تطوّرت الهواتف الذكية بمستويات مذهلة في السنوات القليلة الماضية، وقد وصلت هذه الأجهزة العجيبة، التي باتت أشبه بحواسيب صغيرة بين أيدينا، إلى مستويات من التطوّر حتى بات البعض يشكّ بأن ثمّة قدرة متبقية لدى شركات التقنية الكبرى على تقديم شيء مختلف جدًا بين سنة وأخرى. فسواء تحدثنا عن السرعات في رقائق المعالجة في هذه الهواتف، أو جودة الكاميرات التي تجعل الهواة يعتقدون أنهم قد باتوا محترفين، إلى جودة الشاشة ووضوحها، وقدرتها على مقاومة الخدوش والكسر والماء، وغيرها من المواصفات المذهلة التي باتت تتوفر في معظم الهواتف الذكية الحديثة، وعبر مختلف الشركات الكبرى، مثل آيفون وسامسونج وهواوي وجوجل وشاومي وغيرها.
تسود حالة من الشكّ في قدرة الشركات التقنية على طرح هواتف متفوقة بشكل خارق مقارنة بالموديلات الأقدم بعام أو عامين
كما أن هذه النقلة الكبرى في الابتكار في السنوات الماضية، مع التحديثات المذهلة في أنظمة التشغيل، جعلت من الصعب كتابة شيء جديد كليًا عن الموديلات الجديدة من الهواتف، وهو ما ينطبق بشكل خاص على هاتف آيفون 13 الجديد لهذا العام.
فالهاتف الجديد، أسرع بنسبة 10 بالمئة فقط مقارنة بموديل العام الماضي (آيفون 12). وللمقارنة، لو عدنا إلى العام 2015، فإن هاتف آيفون "6 أس" كان أسرع بنسبة 70 بالمئة مقارنة بهاتف آيفون 6. وربما التحديث الأهم في آيفون 13 هو معدل التحديث على الشاشة، في الفئات الأعلى (آيفون 13 برو وآيفون 13 برو ماكس)، والتي يتجاوز سعرها (في الولايات المتحدة) 1000 دولار أمريكي، إلا أنّه ليس كفيلًا بجعل الجهاز الجديد يتربّع على عرش الأجهزة الأخرى، سواء الموديل السابق، أو على مستوى الأجهزة المنافسة.
اقرأ/ي أيضًا: أهمّ 4 تفاصيل في إعلان آبل عن هواتف آيفون 13 والساعة الجديدة
التحديث على صعيد الكاميرا محدود أيضًا، باستثناء خاصية التصوير السينمائي ربما، إلا أن ادعاءات الشركة حول الكاميرا وأنها، على حد تعبير مدراء آبل: "أكثر قوة على نحو خارق"، وأنها "الأكثر تطورًا" على الإطلاق، لا تدعمها التجربة، والتحسينات التي يتم الحديث عنها كانت غير خارقة.
هذا يؤكّد أن التحديثات السنوية على الهواتف الذكية، والتي تحرص الشركات الكبرى مثل سامسونج وآبل على طرحها في فعاليات سنويّة في الخريف من كل عام وتضخّ من أجل مبالغ هائلة على الدعاية والتسويق من أجل استغلال موسم التسوق والأعياد في الربع الأخير من العام، قد أصبحت محض سراب من الابتكارات، دون أن تقدّم أسبابًا مقنعة بشكل جوهري للتخلي عن الموديل السابق بحثًا عن تجربة مختلفة. بل إن صحيفة نيويورك تايمز قد وصفت هذه التحديثات السنويّة بأنها ليست إلا "احتفاء بالرأسمالية" على شكل تدرّجية متوحّشة.
جودة الكاميرا بين آيفون 13 وآيفون 12
لتوضيح الفكرة بشأن الصور وعدم وجود اختلاف معتبر بين الكاميرتين في آيفون 12 وآيفون 13 نستعرض هنا بعض الصور لأغراض المقارنة:
وعند مقارنة الكاميرا في آيفون 13 برو وبين هاتف أقدم من آيفون 12، وهو هاتف آيفون XS الذي تم إطلاقه عام 2018، فإن الصور الملتقطة في مكان مفتوح أثناء النهار تبدو واضحة وبالتفاصيل المطلوبة في كاميرا كلا الهاتفين، إلا أن الصورة في آيفون 13 تبدو أفضل على مستوى الألوان وحركتها.
أما في وضع التصوير الليلي، فهنالك تحسن طفيف على جودة الصور في آيفون 13 مقارنة بهاتف آيفون 12، إلا أن الفرق ليس هائلًا. فالصورة في الوضع الليلي بكاميرا آيفون 13 كانت أكثر صفاء ووضوحًا، وذلك بفضل الآلية الجديدة لالتقاط الصور الليلية في آيفون 13، حيث يتم التقاط عدة صور قبل دمجها معًا بعد تعديلات آلية على الألوان والتباين. لكن الفرق يبدو كبيرًا جدًا بين آيفون 13، و12، وبين آيفون أكس أس، كما هو واضح أدناه.
تشتمل كاميرات هواتف آيفون 13 أيضًا على خاصية جديدة تتعلق بالتصوير السينمائي، والتي تستخدم خوارزميات خاصة من أجل نقل التركيز على الوجوه بشكل آلي أثناء الحركة، إلا أنها خاصية لا يمكن تخيّل الاستفادة منها سوى للمهتمين بشكل احترافي بالتصوير السينمائي، مع أنها يمكن أن تكون ذات فائدة لبعض صناع المحتوى على تيك توك وإنستغرام.
الخلاصة
كاميرات آيفون 13 أفضل بنحو محدود مقارنة بالكاميرا في هاتف آيفون 12، أو حتى إصدارات عام 2018 من هواتف آيفون، وتتركّز نقطة التميز الأساسية في كاميرا آيفون 13 بوضعية التصوير الليلي، إضافة إلى خاصية التصوير السينمائي للمهتمين بهذا النوع من تصوير مقاطع الفيديو. وحتى بالنسبة للتصوير الليلي، فهنالك الكثير من المصورين المحترفين الذي يرون أنها ليست ذات أهمية بالغة بالنسبة للكثير من مستخدمي الهاتف العاديين، غير المعنيين بالتصوير أو العمل الصحفي، أو أي عمل يتطلب التقاط صور واضحة في ظروف ذات إضاءة منخفضة.
بإمكانك الاستمرار في استخدام هاتفك القديم، آيفون 12 خصوصًا (لو سلّمنا أنه صار قديمًا!)، دون أن تشعر أنه قد فاتك الكثير لعدم استخدام آيفون 13
وهذا في المحصّلة يعني أن بإمكانك الاستمرار في استخدام هاتفك القديم، آيفون 12 خصوصًا (لو سلّمنا أنه صار قديمًا!)، دون أن تشعر أنه قد فاتك الكثير لعدم استخدام آيفون 13. أما في حال قررت شراء هاتف جديد، فإن آيفون 13 لا شكّ أنه قطعة تقنية ناضجة ستنال إعجابك، وإن كانت ليس أكثر نضجًا بشكل هائل عن الموديلات السابقة.
اقرأ/ي أيضًا:
أهمّ 4 تفاصيل في إعلان آبل عن هواتف آيفون 13 والساعة الجديدة
صور وفيديو: كل ما تريد معرفته عن أسعار هواتف آيفون 13 الجديدة ومواصفاتها