون هناك صفقة، مما يعني التخلي عن المحتجزين"، وهو ما يمثل تناقضًا في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وكذلك تسريبات الصحافة العبرية التي تكررت منذ أكثر من عام.