تُعدّ اللغة الكورية لغة فريدة من نوعها؛ وقد يبتعد الناس عن تعلّمها مخافة صعوبتها، وتعلم اللغة الكورية مهم إذ إنها لسان ما يزيد عن 77 مليون شخص، كما تحتل المرتبة 21 في قائمة اللغات من حيث عدد المتحدثين؛ ولكن ما مدى حقيقة صعوبة اللغة الكورية؟ يُمكن معرفة إجابة هذا السؤال وأكثر عبر قراءة هذا المقال.
ما مدى صعوبة اللغة الكورية؟
تُصنّف اللغة الكورية بأنّها من لغات شرق آسيا والتي غالبًا ما يتم ربطها باللغتين الصينية واليابانية المعروفتين بالصعوبة؛ ولكن لحسن الحظ فإنّ تعلّم اللغة الكورية أسهل نسبيًا من تعلم لغات شرق آسيا الأخرى رغم شيوع بعض المعلومات عن مدى صعوبتها.
تتميّز اللغة الكورية بنظام الكتابة، ولكن لحسن الحظ فإنّ تعلم الحروف الأبجدية الكورية التي تُعرف أيضًا باسم الهانغول (بالإنجليزية: Hangul) وهو نظام اختُراع في عام 1400م؛ سهل للغاية. ويعود ذلك إلى أنّ نظام الكتابة للأحرف يُعدّ منطقيًا للغاية، الأمر الذي يُسهّل قراءة ونطق الكلمات الكورية إذ تُكتب الكلمات كما تُلفظ، ولا يوجد فيها أحرف زائدة تُكتب ولا تُلفظ كما هو الحال في الكلمات في اللغة الإنجليزية مثلًا.
إمكانية الوصول إلى الطلاقة باللغة الكورية
تُعدّ اللغة الكورية من أصعب اللغات التي يمكن إتقانها؛ وفق ما صنّفها معهد الخدمة الخارجية الأمريكي للغات، المسؤول عن إعداد الدبلوماسيين الأمريكيين في الشؤون الخارجية للمهام الدولية (Foreign Service Institute).
قدّر المعهد صعوبة اللغة الكورية بأنها من الفئة الخامسة، الأمر الذي يعني أنها تحتاج إلى مدة طويلة لدراستها وإتقانها؛ وبأنّ الفرد يحتاج إلى دراسة اللغة لمدة 2200 ساعة حتى يتمكّن من الوصول إلى الطلاقة في اللغة؛ أو ما يُعادل 88 أسبوعًا من الدراسة المكثفة.
لكن التقدير السابق يتجاهل عوامل متعددة ذات أهمية بالغة مثل أسلوب الدراسة، والدوافع الشخصية، أو نوع التعلّم؛ لذلك يجب أخذ الأرقام المذكورة سابقًا بحذر وذلك حتى لا يتسلل إلى المتعلّم الشعور بالإحباط.
أفضل طرق تعلم اللغة الكورية
يحتاج بعض الأشخاص إلى تعلّم اللغة الكورية للاستمتاع بمشاهدة الأعمال الدرامية، أو لفهم الأغاني الكورية، أو لغناء الأغاني المفضّلة للفنانين الكوريين، وسندرج أفضل طرق تعلم اللغة الكورية:
-
تعلّم الأبجدية الكورية
يُطلق على الأبجدية الكورية اسم الهانغول (بالإنجليزية: Hangul)، ويجب في البداية إتقان الأحرف الأبجدية بدقّة وذلك حتى يتمكّن المستخدم من اكتساب اللغة؛ وتتكوّن أبجدية الهانغول من 24 حرفًا منها 10 حروف متحركة و14 حرف ساكنًا.
تمتاز اللغة الكورية بأنّ أحرفها سهلة وليست معقّدة كما هو الحال للغات الآسيوية الأخرى؛ ويمكن تعلّم الحروف الكورية خلال ساعتين فقط؛ فهي لغة صوتية بسيطة وسهلة الإتقان، وعادةً ما تُكتب الكلمات كما تُلفظ.
-
بناء المفردات الخاصة بالمستخدم
فور إتقان المُستخدم الهانغول، يمكنه البدء في تكوين وبناء المفردات الخاصة به، ويُفضّل البدء بكتابة الأرقام الكورية، وأيام الأسبوع، والعبارات البسيطة التي تُستخدم عادةً في المحادثات اليومية البسيطة.
كما يجب على المستخدم تحديد سبب حاجته إلى تعلّم اللغة الكورية وعلى إثر ذلك يُقرر الكلمات التي يحتاج إلى تعلّمها؛ فمثلًا إن كان بصدد السفر إلى كوريا يجب تعلّم الكلمات التي قد يحتاج إليها أثناء التنقل والاتجاهات، إلى جانب كيفية الطلب من المطعم باللغة الكورية.
يُفضّل أن يكتب المستخدم جميع الكلمات التي تعلّمها في دفتر مخصص لذلك فهذا يُساعده على حفظ الكلمات واستقرارها في ذاكرته.
-
استخدام الكلمات المستعارة من اللغات الأخرى
يُعدّ استخدام الكلمات المستعارة من اللغات الأخرى كالإنجليزية أمرًا يُسهّل اكتساب اللغة الكورية؛ حيث تضم اللغة الكورية كلمات تُسمّى "Konglish" أي أنها كلمات مختلطة بين اللغتين الكورية والإنجليزية. تتميّز هذه الكلمات بأنّ لها نفس المعنى باللغة الإنجليزية؛ كما أنّه يسهل تذكّرها لأنّها تبدو كاللغة الإنجليزية ولكنّها تُنطق بلكنةٍ كورية ومن الأمثلة عليها:
- كيوب = Cup.
- كابي= Cafe.
