01-أكتوبر-2024
حشدت إسرائيل دباباتها على الحدود اللبنانية (منصة إكس)

حشدت إسرائيل دباباتها على الحدود اللبنانية (منصة إكس)

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية، في جنوب لبنان، ضمن ما قال إنها مناطق حدودية محددة، وأطلق على العملية اسم "سهام الشمال"، التي انطلقت بعد منتصف ليل الثلاثاء، 1 تشرين الأول/أكتوبر.

وتأتي عملية التوغل هذه بعد 18 عامًا من آخر عملية برية قامت بها القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان خلال حرب تموز 2006. وهذه العمليات هي جزء من تاريخ طويل لاجتياحات قام بها الاحتلال على مدار فترات زمنية، كان هدفها الرئيسي ملاحقة عناصر المقاومة الفلسطينية واللبنانية وإنهاء تواجدها داخل الأراضي اللبنانية. 

وفيما يلي أبرز عمليات التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية.


مهاجمة مطار بيروت الدولي

في كانون الأول/ديسمبر 1968، قامت وحدة كوماندوس إسرائيلي بمهاجمة مطار بيروت الدولي. ودمرت وحدة النخبة "سايرت متكال"، بقيادة، رفائيل إيتان، 12 طائرة ركاب وطائرة شحن واحدة. كما فخخت 15 طائرة أخرى لكن العبوات التي وضعت داخلها لم تنفجر لحسن الحظ.

استغرقت عملية الكوماندوس الإسرائيلي على أرضية مطار بيروت حوالي 40 دقيقة، قبل أن تنسحب دون أن تدخل في مواجهة مسلحة.

وجاءت العملية ردًا على عملية قامت بها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضد طائرة تابعة لشركة "العال" الإسرائيلية، قبل يومين، حين اقتحم فدائيان الطائرة التي كانت في رحلة من تل أبيب إلى نيويورك، وتوقفت في العاصمة اليونانية أثينا. وأدت العملية إلى مقتل إسرائيلي وإصابة امرأتين.

الغارة على مطار بيوت

عملية فردان

في ليلة 9 وفجر 10 نيسان/أبريل 1973، هاجمت وحدة خاصة إسرائيلية عدة أهداف لمنظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت.

وصلت الوحدة الخاصة الإسرائيلية إلى الشواطئ اللبنانية على متن زوارق سريعة انطلقت من قطعة تابعة للبحرية إسرائيلية كانت قريبة. كان في انتظار الوحدة عملاء لـ"الموساد "، على الشاطئ بسيارات استأجروها قبل تنفيذ العملية بيوم. نقل أفراد الوحدة إلى أهدافهم المحددة. تم مهاجمة بنايتين في شارع فردان، حيث يقيم ثلاثة من كبار قادة منظمة التحرير الفلسطينية الذين فوجئوا بالهجوم على منازلهم، وهم: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيسًا دائرة الإعلام والتوجيه، والناطق الرسمي باسمها، كمال ناصر، وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح ومسؤول جهاز الأرض المحتلة، كمال عدوان، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح وقائد قوات "العاصفة"، أبو يوسف النجار. وأدت العملية إلى استشهادهم جميعًا.

كما تم الهجوم على المقر المركزي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالفاكهاني، حيث اشتبكت الوحدة مع حراس المقر ما أدى إلى استشهاد خمسة من عناصر الجبهة الديمقراطية وقتل اثنين من أفراد الكوماندوس.

رافق العملية تدمير ورشة للتصنيع في الأوزاعي ومخرطة في منطقة الدورة، شمالي بيروت. وبعدها عادت المجموعة من حيث أتت، بعد أن خلفت دمارًا كبيرًا وعددًا من الشهداء والجرحى الفلسطينيين واللبنانيين.

شهداء عملية فردان

عملية الليطاني

في آذار/مارس 1978، قامت القوات الإسرائيلية بأوسع عملية توغل داخل الأراضي اللبنانية، حيث اجتاحت البلدات الحدودية ووصلت حتى نهر "الليطاني". أطلقت على العملية اسم "حكمة الرب".

كان الهدف من العملية تدمير البنية التحتية للفصائل الفلسطينية المتمركزة في جنوب لبنان، للحد من عملياتها التي تنطلق من تلك المناطق ضد المستوطنات المقامة في شمال فلسطين المحتلة.

أسفرت العملية عن تهجير 250 ألف لبناني من قراهم الحدودية، فيما انسحبت قوات منظمة التحرير الفلسطينية إلى شمال الليطاني. وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة بشكل جزئي وتعويضها بقوات "اليونيفيل"، أعلن عن تشكيل ما عرف بجيش لبنان الجنوبي بقيادة الرائد سعد حداد، وهو مكون من مجموعة ميليشيات من سكان القرى الجنوبية وبعض المنشقين من الجيش اللبناني دعمتهم إسرائيل.

عملية الليطاني

اجتياح لبنان

في 5 حزيران/يونيو 1982، قامت القوات الإسرائيلية بغزو شامل للبنان في عملية أطلقت عليها اسم "سلامة الجليل"، وفي غضون أيام احتلت إسرائيل كامل الجنوب اللبناني ووصلت قواتها إلى العاصمة بيروت، التي انسحبت إليها قوات منظمة التحرير العاملة في الجنوب. فرضت إسرائيل حصارًا مطبقًا على العاصمة اللبنانية، أين تواجدت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وشنت عليها أعنف الغارات الجوية، بالإضافة للقصف البري والبحري، كما قطعت عنها الكهرباء والمياه والمواد الأساسية. ودعت المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين المتحصنين داخل المدينة إلى الاستسلام.

خاضت المقاومة الفلسطينية واللبنانية تحت إطار القوات المشتركة معارك ضارية مع القوات الإسرائيلية على تخوم العاصمة بيروت ولم تسمح لها باقتحامها. وبعد ثلاثة شهور من الصمود، توصل المبعوث الأميركي الخاص إلى المنطقة، فيليب حبيب، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يقضي بانسحاب مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان بأسلحتهم الخفيفة.

ياسر عرفات يتجول في بيروت المحاصرة

 حرب تموز 2006

في 12 تموز/يوليو 2006، قام حزب الله بعملية أطلق عليها اسم "الوعد الصادق"، أدت إلى قتل جنود إسرائيليين وأسر جنديين، فردت القوات الإسرائيلية مباشرةً بدخول الأراضي اللبنانية. وشنت هجومًا واسعًا استهدفت البنية التحتية في كامل لبنان. وأعلنت إسرائيل أن هدف عمليتها هو استعادة الأسيرين الإسرائيليين. ووضعت خطة للوصول إلى نهر الليطاني، لضرب البنية التحتية للحزب في الجنوب.

تدمير الضاحية الجنوبية لبيروت في حرب تموز

أدى القصف الإسرائيلي المكثف على القرى والبلدات الحدودية إلى سقوط المئات من الشهداء والجرحى، وإلى موجة نزوح كبيرة تجاوزت نصف مليون لبناني. وبعد 33 يومًا من القتال الضاري تم التوصل إلى وقف إطلاق النار ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى الخط الأزرق وانسحاب قوات حزب الله إلى شمال الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني.