قال نجل الكاتب البريطاني سلمان رشدي إن والده ما يزال في وضع صحي صعب، رغم أنه تمكن من التحدث ببضع كلمات وممازحة من كانوا حوله من أفراد العائلة وبعض الأصدقاء.
عانى سلمان رشدي من إصابات خطيرة جراء الاعتداء عليه في نيويورك
وقال ظفر رشدي في بيان نشره على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الأحد: "على الرغم من إصاباته البليغة التي ستغيّر حياته إلى الأبد، إلا أن روح الدعابة الممتزجة بالتحدي ما تزال حاضرة لديه كعادته". وأضاف في بيان أسرة سلمان رشدي: "نحن ممتنون جدًا لجميع من هبوا بشجاعة للدفاع عنه وقدموا له الإسعافات الأولية، كما نشكر الشرطة والأطباء الذين اعتنوا به. نحن في غاية الامتنان أيضًا لهذا الدفق الحب والتضامن من جميع أنحاء العالم".
A family statement… @SalmanRushdie #SalmanRushdie pic.twitter.com/tMrAkoqliq
— Zafar Rushdie (@ZafRushdie) August 14, 2022
من جهة أخرى، أكد أندرو وايلي، وكيل أعمال سلمان رشدي، إن المؤلف قد رفع عنه جهاز التنفس الصناعي، وشرع في "رحلة طويلة للشفاء"، وذلك بعد أن تعرض لمحاولة قتل طعنًا يوم الجمعة الماضية في نيويورك على يد شاب يدعى "هادي مطر"، ولد في الولايات المتحدة، لأبوين لبنانيين.
وقال وايلي في تصريح لصحيفة واشنطن بوست إن إصابات رشدي خطيرة، لكن حالته تشهد تحسنًا إيجابيًا، موضحًا بأن عملية التعافي ستكون طويلة.
وكان سلمان رشدي، صاحب رواية "آيات شيطانية"، والبالغ من العمر 75، قد تعرض للهجوم يوم الجمعة داخل مؤسسة تشاتاكوا الثقافية في نيويورك، حيث كان يعتزم إلقاء محاضرة فيها. وقد تعرض رشدي لعدة طعنات جهة الرقبة والبطن، في حادثة أثارت صدمة عالمية واسعة، علمًا أنه كان ملاحقًا بفتوى تقضي بإهدار دمه في إيران، وفتاوى مماثلة من علماء دين سنّة.
وبحسب شهود عيان كانوا قرب رشدي لحظة تعرضه للهجوم، فإن المهاجم البالغ من العمر 24 عامًا قد وجه له عدة طعنات عنيفة. وبحسب وكيل رشدي، فإن المؤلف قد أصيب بتلف في الكبد وأعصاب إحدى ذراعيه، وأنه معرض لفقدان إحدى عينيه جراء الإصابة.
رفض هادي مطر التهم الموجه ضدّه، وما يزال رهن الاحتجاز بانتظار محاكمته.
وقد احتجزت الشرطة هادي مطر، المقيم في ولاية نيو جيرسي، في مكان الحادث، وقد مثل أمام المحكمة يوم السبت ووجهت إليه رسميًا تهم الشروع بالقتل والاعتداء بنية القتل، ورفضت المحكمة وضعه تحت الكفالة المشروطة، نظرًا لحساسية القضيّة، حيث يرى الادعاء العام في مقاطعة الولاية مكان الواقعة، أن وراء الهجوم "دوافع متطرفة". وقد رفض مطر التهم الموجه ضدّه، وما يزال رهن الاحتجاز بانتظار محاكمته.
الخارجية الإيرانية تنفي صلتها بالمعتدي
في حين أثار خبر الاعتداء على سلمان رشدي أصداء إيجابية في وسائل إعلامية عديدة رسمية وشبه رسمية داخل إيران، إلا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قد نفى اليوم الإثنين تورط طهران في الاعتداء، وذلك في أول تصريح إيراني رسمي تعليقًا على الحادثة. في المقابل، قال كنعاني إنه "عند النظر في حادثة الاعتداء على سلمان رشدي في الولايات المتحدة فإننا لا نعتبر أن أحدًا يستحق اللوم وتوجيه الاتهام إلا سلمان رشدي وأنصاره"، مؤكدًا أنه "لا يحق لأحد توجيه اتهام لإيران في هذا الصدد".