- تايك سي= Taxi.
- كا مي را= Camera.
- تشو- كو- ليت= Chocolate.
- إن- تو- نت= Internet.
-
التعامل مع أشخاص كوريين
يُعدّ التعامل مع أشخاص كوريين هو من أفضل الطرق لاكتساب اللغة الكورية؛ إذّ يتمكّن الفرد من تعلّم الكلمات وحفظها في الذاكرة.
يمكن أيضًا أن يكتب الفرد الأسماء في هاتفه أو يدوّن الأنشطة اليومية التي يحتاج إليها باللغة الكورية.
ما يميز هذه الطريقة أنّ المتعلّم لا يحتاج إلى إرهاق نفسه بالدراسة يوميًا وإنما يمكن استغلال أوقات فراغه لممارسة اللغة مع الأصدقاء الكوريين، أو استغلال أوقات مثل وقت استراحة الغداء للتعلم.
يمكن أيضًا للمستخدم تنزيل بعض التطبيقات المختصة بتعليم اللغة الكورية وممارسة بعض الألعاب التعليمية الممتعة. يمكن أيضًا الاستماع إلى البودكاست أثناء القيادة أو الاستماع إلى الكتب الصوتية للحصول على أقصى فائدة.
-
تحديد نوع التعلّم الخاص بالفرد
يتعلّم الأشخاص بثلاث طرق مختلفة وهي الطريقة البصرية وبها تكون الذاكرة البصرية قوية وتعمل جيدًا، والطريقة السمعية وبها يعتمد المستخدم على سماع المعلومات والكلمات وتخزينها، والطريقة الحركية والتي تربط حفظ الكلمات بالحركات. إنّ تحديد طريقة التعلّم الخاصّة بالفرد تُساعد على زيادة فعالية التدريب واكتساب اللغة إلى أقصى درجة ويُسهّل على الفرد تعلّم الكلمات الجديدة وحفظها أسرع.
-
الدراسة مع معلّمين كوريين
يُفضّل الحصول على دروس خصوصية من معلمين كوريين ذوي خبرة؛ وهو أمر يُقصّر مدّة التعليم إذ يُبسّط المعلم القواعد للطلاب ويُسهّل عليهم الصعوبات التي قد يواجهونها أثناء تعلّم اللغة الكورية؛ كما سيساعدهم على تحديد أهدافهم وتحقيقها والوصول إليها.
تُساعد الدروس الخصوصية مع مدرّس محترف بتعلّم اللغة الكورية بشكلٍ أسرع؛ حيث يركّز المعلم على نوع التعليم المناسب للطالب ويطبّق أساليب التعليم التي تناسبه.
-
مشاهدة الدراما الكورية والاستماع إلى موسيقى البوب الكورية
تُعدّ مشاهدة الأفلام والمسلسلات الكورية الدرامية والبرامج التلفزيونية إلى زيادة المفردات الخاصة بالمتعلّم؛ كما أن قراءة الترجمة والاستماع إلى المحادثات يُقوّي من تعلّمه للغة الكورية.
تُساعد هذه الطريقة على تعلّم كلمات جديدة، ويمكن كتابتها على دفتر مخصص وكتابة معناها.
قد يكون من الصعب فهم كلمات الأغاني الكورية عند الاستماع إليها للمرة الأولى، ولكن مع التكرار مرة بعد أخرى سيتمكّن المتعلّم من تفكيك كلمات الأغنية والحصول على الكلمات الرئيسية فهم المعنى الإجمالي للغة؛ كما أنّ الأغاني تُساعد على معرفة النطق الصحيح للكلمات الكورية.
-
الانغماس الكامل في الحياة الاجتماعية الكورية
يُعدّ الانغماس في الحياة الاجتماعية الكورية من أفضل الطرق في تعلّم اللغة؛ ويكون ذلك من خلال السفر إلى كوريا، وهنا سيضطّر المتعلّم للقراءة والتحدّث باللغة الكورية، ورغم أنّ العديد من الكوريين يمكنهم التحدّث باللغة الإنجليزية ولكن يُفضل التواصل فقط باللغة الكورية معهم، وفي حال الحرج من عدم القدرة على استخدام اللغة كما يجب يمكنه أن يشرح لهم أنّه بصدد تعلّم اللغة.
رغم انتشار العديد من المعلومات المغلوطة عن مدى صعوبة اللغة الكورية؛ إلّا أنّها في الحقيقة لا تُعتبر صعبة مقارنة بلغات شرق آسيا الأخرى كالصينية واليابانية؛ فهي أسهل نوعًا ما؛ إذ تتكوّن من أحرف أبجدية تمتاز بأنها سهلة القراءة والكتابة، ويمكن الاستعانة بالكتب والتطبيقات الخاصة بتعليم اللغة الكورية للتمكن من تعلمها بطريقة أسلس.
توجد نصائح عديدة لتعلّم اللغة الكورية ولكن بسبب كم المعلومات الكثيرة التي يتلقاها المتعلّم قد يشعر بالضياع والإرهاق لذلك عليه أن يُحدّد أهدافه؛ ويجب عليه أيضًا إنشاء استراتيجية للتعلّم وفق خطوات مُحدّدة حتى يتمكّن من تحفيز نفسه لتحقيق أهداف جديدة.
يُفضّل ألّا يخاف المتعلّم من التحدّث باللغة الكورية، فهذا سيُساعده في اكتساب اللغة وتلافي الأخطاء التي يقع بها في المرات القادمة، وعندما يشعر بفتور همّته للتعلّم عليه أن يرى الطريق الذي قطعه بالفعل، حيث أصبح بإمكانه القراءة والكتابة والتحدّث باللغة الكورية، الأمر الذي سيمنحه الطاقة ليستمر حتى النهاية.
