قاد كريم بنزيما ريال مدريد إلى انتصار كبير على تشيلسي حامل اللقب في عقر داره، بثلاثة أهداف لهدف، حينما دوّن المهاجم الفرنسي هاتريك تاريخي هو الأوّل له خارج الديار بالتشامبيونز ليغ، ليضع النادي الملكي قدمًا له في نصف النهائي، فيما حقّق فياريال فوزًا غاليًا على بايرن ميونيخ في ذهاب ربع النهائي، بهدف وحيد سيحاول النادي البافاري تداركه إيابًا، هي ليلة سعيدة لأندية إسبانيا في دوري الأبطال.
بنزيما يضع قدمًا للريال في نصف النهائي
لم يسبق لريال مدريد أن تفوّق على تشيلسي بلقاء رسمي في تاريخه، تواجه الفريقان الموسم الماضي في نصف نهائي دوري الأبطال، البلوز تفوّقوا على الريال وبلغوا النهائي، قبل أن يتوّجوا باللقب، هي مناسبة مثاليّة لريال مدريد من أجل الأخذ بالثأر، الظروف الحالية قد تخدمهم، فالنادي الإنجليزي تفاوت مستواه بعد العقوبات التي طالت رئيس النادي، تجلّى ذلك بخسارته الصادمة في آخر مبارياته بالبريميرليغ، والتي كانت أمام برينتفورد برباعيّة لهدف.
حاول تشيلسي أن يبدأ المباراة بطريقة مثاليّة، هاجم مبكّرًا بغية تسجيل هدف التقدّم، لكنّ محاولة كاي هافيرتز مرّت جوار المرمى، ردّ عليه فينيسيوس جونيور بكرة من هجمة مرتدّة، ردّتها عارضة الحارس السنغالي إدوارد ميندي، ثمّ أتى الدور على ريس جيمس لاعب البلوز، والذي نفّذ كرة ثابتة تصدّى لها الحارس كورتوا، الحارس البلجيكي تعامل بعد ذلك مع تسديدة لماسون ماونت وأبطل خطورتها.
تحرّكات ريال مدريد كانت خطرة للغاية، وأثمرت عن هدف السبق في الدقيقة 21، حينما قاد كريم بنزيما هجمة وأوصل الكرة لزميله فينيسيوس جونيور، الأخير أرسل كرة عرضيّة أكملها بنزيما برأسه في شباك الحارس ميندي، لم يستفق أصحاب الأرض من صدمتهم بعد، ثلاث دقائق بعد ذلك حتّى عالجهم بنزيما بهدف ثان من رأسيّة أجمل من الأولى، بعدما ارتقى لكرة مرفوعة من مودريتش، أودعها بطريقة رائعة في الشباك، حامل اللقب مصدوم بتلقّيه هدفين في ثلاث دقائق، والمباراة ما زالت في بدايتها.
ثوران الضيوف كاد أن يُسفر عن هدف ثالث لداني كارفاخال، لكنّ تسديدته كانت ضعيفة، ومع ذلك أبعدها ميندي بصعوبة قبل وصولها للشباك، ثمّ استعاد البلوز بعضًا من توازنهم، حينما ارتقى هافيرتز لعرضيّة جورجينيو وتابعها في الشباك، كان ذلك قبل نهاية الشوط الأوّل بخمس دقائق.
تشيلسي دخل الشوط الثاني وهو متخلّف بنتيجة 2-1، كان من الطبيعي أن يطمح لتسجيل هدف مبكّر يعيد اللقاء لنقطة البداية، لكنّ السيناريو الذي حدث كان مغايرًا تمامًا، هفوة قاتلة من الحارس ميندي استثمرها كريم بنزيما، وسجّل الهدف الثالث بعد ثوان من انطلاق الشوط الثاني، بنزيما دوّن الهاتريك للمباراة الثانية تواليًا في دوري الأبطال، بعدما فعلها أمام باريس سان جيرمان في ثمن النهائي، لكنّ هذا الهاتريك هو الأوّل للنجم الفرنسي في دوري الأبطال خارج السانتياغو بيرنابيو.
ضغط تشيلسي بكل ما أوتي من قوّة، علّه يسجّل هدفًا يعزّز آماله في لقاء الإياب، لكنّ الحارس كورتوا تألّق في إبعاد كرة أزبيلكويتا، ولوكاكو فرّط بفرصة هدف محقّق، فمرّت رأسيّته جوار المرمى، كذلك أبعد كورتوا خطورة ريس جيمس، لينتهي اللقاء بفوز الريال بنتيجة 3-1، انتصارٌ قرّبهم من نصف نهائي دوري الأبطال.
العملاق البافاري يسقط في ميدان فياريال
أدرك فياريال حينما وضعته القرعة أمام البايرن، أن النادي البافاري هو الوحيد الذي لم يُهزم في دوري الأبطال هذا العام، وأيقن أنه أحد المرشّحين لنيل اللقب، ومع ذلك رفض فريق أوناي إيمري أن يبتعد عن أسلوبه الخاص في كرة القدم، وأن يحيله الرعب الذي مارسه البافاريون على خصومهم إلى لعب اللقاء بأسلوب دفاعي بحت.
بداية المباراة كانت سجالًا من الفريقين، هجمة هنا وأخرى هناك، لكنّ أصحاب الأرض نجحوا في تسجيل هدف التقدّم بالدقيقة الثامنة، حينما حرف جروينفيلد تسديدة زميله تجاه المرمى، فتغيّر مسار الكرة قبل دخولها الشباك، فياريال أضاف الهدف الثاني بكرة خادعة من كوكيلين، لكنّ الحكم ألغاه بسبب التسلل.
أراد النادي البافاري العودة للمباراة في بداية الشوط الثاني، فامتدّ نحو المناطق الأمامية، وأسفر ذلك عن فراغات في دفاعاته، كادت أن تكلّف الألمان هدفًا ثانيًا، لكنّ القائم أنقذهم حينما ردّ كرة لوسيلسو، مسلسل إهدار الفرص من فياريال تواصل، الحارس نوير تقدّم كثيرًا نحو الأمام وأرسل تمريرة خاطئة قطعها جيرارد مورينو، فسدّد كرة من منتصف الملعب تجاه المرمى الخالي، لكنّها مرّت جوار القائم.
وفيما تبقّى من وقت حاول البايرن إدراك التعادل بشتّى الطرق، منها تسديدات من خارج منطقة الجزاء، أبرزها تلك التي نفّذها كومان وأبعدها الدفاع إلى ركنيّة، كومان جرّب حظّه مرّة أخرى لكنّ الحارس كان يقظًا، الأخير أنقذ مرماه من كرة للبديل ساني، وكان فياريال أن يعزّز تقدّمه بهدف ثان، لكنّ تسرّع بيدرازا حال دون ذلك، ليتلقّى البايرن خسارته الأولى في دوري الأبطال هذا الموسم، ويتأجّل الحسم لموقعة الإياب.
