20-يونيو-2024
يقيم في نزل السبيل لاجئين سياسيين وفارين من النزاعات (AFP)

(AFP) جانب من نزل السبيل

لم تعد المكسيك منطقة عبور لمواطني دول أميركا اللاتينية للوصول للولايات المتحدة فحسب، بل أصبحت كذلك لمواطنين قادمين من كل دول عربية وإسلامية.

تكشف أرقام رسمية للحكومة المكسيكية أنّ 1.39 مليون شخص عبّروا المكسيك بين كانون الثاني/يناير وأيار/مايو من هذا العام، وهم ينتمون إلى 177 جنسية مختلفة.

يقيم عدد من المهاجرين من دول أميركا اللاتينية والجزائر وسوريا واليمن وأفغانستان في نزل "السبيل" بمدينة تيخوانا الواقعة، شمال غرب المكسيك، يأملون بالوصول إلى الولايات المتحدة.

توضح وكالة "فرانس برس" بأنه على الرغم من اختلاف قصص نزلاء "السبيل" ولغاتهم، إلا أنهم يجتمعون كلهم على ممارسة" شعائر الإسلام"، حيث يعتبر النزل الوحيد في تيخوانا الذي يحتوي على مسجد.

التقت الوكالة الفرنسية بعدد من هؤلاء النزلاء، من بينهم ميثم العجيلي، وهو شاب سوري يبلغ من العمر 26 عامًا، الذي قال، قبل دقائق من أداء صلاة الجمعة، إنّ: "الناس هنا ودودين جدًا، ويتبعون الديانة نفسها، تشعر كأنك ضمن أسرة واحدة".

في نزل "السبيل" بمدينة تيخوانا، شمال غرب المكسيك، يقيم عدد من المهاجرين من دول أميركا اللاتينية والجزائر وسوريا واليمن وأفغانستان، يأملون بالوصول إلى الولايات المتحدة

تشير الوكالة إلى أنّ ميثم هرب من بلاده بسبب عدم الاستقرار نتيجة الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2011. يتحدث ميثم عن الوضع في سوريا قائلًا: "لا يمكنك ضمان العودة إلى منزلك حيًا إذا خرجت".

قطع العديد من المهاجرين المسلمين من شمال أفريقيا والشرق الأوسط مسافات طويلة في رحلات خطيرة للوصول إلى أميركا الجنوبية والوسطى، بينما وصل البعض إلى المكسيك برحلات جوية مباشرة.

يقول يوسف رهنالي، وهو جزائري يبلغ من العمر 31 عامًا، والذي عبّر الإكوادور ثم سبع دول أخرى للوصول إلى المكسيك: "الذهاب إلى أوروبا صعب، لأنك تحتاج إلى تأشيرة". ويضيف: "اخترت الولايات المتحدة، لأنها بلد يستقبل الجميع".

أما فناه أحمدي، وهو صحفي أفغاني يبلغ من العمر 29 عامًا، فقد توجه أولًا إلى إيران أين حصل على تأشيرة إنسانية لدخول البرازيل بعد فترة طويلة من الانتظار.

ويخبر أحمدي الوكالة الفرنسية عن رحلته قائلًا: "بعد ذلك عبرت تسعة إلى عشرة بلدان للوصول إلى المكسيك. هناك الكثير من العقبات لكن كل هذه المشاكل أصبحت ورائي، واليوم أنا هنا".

تشير "فرانس برس" إلى أنّ النزل بالإضافة إلى توفير مكان للصلاة والتواصل الثقافي، يأخذ على عاتقه توفير السكن والطعام وهي أمور يعجز العديد من المهاجرين عن تحمل تكاليفها.

تقول صاحبة النزل سونيا غارسيا، الذي أسسته عام 2022، وهي مكسيكية اعتنقت الإسلام بعد زواجها من مسلم: "للمسلمين منزل في تيخوانا"، وأضافت: "النزل يمكنه استقبال 200 شخص، ويوفر لهم مكانًا للصلاة والطعام الحلال"، مشيرةً إلى أنها "فوجئت بوصول مهاجرين من دول لم تسمع عنها من قبل، مثل أوزبكستان".

ويقيم في النزل لاجئون سياسيون وفارون من النزاعات، وتتراوح مدة الإقامة فيه من سبعة أيام إلى سبعة أشهر.

يذكر أن موضوع الهجرة هو في صلب الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، المزمع إجراؤها في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وفي مطلع الشهر الجاري، وقع الرئيس الأميركي، جو بايدن، مرسومًا يمنع المهاجرين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية من حق اللجوء إذا تجاوز عددهم 2500 يوميًا لمدة سبعة أيام متتالية.

وبموجب هذا الأمر، ستتمكن السلطات من ترحيل المهاجرين الذين عبروا إلى الولايات المتحدة من دون الوثائق المطلوبة.

كما أعلن بايدن عن إجراءات لتسوية أوضاع آلاف الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة، والتي أدانها خصمه المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وقال الرئيس الأميركي: "يمكننا ضمان أمن الحدود مع المكسيك وتوفير سبل قانونية للهجرة".

وفي عام 2023 أوقفت الولايات المتحدة 2.4 مليون شخص دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية وهو رقم قياسي.

في الإحصائيات الأميركية يصنف المهاجرون المسلمون ضمن فئة "آخرون" بسبب أعدادهم المحدودة مقارنة مع مواطني دول أميركا اللاتينية والهند وروسيا.