ألترا صوت ـ فريق التحرير
بعد احتجاجات البصرة وبعض المحافظات في المطالبة بتوفير المياه وحل أزمة الكهرباء التي تتفاقم في درجات الحرارة العالية، دخلت شركة سيمنس الألمانية للعراق لإنهاء مشاكله كما تقول. وفي تغريدة للرئيس التنفيذي لشركة سيمنس، جو كايسر، أعلن فيها عن وعود للعراقيين بتوفير آلاف فرص العمل والخدمات الصحية، وإنهاء مشكلة نقص الطاقة في العراق، سبقتها تغريدات أخرى عن إنهاء مشكلة الكهرباء، واقتراحات تفيد بإضافة طاقة إنتاجية قدرها 11 جيجاواط على مدى أربعة أعوام، وتعزيز القدرة الإنتاجية في البلاد بنحو 50%، تحت عنوان "خارطة طريق لقطاع الكهرباء في العراق الجديد".
لم يتفاعل العراقيون مع وعود شركة سيمنس، لأن وزارة الكهرباء تعاقدت مع شركات كثيرة منذ 15 عامًا، ولم تنته المشكلة
لم يتفاعل العراقيون مع وعود شركة سيمنس، لأن وزارة الكهرباء تعاقدت مع شركات كثيرة منذ 15 عامًا، ولم تنته المشكلة، حيث كشف عضو هيئة النزاهة في مجلس النواب السابق، عن هدر 50 مليار دولار على ملف الطاقة، دون جدوى، لكن المعنيين بالأمر، يقولون إن سيمنس ليست مثل غيرها، خصوصًا وأنها ساهمت بحل مشكلة الطاقة في مصر.
وعقب تغريداته التي خص بها العراق، عقد المدير التنفيذي للشركة مباشرة لقاءً مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في 23 أيلول/ سبتمبر، لمناقشة اقتراح سيمنس بتعزيز إنتاج الكهرباء في العراق، وصدر بيان بعد اجتماعهما، يقول بأنهما "ناقشا خارطة طريق سيمنس الشاملة لبناء مستقبل أفضل للشعب العراقي"، مضيفًا أن "الشركة اقترحت على العراق في كانون الثاني/ يناير الماضي، تقليص هدر الطاقة في البلاد وإقامة شبكات ذكية، وتوسيع شبكات نقل الكهرباء، وتحديث المحطات القائمة وإضافة طاقة إنتاجية جديدة"، كما وعدت المجموعة الألمانية الحكومة العراقية بالمقابل بـ"تدبير التمويل من البنوك التجارية الدولية ووكالات ائتمان الصادرات بدعم من الحكومة الألمانية، مما يوفر آلاف الوظائف في العراق"، إضافة إلى أن "سيمنس ستقدم منحة قيمتها 60 مليون دولار للبرمجيات للجامعات العراقية".
اقرأ/ي أيضًا: احتجاجات الكهرباء في كربلاء.. أيادٍ حزبية وراء الفوضى وتشويش الحراك
وأوضح كايسر، أنه "وبعد قيامنا بعمل تقييم شامل لقطاع الطاقة العراقي، أعددنا استراتيجية متكاملة لتطوير هذا القطاع الحيوي، حيث توضح خارطة طريق سيمنس لتطوير قطاع الطاقة في العراق خطوة بخطوة كيفية إقامة وتطوير البنية التحتية الرئيسية لقطاع الطاقة العراقي من أجل توفير الكهرباء في كافة أرجاء العراق، باستخدام تكنولوجيا سيمنس المتطورة والتي يُعتمد عليها في القيام بذلك بكل كفاءة".
ترتبط مشكلة الكهرباء في العراق بالواقع الإقليمي، إذ إن دخول سيمنس إلى العراق ومحاولتها إنجاز المشاريع، جاء بعد العقوبات الأمريكية على إيران، وربما بإرادة غربية لملء الفراغ
وقد تلقى العراقيون هذا الخبر، من دون تفاؤل واضح، فيما أشار بعضهم أن نجاح تجربة سيمنس في مصر، ليس كفيلًا بنجاحها في العراق، لأسباب سياسية واجتماعية وبيئية، فالعراق يحكمه نظام المحاصصة وتوزيع المشاريع والاستثمارات يتوزع على الأحزاب الحاكمة، وكل منهم يريد حصته من المشاريع، وليس هناك إرادة عامّة وواحدة للدولة لإدخال الشركات دون أن تنتفع الأحزاب منها، فضلًا عن وجود الميليشات المسلحة التي تبحث عن حصصها من هذه الصفقات، ولديها أسلحة من الممكن أن تخرج في أي لحظة أمام المستثمرين.
اقرأ/ي أيضًا: القطاع العام في العراق.. اسأل الكهرباء
كما أشار الكثير من المتابعين، إلى العشائر وسلطتها، خاصّة في المناطق الجنوبية والغربية، التي قد تقف عائقًا أمام أي استثمارات جدية، فهي تطالب بوظائف لأبنائها، الذين قد يكونوا من غير الكفاءات، وليس لديهم أماكن في هذه المشاريع، فضلًا عن مطالبتها بحصص، وقد تستخدم سلاحها أمام الشركات في أي لحظة، إضافة إلى معاركها العشائرية التي يستخدم فيها السلاح الخفيف والمتوسط في المناطق القريبة على المشاريع.
ورأى آخرون أن حل مشكلة الكهرباء ومعها الأمن، لا يكون إلا بقرار سياسي يعبر عن إرادة عامّة للدولة في إصلاحهما، كما أنها أزمات ترتبط بالواقع الإقليمي، والتوازن الدولي في المنطقة، إذ إن دخول سيمنس إلى العراق ومحاولتها إنجاز المشاريع، كان بعد العقوبات الأمريكية على إيران، وربما جاء بإرادة غربية لملء الفراغ، نظرًا لحجم العلاقة الاقتصادية بين العراق وإيران، الأمر الذي قد يفتح صراعًا جديدًا مع أدوات إيران في العراق الذين يريدون الحفاظ على المصالح الإيرانية، على أية حال.
اقرأ/ي أيضًا: