تستقبل العاصمة الألبانية تيرانا مساء اليوم الأربعاء، المباراة النهائية للنسخة الأولى من دوري المؤتمر الأوروبي، بين روما الإيطالي وفينورد الهولندي، في مواجهة يطمح فيها الذئاب بقيادة جوزيه مورينيو للحصول على التتويج الأوروبي التاريخي الأول في النهائي الثالث للفريق، بعدما خسر نهائي كأس الكؤوس الأوروبية في العام 1984، ونهائي كأس الاتحاد الأوروبي نسخة 1991، في المقابل يبحث فينورد عن تتويجه الأوروبي الرابع، بعد نجاحه بتحقيق كأس الكؤوس الأوروبية في العام 1970، كما حقق كأس الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى عام 1974، قبل أن يكرّر إنجازه في العام 2002، بقيادة فان مارفيك مدرب منتخب الإمارات الحالي، بعد الفوز في المباراة النهائية على بروسيا دورتموند الألماني 3-2.
يطمح فينورد روتردام أيضًا لأن يصبح الفريق الهولندي الأول الذي ينجح في التتويج بثلاث بطولات أوروبية مختلفة، بعد كأس الكؤوس الأوروبية وكأس الإتحاد الأوروبي، بينما ستكون الفرصة متاحة أمام مدرب روما البرتغالي جوزيه مورينيو في حال تحقيقه اللقب، لأن يكون المدرب الأول الذي يحقق دوري المؤتمرات، دوري الأبطال ( مع بورتو وإنتر ميلانو ) والدوري الأوروبي (مع مانشستر يوناتيد )،وفي حال فوز روما باللقب، سيكون الفريق الإيطالي الأول الذي يظفر بكأس أوروبية منذ تحقيق إنتر ميلانو لدوري أبطال عام 2010 بقيادة مورينيو بالذات.
نظام البطولة المستحدثة وطريق الفريقين إلى النهائي
أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في كانون الأول /ديسمبر 2018، إطلاق مسابقة دوري المؤتمرات الأوروبي بدءًا من موسم 2021-2022، بعد خفض عدد أندية مسابقة الدوري الأوروبي من 48 إلى 32، بمشاركة الفرق ذات المستوى أو الترتيب الأدنى من الفرق المشاركة في دوري الأبطال والدوري الأوروبي، بهدف إعطاء الفرصة لعدد أكبر من الفرق للمشاركة في مسابقات قارية، وتحقيق أرباح مالية ورفع نسب المشاهدة.
شارك في التصفيات المؤهلة إلى البطولة 72 فريقًا، هي مزيج من فرق حقّقت لقب الكأس في البطولات الأوروبية ذات التصنيف المتوسط أو المتدني، وفرق احتلت وصافة الدوري في بعض هذه البطولات، بالإضافة إلى الأندية التي خسرت في التصفيات التمهيدية لدوري أبطال أوروبا، لتنضم إلى الفرق التي حققت المركز السادس أو السابع في الدوريات ذات التصنيف المتقدم، فيصبح عددها 32 قسّمت على ثمان مجموعات على أن تُلعب بنفس نظام دوري أبطال أوروبا.
تصدّر روما مجموعته في الدور الأول، بالرغم من الخسارة المهينة التي تعرّض لها أمام بوبو غليمت النرويجي بنتيجة 1-6. في ثمن النهائي تفوّقت كتيبة مورينيو على فيتيس الهولندي، قبل أن يتواجه مرة أخرى مع بوبو غليمت، وينتقم منه ويقصيه من المسابقة، ليجد ليستر سيتي بانتظاره في المربع الذهبي، في مباراة وصفت بأنها نهائي مبكر، وحظيت باهتمام جماهيري كبير وأنهاها الذئاب متفوقين بنتيجة 2-1 في مجموع الذهاب والإياب ليبلغوا المباراة النهائية.
من جهته تصدّر فينورد هو الأخر مجموعته متفوقًا على سلافيا براغا التشيكي، واكتسح بارتيزان بلغراد الصربي بمجموع 8-3 في ثمن النهائي، ليواجه سلافيا براغا مرة أخرى، ويقصيه بعد مواجهة مثيرة بمجموع 6-4، ليلعب بدوره نهائيًا مبكّرًا ضد مارسيليا الفرنسي ويتفوّق عليه 3-2، ويحجز بطاقة السفر إلى العاصمة الألبانية.
يدخل روما المباراة النهائية بمعنويات مرتفعة، بعد نجاح الفريق في إنهاء الدوري الإيطالي بالمركز السادس وتأمين بطاقة التأهل إلى الدوري الأوروبي في الموسم القادم بغض النظر عن نتيجة نهائي دوري المؤتمرات. اعتمد مورينيو بشكل أساسي على هدّاف الفريق تامي أبراهام الذي وصل إلى العاصمة الإيطالية مطلع العام قادمًا من تشيلسي بطلب من مورينيو، فقدّم المهاجم الإنجليزي مستوى مدهشّا ونجح بتسجيل 17 هدفًا للذئاب في الدوري الإيطالي، إضافة إلى تسعة أهداف في دوري المؤتمرات.
بالرغم من أن المحللين يعطون روما أفضلية نسبية للتتويج باللقب، في ظل الفوارق الفنية بين الفريقين، وخبرة جوزيه مورينيو في النهائيات، فإن فينورد روتردام أثبت هذا العام علو كعبه، فلم يتعرض لأي خسارة في دوري المؤتمرات، وسجّل 28 هدفًا في 12 مباراة كأقوى هجوم بالبطولة، كما يتصدر مهاجمه النيجيري سيرييل ديسيرس قائمة هدافي البطولة برصيد 10 أهداف بفارق هدف وحيد أمام أبراهام.
بالإضافة إلى التأهل إلى المباراة النهائية، أنهى فينورد الدوري الهولندي في المركز الثالث خلف أياكس وأيندهوفن، وقد نجح الفريق في تحقيق سلسلة 11 مباراة بدون هزيمة في جميع المسابقات، انتهت بخسارته أمام تفينتي في المرحلة الأخيرة من الدوري، خسارة لها ما يبررها، بعد وضع الفريق كامل تركيزه على مواجهة روما.
المدربان يثقان في قدرات اللاعبين
جوزيه مورينيو أكّد جاهزية نجمه الأرميني هنريك مختاريان للمباراة، وأشار إلى أن فريقه حقق الأهم ونجح في التأهل إلى الدوري الأوروبي بعد الفوز على تورينو بثلاثية نظيفة الجمعة الماضي، معتبرًا أن هدف الفريق القادم هو تحقيق الفوز في النهائي، لأن روما يجب أن تكون له مكانة في أوروبا، إذ لم يُسبق له أن توّج في السابق، وبالتالي فإن هذا النهائي سيكون هو التاريخ.
على المقلب الآخر، قال مدرب فينورد أرني سلوت إنه يعرف ما عليه أن يتوقّعه من روما، ورأى أن على فريقه اللعب كما لعب طوال الموسم الحالي، مقرًا بتقاليد روما العظيمة، وتميّز لاعبيه في الشق الهجومي وبالأخص تامي أبراهام، إلا أنه يمتلك الثقة بلاعبيه وقدرتهم على التعامل مع جميع السيناريوهات لتحقيق اللقب.