يواصل الوضع الإنساني في غزة تدهوره بشكل متزايد، مع استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع وتزايد حركة النزوح إلى مراكز الإيواء، لا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.
وقد أفاد مراسل "التلفزيون العربي" في دير البلح، عبد الله مقداد، بأنّ أكثر من 60 % من سكان قطاع غزة يعيشون في مراكز الإيواء وفي خيام بلاستيكية لا تصلح للعيش، ولا تتوفّر فيها أدنى مقومات الحياة، لافتًا إلى استمرار حركة النزوح.
وأضاف أنّ عددًا كبيرًا من النازحين لم يجدوا مكانًا آمنًا للجوء إليه، ويتكدّسون حاليًا بين دير البلح وخانيونس في منطقة صغيرة المساحة لا تتوفّر فيها البنى التحتية اللازمة، أو خدمات الصرف الصحي والكهرباء والمياه.
وأكد أنّ المعاناة رفيقة الغزيين في حياتهم اليومية، بدءًا من الحصول على المياه وانتهاءً بالحصول على الطعام والعلاج.
سكان القطاع يواجهون الجوع والفقر، ما يرفع مستويات سوء التغذية، خصوصًا لدى الأطفال، وذلك مع منع الاحتلال وصول المساعدات الإغاثية إلى القطاع عبر معبر رفح البري منذ أكثر من شهرين
وفي هذا الإطار، كشفت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، نبال فرسخ، في حديث مع "التلفزيون العربي"، أنّ 96 % من سكان قطاع غزة يُعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأضافت فرسخ أنّ سكان القطاع يواجهون الجوع والفقر، ما يرفع من مستويات سوء التغذية لا سيما لدى الأطفال، مع منع الاحتلال وصول المساعدات الإغاثية إلى القطاع منذ أكثر من شهرين عبر معبر رفح البري.
وفيما أشارت إلى أنّ النازحين مهدّدون بالإصابة بوباء الكوليرا، ذكّرت بالدمار الذي لحق بالقطاع الطبي وتوقّف سيارات الإسعاف عن العمل بسبب نفاد الوقود.
من جهتها، حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، من توقّف مولّدات مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس، وهو المستشفى الوحيد العامل في جنوب قطاع غزة، جراء عدم توفّر الوقود اللازم لتشغيله.
وحذر برنامج الأغذية العالمي، اليوم الخميس، من أن مليوني فلسطيني في قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأعرب البرنامج عن "قلقه" إزاء تقليص حجم عمليات تقديم المساعدات لغزة جراء "عرقلة النزاع المستمر الوصول إلى معبر كرم أبو سالم".
وأرفق البرنامج مقطعًا مصورًا يظهر الطرود الغذائية التي يرسلها من مستودعه في قرية أبو رواش، بمحافظة الجيزة المصرية، إلى الفلسطينيين في غزة.
وفي سياق متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن أطفال القطاع يموتون أو يشاهدون والديهم يُقتلون جراء الهجمات.
وفي قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الخميس، إن أطفال غزة "يموتون أو يشاهدون والديهم يقتلون" جراء الهجمات التي تشنها إسرائيل على القطاع.
جاء ذلك في كلمة غوتيريش أمام القمة 24 لمنظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في العاصمة الكازاخية أستانا.
وأضاف: "أطفال غزة يموتون ويعانون من إصابات خطيرة وصدمات نفسية، ويشاهدون والديهم يُقتلون وتُدمر منازلهم".
وأكد الأمين العام أن تلك المشاهد التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون في قطاع غزة "يجب أن تتوقف".
وأردف: "نحن بحاجة للسلام بأنحاء الشرق الأوسط، بدءا بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية بغزة، وإنهاء سفك الدماء، والإفراج الفوري غير المشروط عن جميع الرهائن وزيادة المساعدات المنقذة للحياة".
وأكد أن هناك حاجة أيضا إلى "التزام واضح وخريطة طريق لضمان حل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير".